الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حول التغيير الوزاري




لا‮ ‬ينبغي أن تتوقع من هذا المقال‮.. ‬وربما‮ ‬يليه‮ ‬غيره‮.. ‬أن‮ ‬يكشف عن أسماء‮.. ‬أو‮ ‬يدخل في لعبة تخمينات الترشيحات في التغيير الوزاري المتوقع بعد استقالة وزير النقل‮.. ‬ولكنني أريد أن أناقش قضايا تثار‮ ‬غالباً‮ ‬في مثل هذه المناسبات‮.. ‬لعلها تكون مفيدة نوعا ما‮.‬

مثلا‮.. ‬تبدو المشكلة العويصة في كل مرة هي العثور علي كوادر مناسبة لتولي الحقائب الوزارية‮.. ‬المفترض أن‮ ‬يحدث فيها تغيير‮.. ‬صحيح أن البلد مليء بالبشر‮.. ‬أهم ثروتها البشر‮.. ‬لكن المشكلة الدائمة هي العثور علي شخص متوافق مع برنامج الحكومة‮.. ‬وأفكار الحزب لو لم‮ ‬يكن حزبيًا‮.. ‬وأيضا بينه وبين أعضاء الحكومة ورئيسها نوع من الانسجام الشخصي‮.. ‬فالكيمياء المعطلة قد تمنع التفاعل بين الزملاء‮.‬

ولا أستطيع أن أعفي رئيس الوزراء من المسئولية في تلك المشكلة‮.. ‬إذ إن عليه أن‮ ‬يكون لديه بديل لكل وزير‮.. ‬كما أن بعض الوزراء‮ ‬يطرحون أنفسهم بديلا له شخصيا‮.. ‬وإن كان هذا لن‮ ‬يتاح لهم قريبا‮.. ‬رئيس الوزراء عليه أن‮ ‬يمد‮ ‬يده قبل أن‮ ‬يحين وقت أي تعديل في قلب المجتمع وقطاعاته لكي تكون ترشيحاته جاهزة‮.. ‬فلا‮ ‬يجد نفسه تحت ضغط الاختيار في وقت قصير‮.. ‬يفاضل بين مجموعة محدودة من الأسماء‮.. ‬وقد لا تؤدي قناعته وقناعة زملائه بالأسماء المرشحة إلي الإبقاء علي من هم في مناصبهم ولابد أن‮ ‬يتغيروا‮.‬

وقد فهمت من قبل أن مجلس الوزراء بصدد إعداد قاعدة بيانات تتسع لترشيحات أشخاص في مناصب وزارية وغيرها من الهيئات الرئيسية التي‮ ‬يكون علي الحكومة أن تعين أصحابها‮.. ‬ولست أدري إن كانت تلك القاعدة قد جهزت أم لا‮.. ‬ولكني أعتقد أن علي رئيس الوزراء أن‮ ‬يقابل أشخاصًا من كل الفئات والقطاعات بصفة مستمرة ويحتفظ بها في ذخيرته‮.. ‬ويتابعها من قريب أو بعيد‮.. ‬لكي‮ ‬يكون مستعدًا في لحظة مناسبة‮.‬

يقودنا هذا إلي نقطة أخري‮.. ‬أثيرت من قبل وتثار هذه الأيام‮.. ‬وهي أن تضطر الحكومة إلي الاستعانة بوزير سابق‮.. ‬وهناك تقليد عرفي معناه أن الوزير الذي خرج من تشكيل وزاري لا‮ ‬يعود إلي‮ ‬غيره‮.. ‬وبهذه المناسبة فإنني أدعو إلي إعادة النظر في هذا التقليد‮.. ‬وعندي علي ذلك أكثر من ملاحظة‮:‬

‮١- ‬التقاليد ليست مقدسة‮.‬

‮٢- ‬بعض التقاليد كسرت بالفعل‮.. ‬ومنها مثلا أن‮ ‬يتطوع وزير‮.. ‬أو‮ ‬يجد أن عليه أن‮ ‬يقدم استقالته‮.. ‬وليس فقط أن‮ ‬ينتظر الإقالة‮.‬

‮٣- ‬إذا كان الوزير السابق متوافقا مع الحكومة الحالية‮.. ‬ولم‮ ‬يخرج من السابقة لسبب خطير‮.. ‬إقالة أو إدانة أو صراع‮.. ‬فما الذي‮ ‬يمنع أن‮ ‬يعود‮.. ‬إذا كان لديه ما‮ ‬يقدمه ويضيفه‮.‬

‮٤- ‬لا‮ ‬ينطبق هذا الاقتراح علي الوزراء السابقين الذين تحولوا إلي معارضين‮.. ‬أو قدموا أنفسهم علي أنهم أبطال صناديد‮.. ‬لم تمكنهم شبكات الفساد‮ - ‬كما‮ ‬يزعمون‮ - ‬من مواصلة إبداعهم العظيم‮.. ‬كما لا‮ ‬ينطبق علي من رفضهم الرأي العام‮.‬

‮٥- ‬قد‮ ‬يكون كسر هذا التقليد مفيدا سياسيا لأنه‮ ‬يبقي باب الأمل مفتوحا لكل من خرج من فريق الادارة‮.. ‬بحيث لا‮ ‬يصبح بين‮ ‬يوم وليلة منقلبًا علي من كان بينهم‮.‬

وليس بعيدا عن هذا انه‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث تدويرا بين الوزراء وأيضا بين المحافظين‮.. ‬والعكس‮.. ‬وقد جري هذا من قبل أكثر من مرة‮.. ‬وبعض الوزراء‮ ‬يصبح لأكثر من حقيبة‮.. ‬بدون أن‮ ‬يعني هذا الجمع بين الحقائب‮..‬ففي الحكومة من قد‮ ‬يصلح للوزارة الفلانية‮.. ‬ويكون نقله إليها فرصة لكي تحل الحكومة مشكلة كبيرة‮.. ‬ثم تجد من‮ ‬يحل محله في وزارة أخري‮.. ‬وقد‮ ‬يكون أحد المحافظين صالحا لمنصب وزاري‮.. ‬وفي قائمة المحافظين الحالية أكثر من محافظ‮ ‬يصلح وزيرا‮.. ‬وقد جري التفكير في اثنين منهم لتولي وزارة النقل‮.. ‬وإن كان هذا لم‮ ‬يكتمل‮.‬

وأعود‮ ‬غداً‮ ‬إلي نفس الموضوع‮.. ‬فقد قلت في البداية إن المقال قد‮ ‬يليه‮ ‬غيره‮.‬
 
الموقع الإليكتروني : www.abkamal.net

البريد الإليكتروني : [email protected]