الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نهى صالح: أنحاز للمرأة فى رواياتى لأنها مظلومة





فى حياتنا الثقافية الكثير من المبدعين الموهوبين الذين لا يجيدون تسويق إنتاجهم الثقافى والمعرفى، فلا يطبع لهم كتاب إلا بعد عناء ولا ينشرون نصًا أدبيًا أو قصيدة لأنهم يفتقدون الشللية ويتميز هؤلاء بعفة النفس وعدم الرغبة بالمتاجرة بالإبداع ولا يحبون الظهور أحيانًا أو لأن النوافذ مغلقة فى وجوههم هذه المواهب التى تظل دفينة دهرًا طويلًا ثم يقيض الله لها من يخرجها من ظلمات الغفلة والإهمال إلى الكينونة الفاعلة لترسيخ هويتها وبنيانها الشامخ وأصداٍئها المدوية فى دنيا الأدب.
 


«روزاليوسف» قررت تقديم هذه المواهب القابعة فى الظلال لكى يعود الحق إلى أهله.. ▪ نهى صالح حاصلة على بكالوريوس تجارة صاحبة مدونة كلام فاضى شاركت فى بعض الكتب الجماعية كان اولها كتاب المائة تدوينة الاول كيف تكون رئيسا لقلوب المصريين نشرت فى كتاب رسائل الى الرئيس-قصة نمطية نشرت فى كتاب صندوق ورق- العالمى نشرت فى كتابك الساخر العدد الاول-مقال المرأة مفتاح كل كارثة نشر.
 


-كيف جئتى لعالم الكتابة؟

 كان أبى يأتى لى دائما بالمجلات والكتب كنت أحب القراءة وخصوصا قراءة القصص والروايات كما أننى كنت أنتظر حصة اللغة العربية لأعرض الخواطر التى كنت أكتبها على معلمتى وكانت دائمة التشجيع لى وأثناء قيام الانتفاضة الفلسطينية قمت بكتابة قصة قصيرة عن اللحظات الأخيرة فى حياة شاب فلسطينى قبل الشهادة وذهبت لعرضها على المعلمة التى تنبأت لى بمستقبل جيد واحتفظت بالقصة عندها تشجيعا منها لى وبعد سنوات أنشأت مدونتى «كلام فاضى» لأعبر فيها عن آرائى وأفكارى حتى أتت لى فرصة فى المشاركة فى كتاب المائة تدوينة الأول «أبجدية إبداع عفوى» وهو كتاب يجمع مائة تدوينة لمجموعة من المدونين المصريين والعرب وكان هذا الكتاب فاتحة خير وفرصة رائعة وأتت لى بعده فرص كثيرة.
 


▪ لماذا اخترت الكتابة فى مجال القصة القصيرة تحديدا؟

 فى البداية كنت أهتم بكتابة المقالات الاجتماعية لنقد سلبيات مجتمعنا التى لاتنتهى وكنت أعبر عن آرائى فى هذه المقالات وأطرحها للمناقشة داخل المدونة ومع مرور الوقت وجدت أن لدى ميولا لكتابة القصة القصيرة وقررت أن أخوض تلك التجربة وتحويل مسار كتاباتى لهذا المجال الذى وجدت فيه عالما آخر مختلفا تماما فى الكتابة خصوصا أننى أحاول أن أجعل قصصى تحاكى الواقع
 


▪  هل فكرت فى كتابة الرواية؟

فكرت فى كتابة رواية فعلا وقد بدأت فى كتابتها ولكننى اكتشفت أن الأمر ليس بالسهل فكتابة رواية تحتاج لوقت كبير وخبرة أكبر لذلك فأنا أكتب روايتى بترو وكلما تتاح الفرصة حتى تخرج بالشكل المناسب والمرضى بالنسبة لى خصوصا أنها ستكون اول عمل يحمل اسمى منفردا لذلك قررت التأنى ولا أدرى متى سأنتهى منها.
 


