حول التغيير الوزاري
عبد الله كمال
لا ينبغي أن تتوقع من هذا المقال.. وربما يليه غيره.. أن يكشف عن أسماء.. أو يدخل في لعبة تخمينات الترشيحات في التغيير الوزاري المتوقع بعد استقالة وزير النقل.. ولكنني أريد أن أناقش قضايا تثار غالباً في مثل هذه المناسبات.. لعلها تكون مفيدة نوعا ما.
مثلا.. تبدو المشكلة العويصة في كل مرة هي العثور علي كوادر مناسبة لتولي الحقائب الوزارية.. المفترض أن يحدث فيها تغيير.. صحيح أن البلد مليء بالبشر.. أهم ثروتها البشر.. لكن المشكلة الدائمة هي العثور علي شخص متوافق مع برنامج الحكومة.. وأفكار الحزب لو لم يكن حزبيًا.. وأيضا بينه وبين أعضاء الحكومة ورئيسها نوع من الانسجام الشخصي.. فالكيمياء المعطلة قد تمنع التفاعل بين الزملاء.
ولا أستطيع أن أعفي رئيس الوزراء من المسئولية في تلك المشكلة.. إذ إن عليه أن يكون لديه بديل لكل وزير.. كما أن بعض الوزراء يطرحون أنفسهم بديلا له شخصيا.. وإن كان هذا لن يتاح لهم قريبا.. رئيس الوزراء عليه أن يمد يده قبل أن يحين وقت أي تعديل في قلب المجتمع وقطاعاته لكي تكون ترشيحاته جاهزة.. فلا يجد نفسه تحت ضغط الاختيار في وقت قصير.. يفاضل بين مجموعة محدودة من الأسماء.. وقد لا تؤدي قناعته وقناعة زملائه بالأسماء المرشحة إلي الإبقاء علي من هم في مناصبهم ولابد أن يتغيروا.
وقد فهمت من قبل أن مجلس الوزراء بصدد إعداد قاعدة بيانات تتسع لترشيحات أشخاص في مناصب وزارية وغيرها من الهيئات الرئيسية التي يكون علي الحكومة أن تعين أصحابها.. ولست أدري إن كانت تلك القاعدة قد جهزت أم لا.. ولكني أعتقد أن علي رئيس الوزراء أن يقابل أشخاصًا من كل الفئات والقطاعات بصفة مستمرة ويحتفظ بها في ذخيرته.. ويتابعها من قريب أو بعيد.. لكي يكون مستعدًا في لحظة مناسبة.
يقودنا هذا إلي نقطة أخري.. أثيرت من قبل وتثار هذه الأيام.. وهي أن تضطر الحكومة إلي الاستعانة بوزير سابق.. وهناك تقليد عرفي معناه أن الوزير الذي خرج من تشكيل وزاري لا يعود إلي غيره.. وبهذه المناسبة فإنني أدعو إلي إعادة النظر في هذا التقليد.. وعندي علي ذلك أكثر من ملاحظة:
١- التقاليد ليست مقدسة.
٢- بعض التقاليد كسرت بالفعل.. ومنها مثلا أن يتطوع وزير.. أو يجد أن عليه أن يقدم استقالته.. وليس فقط أن ينتظر الإقالة.
٣- إذا كان الوزير السابق متوافقا مع الحكومة الحالية.. ولم يخرج من السابقة لسبب خطير.. إقالة أو إدانة أو صراع.. فما الذي يمنع أن يعود.. إذا كان لديه ما يقدمه ويضيفه.
٤- لا ينطبق هذا الاقتراح علي الوزراء السابقين الذين تحولوا إلي معارضين.. أو قدموا أنفسهم علي أنهم أبطال صناديد.. لم تمكنهم شبكات الفساد - كما يزعمون - من مواصلة إبداعهم العظيم.. كما لا ينطبق علي من رفضهم الرأي العام.
٥- قد يكون كسر هذا التقليد مفيدا سياسيا لأنه يبقي باب الأمل مفتوحا لكل من خرج من فريق الادارة.. بحيث لا يصبح بين يوم وليلة منقلبًا علي من كان بينهم.
وليس بعيدا عن هذا انه يمكن أن يحدث تدويرا بين الوزراء وأيضا بين المحافظين.. والعكس.. وقد جري هذا من قبل أكثر من مرة.. وبعض الوزراء يصبح لأكثر من حقيبة.. بدون أن يعني هذا الجمع بين الحقائب..ففي الحكومة من قد يصلح للوزارة الفلانية.. ويكون نقله إليها فرصة لكي تحل الحكومة مشكلة كبيرة.. ثم تجد من يحل محله في وزارة أخري.. وقد يكون أحد المحافظين صالحا لمنصب وزاري.. وفي قائمة المحافظين الحالية أكثر من محافظ يصلح وزيرا.. وقد جري التفكير في اثنين منهم لتولي وزارة النقل.. وإن كان هذا لم يكتمل.
وأعود غداً إلي نفس الموضوع.. فقد قلت في البداية إن المقال قد يليه غيره.
الموقع الإليكتروني : www.abkamal.net
البريد الإليكتروني : [email protected]