السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيرين فؤاد: كتاباتى تتمرد على القوالب الجامدة





شيرين فؤاد كاتبة قصة من الإسماعيلية، كتاباتها تجمع بين الواقع والخيال ولكنها مشغولة بالذات لإعادة صياغة الوجود من حولها وهى ترى أن المعرفة هى الحل لكل مشكلاتنا.
 
 ▪ لماذا تكتبين؟

- الكتابة عندى وسيلة، وليست الهدف. وسيلة لتجسيد همسات الروح وافكار العقل، لأحرف وكلمات.. أكتب بدون هدف او غاية، فقط التعبير عن أفكارى ورؤيتى.
 

▪ كيف دخلتى الى عالم الكتابة؟

- كما ذكرت بالسؤال السابق، الكتابة لدى الوسيلة، والفكرة هى الهدف، منذ ان شاغبنى عقلى بالافكار.. بدأت اكتب وادون ذلك.. لكن لو تقصد النشر لما اكتب، فقد كان بالصدفة البحتة، ومتأخرا جدا. فقط منذ عامين.. عندما نشرت إحدى المقالات الصغيرة، كانت عن  تجسيد لرؤيتى لتآلف الارواح، وتلاقيها رغم البعاد، ولاقت هذه الكلمات الاعجاب من كثيرين، وطلبوا المزيد منها.. فأصبحت انشر ما كنت احتفظ به لنفسى.
 

▪ من مثلك الاعلى فى الكتابة؟ 
هو مثلى الأعلى فى الرؤية والفكر، الدكتور مصطفى محمود.. أما بالنسبة للأسلوب الأدبى.. أصيغ عباراتى بأبسط الكلمات والمفردات، حتى تكون سهلة بسيطة، يجد كل شخص نفسه، أفكاره، مشاعره مجسدة بالكلمات،، يتفهمها كل عقل، تؤنس كل قلب وروح.. المهم ان يصل المعنى، وتثير الفكرة عقل القارئ تدفعة لمزيد من التفكير والتأمل.
 

▪ هاجس التغيير يسيطر على كتاباتك.. فهل بإمكان الكتابة احداث ثورة فى المجتمع وتغيير السلوكيات؟
- بالتأكيد، نعم.. الكلمة لها تأثير السحر على الأرواح والقلوب.. وتأثير قوى على العقول.. نعم بكتباتى كثير من التمرد، تمرد على كثير من المعتاد والمألوف، قوانين وحدود وضعت منذ القدم، تتبعها العقول بلا تفكير.. أو حتى اعادة صياغة بما يتناسب مع روح العصر المتغيرة.. تمرد على قوالب جامدة، عقيمة.. أسرت إبداع العقول بمعتقلات الثوابت التى وضعها الإنسان.. ثوابت تقتل أى فكر.. وكذلك المعقول ولا المعقول.. هى أمور نسبيه، وضعها الانسان لـ يقنن الحياة.. ليقتل بعضا من أسرارها.. يرتاح ذهنه.. فيستطيع العيش!.. ولو فكرت كل العقول تبعا لخطوط الحياة البديهية ما ظهر مفكرون أو مبتكرون، الإنسان بالحياة إما فردا من قطيع المعتاد، وإما شخصا تمرد بفكره عن هذا القطيع.. ولن تتغير السلوكيات الا  بتوضيح وتحليل كثير من المتغيرات.
 

▪ ما موقع الرجل فى كتاباتك؟
 لو تقصد الرجل بصفة عامة، فلا فرق بين الرجل والمرأة بالحياة.. كما نردد دائما.. لكل منهما دور.. عليه واجبات.. وله حقوق.