▪ يلاحظ انشغالك بقضايا المرأة فى قصصك.. ألا يعد هذا انحيازا لبنات جنسك؟

بالطبع أنا متحيزة جدا للمرأة فالمرأة مظلومة دائما ومجتمعنا قاس جدا يحمل المرأة مسئولية كل شىء أنا أحاول أن ألخص معاناة المرأة فيما أكتب فعالم المرأة ملىء بأشياء كثيرة تستحق أن يلقى عليها الضوء ولن أبالغ إن قلت أن فى حياة كل امرأة قصصا وحكايات تتسع لكتابة مجلدات فمثلا من السهل أن تجد الكثير من المعاناة فى حياة سيدة تجلس بجوارها داخل إحدى وسائل المواصلات والمرأة المصرية لديها سجل كبير من الكفاح والنضال من أجل الحصول على حقوقها وأنا هنا لا أقصد الحقوق الاجتماعية والقانونية ولكنى أقصد الحقوق المعنوية التى يغفلها المجتمع فمثلا تجد المجتمع يتعامل بقسوة مع المرأة المطلقة أو المرأة التى تأخرت فى الزواج حتى عندما تتعرض المرأة للتحرش يلومها المجتمع وربما تتلقى اللوم من أقرب الناس إليها وكان موقف البعض من الفتاة المسحولة فى التحرير على أيدى الجنود مخزيا ومحزنا فأنا أحاول القاء الضوء على بعض من معاناة المرأة لعل أحد يهتم.
 


▪ تقترب بعض قصصك من عالم الطفولة..ما الذى يجذبك إلى هذا العالم؟

أميل دائما للأسلوب البسيط فى كتاباتى فهذا الأسلوب يدخل قلب القارئ أسرع وأسهل من أى أسلوب آخر فربما يعطى هذا الأسلوب لمحة طفولية على القصص، وعموما أنا دائما لدى حنين كبير لطفولتى فربما هذا الحنين ينعكس على كتاباتى رغما عنى.د

 

▪ ما أبرز المشاكل التى يواجهها المبدعون الشباب فى السويس؟

عدم الاهتمام بالموهبة هو أبرز المشكلات التى يواجهها أى مبدع خصوصا فى الأقاليم فلا توجد رعاية للمواهب ولا يوجد اهتمام بتنميتها كما أن السويس لا توجد بها دار نشر واحدة هناك الوسيلة الوحيدة لنشر أفكارنا هى وسائل التواصل الاجتماعى والمدونات ننشر أفكارنا فيها وتعرفنا الناس عن طريقها ولكن قبل ذلك كانت هناك صعوبة بالغة فى عرض ابداعاتنا.
 


▪ كيف ترين مستقبل الإبداع فى ظل حكم الإخوان؟

فى الحقيقة هناك تخوف كبير على مستقبل الإبداع فى ظل حكم الإخوان ليس هذا فحسب فهناك توقعات سيئة للغاية بخصوص هذا الشأن خصوصا بعد وجود محاولات لقصف بعض الأقلام ولكنى مطمئنة لأن الكلمة ليس لها مكان واحد ولا أحد يستطيع منع الحروف من الانتشار ولا أحد يستطيع أن يقصف قلما حرا أو يقمع حرية مبدع خصوصا فى مصر لأنها ملتقى المبدعين وثورة يناير كان من ضمن مطالبها الحرية لذلك أعتقد أنه من الصعب أن يحاول أحد سلب الحرية من الشعب بعد أن استردها فنحن شعب لايملك سوى الحرية.
 


▪ كيف تفاعلت مع ثورة يناير؟

ثورة يناير كانت مفاجئة للجميع كنا جميعا نتابع الأخبار فى خوف وترقب ومن خلال مدونتى كنت أتفاعل مع الأحداث فكتبت أكثر من مقال أعبر عن رأيى فيما يحدث فهناك مقال بعنوان لماذا يدافعون عنه وكتبت فيه رأيى عن المدافعين عن مبارك ومقال آخر بعنوان الكابوس الذى لم نفق منه بعد وكنت أنبذ فيه العنف والتخريب والقتل، كما كتبت قصة تحكى بشكل ساخر عن شخص صاحب موقف سلبى دائما ولكنه فى النهاية يقرر المشاركة بعدما تغيرت وجهة نظره عندما نزل للميدان.
 


▪ من هو مثلك الأعلى فى الكتابة؟

 أحب كتابات الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس أجد أسلوبه بسيطا وجريئا فى نفس الوقت كما أنه مناصر للمرأة فى معظم أعماله فى عصر كانت تناضل فيه المرأة من أجل الحصول على حقوقها كما احب أيضا أن أقرأ لكتاب كبار مثل توفيق الحكيم ويوسف السباعى ونجيب محفوظ.