الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

النقاب.. في الفضائيات المتطرفة




 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 13 - 10 - 2009

قرار فضيلة الإمام الأكبر د. سيد طنطاوي بمنع النقاب في مؤسسات الأزهر التعليمية وبعده قرار وزير التعليم العالي وأخيرا قرار وزير التربية والتعليم- لم يقترب من قريب أو بعيد من قرار اختيار فتاة أو سيدة ارتداء النقاب.
 

لا هو قلل من احترام شخصياتهن ولا هو تعرض لمبدأ حريتهن في الاختيار، بما لا يترك مجالا لمحاولة إيحاء تيارات التطرف الظلامية بتقاطع قرارات الإمام الأكبر ووزراء التعليم مع النصوص الدستورية والقانونية التي كفلت الحرية الشخصية.

وقد نشرت روزاليوسف بالأمس حكم المحكمة الدستورية بمنع النقاب في المدارس، بما يفترض معه أن يغلق هذا الملف بعد أن قالت الدستورية كلمتها الفاصلة.. ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث لعدة أسباب .

اهمها أن تيارات التطرف الظلامي الخبيث تعرف جيدا أنها دخلت في معركة لن تكسبها إلا عندما تلقي الكثير من ظلال الشك والتشكيك في القرارات.. مرة بالهجوم الشرس علي فضيلة الإمام الأكبر مستخدمة كل الأدوات والطرق والظهور علي شاشات الفضائيات الدينية المتطرفة والبرامج التليفزيونية الليلية لإقناع البسطاء وفي مغازلة صريحة لمشاعرهم الدينية.. بأن تلك الإجراءات ليست مقاومة للغلو و التطرف والتأكيد علي وسطية الاسلام واعتداله.

وإنها ليست منظمة لقواعد داخل مؤسسات تعليمية لها أهداف ورسالة ومن واجبها أن تتعرف علي شخصيات من يدخلها و يخرج منها ومن يتعايش فيها ومعها وأداء كل فرد فيها وأغراضه وأهدافه ونواياه الحقيقية.

وفي هذا السياق لا يتورع ممثلو هذه التيارات الظلامية المتطرفة علي شاشات الفضائيات عن اخفاء المتون و الاحكام والمقاصد الفقهية واتفاق الائمة وعلماء الدين حول التصنيف والتفريق بين ما هو فرض وبين ما هو سنة.. وبين ما هو فضيلة وبين ماهي عادات وموروثات قبلي.

في الوقت الذي لا يجيبون فيه عن سر إصرار وحرص المنقبات علي ارتداء النقاب داخل أوساط نسائية.. لا يوجد الرجال فيها ولا احتمالية صغيرة لوجود الرجال فيها.. إلا اذا ارتدي الرجال النقاب وامتلأت الدنيا سواداً حيث لا يعرف احد احدا.. ولا امرأة من رجل.. وفيها متاح لنا تخيل كل الصور والمشاهد.
إنهم يخوضون حربا علي الوسطية والاعتدال.. حربا علي ضوابط المجتمع.