- أما لو تقصد رؤيتى للرجل بتلك الزاوية الخاصة عن علاقة الرجل بالمرأة.. فيمكن تلخيص رؤيتى لكل من الرجل والمرأة، واحتياج كل منهما للاخر بأن، الرجل للمرأة، هو الروح لحياتها.. بينما المرأة للرجل، هى الحياة لروحه.. والفرق كبير.. ويبقى احتياج كل طرف للآخر هو محور الحياة، وسنتها.. أميل للتركيز على أن عقلية واحتياجات رجل العصر الحالى مختلفة كليا عن احتياجات وعقلية رجل العصور السابقة، وهو أمر هام على حواء إدراكه، فضالة كل رجل هى أنثى  قادرة على فك طلاسم شخصيته، والوصول لمكنونات روحه، تشرب طبيعة ذاته،، أنثى تعشق بعقلها، تماما بقلبها.. وإن لم يجدها. وحتى يجدها.. فإنه يلهى نفسه بمن هو قادر على فك طلاسم شخصياتهن!
 


▪ هل كتاباتك تعد تجربة تقترب من نقد الذات داخل نص ادبى؟

لا ابدأ.. لا حياتى ولا نفسى المرجع لما اكتب.. والا لانتهت الافكار وتلاشت المعانى بعد عدة مقالات.. إنما هى الحياة نفسها والبشر بذاتهم.. وعالمى هو عالم خاص بي،  عالم  يسكننى وليس من انا له بساكن، وما بين مشاغبات عقل يفكر، وروح تترحل بجنبات كون فسيح، تهامسنى، تحاورنى، تأتى الافكار.. والمعانى..  ثم تخرج العبارات للنور، بها بعضا من روحي.. هى حرية الفكر، هى الحريه بدون حدود.. هى حرية تحليق الروح والعقل بكل الوجود، وإن كان الجسد فى أسر واقع الحياة، وليست الحرية باتساع المكان الحاوى للجسد. قد يكون الجسد بفضاء واسع لكنه اسيرا وعبدا لرغباته، فتنزوى الروح، يموت القلب، وتتلاشى بصيرة العقل.. وهذا هو السجن والأسر الحقيقى.
 


▪  لديك هوس بالمعرفة والجنون بها .. برأيك هل المعرفة هى الحل ام الاسلام هو الحل ام الديمقراطية هى الحل؟

نعم.. أعشق المعرفة، فكانت القراءة هى السبيل.. وراحلتى التى بها اتنقل بين جنبات الوجود، أما عن الشطر الثانى من السؤال.. بكل بساطة واختصار.. ليس هناك اى تعارض بين الاسلام والديمقراطية.. وهذه الآية الكريمة توضح المنهج الديمقراطى من رؤية الإسلام.. فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُم ْوَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
 
 كيف تصفين الفضاء الادبى والثقافى فى الاقاليم؟
- بظل الظروف الراهنة اصبح الجميع يدور بفلك السياسية.. لكن بصفة عامة.. هناك مواهب واعدة، تمتلك الفكر المميز وروعة الاحساس.. 

▪ لمن تقرأين؟

- كثيرون من أعشق القراءة لهم.. لكن من لهم الأولوية لدي.. العقاد، الحكيم.. دكتور مصطفى محمود، أنيس منصور، الرافعى.. الأستاذ يوسف زيدان.. ومن الكتاب الغربيين، تشيكوف ثم باولو كويلو من كتاب العصر الحديث..
 


▪  تكتبين المقالات أيضا.. أليس من المبكر كتابة المقالات والتركيز فى الابداع؟

- عندما بدأت كلماتى تخرج للنور، فوجئت أن القصة والرواية.. ما يطلق عليهما ابداع.. والمقال يأتى بالمرتبة الثانية ان لم تكن الثالثة أو العاشرة.. بالفعل اندهشت جدا.. لكن بماذا أعلق على تصنيفات مجتمع يحكم ويصنف تبعا للمسمي.. والقالب.. وليس تبعا للفكرة والمضمون.. ومع ذلك لم ولن اغير ما أنا به مؤمنة، لا يعنينى الانتشار بقدر ما يعنينى جدا أن لا اكتب حرفا لا يحتوى على فكرى أو فلسفتى الخاصة، لدى الإبداع هو إبداع الفكر والمضمون.. وليس إبداع الشكل أو القالب.. وبالنهاية، بالحياة من هو موهوب بقلمه، وآخر موهوب بفكره، والفرق بينهما كنور الرعد وضياء النجوم. الأول قد يخطف الابصار-لوهلة- بينما الآخر يضىء ظلمات ليل العقول.. هذا وحده المعيار لدى.