الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء العالم الإسلامى يحددون آليات لمواجهة الإرهاب

علماء العالم الإسلامى يحددون آليات لمواجهة الإرهاب
علماء العالم الإسلامى يحددون آليات لمواجهة الإرهاب




كتب - صبحى مجاهد

 

اهتمت المؤسسات الدينية فى الفترة الأخيرة بتقديم رؤى إسلامية حقيقية فى مواجهة الإرهاب، وكان من بين تلك الجهود  المؤتمر الأخير الذى عقدته وزارة الأوقاف فى رحاب القاهرة ودعا إليه علماء لطرح رؤيتهم حول صناعة الإرهاب، وكيفية مواجهته، ولقد كانت هناك رؤى عديدة من قبل العلماء حول مواجهة الإرهاب.
والتقت «روزاليوسف» بعلماء يمثلون المسلمين فى الشرق والغرب لمعرفة الرؤية الدينية  الواضحة فى مواجهة الإرهاب.
بداية يؤكد د.أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية  أن أحد أهم عوامل الولاء والانتماء للوطن هو الإيمان بالدولة الوطنية وضرورة أمنها، حيث إن مشروعية الدولة الوطنية غير قابل للجدل أو التشطيط بل هو أصل راسخ، فكل ما يدعم بناء الدولة وقوتها هو من صميم الاعتقاد، وكل ما يؤدى  للفساد أو الإفساد أو زعزعة الكيان الوطنى يتعارض مع القيم الدينية والإسلامية .
أضاف أن المخرج الوحيد مما تعانيه منطقتنا العربية هو التمسك بالدولة الوطنية الحديثة التى تقوم على المساواة وحقوق الإنسان، وعدم الميل للولاءات المذهبية أو العرقية، وتحقيق المواطنة للجميع دون النظر للفروق الدينية أو العرقية أو المذهبية، موضحا أن تحقيق المساواة بين الجميع أمر مطلوب شرعا وعدلا وقانونا، فلا تمييز بين فرد وآخر سوى التقوى والعمل.
ولفت إلى أن مبدأ سيادة القانون لا يجوز أن تعلو عليه سلطة من سلطات الدولة ولا يتجاوزه حاكم، ولا صاحب النفوذ، مع تأكيد منظومة الدين لتحقيق الدولة الوطنية الحديثة، موضحا أنه يجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يقوم بدوره ويبدأ كل منا بنفسه فى الإصلاح، كما يجب على جمع المواطينن والعلماء التعاون مع جهود الدولة بجميع أجهزتها فى نشر الوعى والفكر المستنير، كما يجب بشكل خاص على المؤسسات الدينية والتعليمية الوقوف ضد التطرف والتعصب والإرهاب الأسود وعدم ترك الساحة للنفوس الضعيفة التى تتربص بوحدة الوطن واستقراره، ومحاربة الإرهاب فكرا أو قولا أو عملا، وقطع دابره ودابر من يدعمه حتى تتسقر البلاد وتأمن وبتحقق قدرها ومكانتها.
أما د.عبدالرحمن بن محمد آل خليفة نائب رئيس الشئون الدينية  بمملكة البحرين  فيعتبر أن ما نشاهده اليوم من إرهاب مصنوع وعابر للحدود ولا ينتمى لأمتنا وطبيعتنا الفكرية والاجتماعى، والإرهاب الذى يهدد دولنا وسيادتها هو حرب من نوع جديد ينبغى التعامل معها بأسلوب مختلف فى التعاطى لنحمى أوطاننا وشبابنا من خلال تجديد الخطاب الدينى والعناية بالمناهج الدراسية، والاهتمام بالمواد الإعلامية التى تبثها قنواتنا، والتصدى بكل حسم لكل من يحاول نشر الإرهاب فى دولنا، ومحاربة الأموال التى تدعم التطرف.
أضاف أنه ينبغى تجفيف جميع منابع الإرهاب، وأن نحضن أبناءنا فى بلادهم، ونعرفهم بحضارتهم وأن نؤصل للدولة الوطنية،  وأن نعمل بكل ما أوتينا من طاقة وإمكانيات ونشجع جميع القطاعات فى دولنا للمشاركة فى مواجهة الإرهاب.
واستطرد قائلا: «إننا فى مملكة البحرين مدركين قدرة الامة على المواجهة للإرهاب إذا توحدت الجهود، وأصبح هناك عمل جماعى بدلا من الفردى، بالإضافة إلى قدرة المؤسسات الدينية وفى مقدمتها الأزهر فى مواجهة الفكر الإرهابى.
بينما يرى د.محمد البشارى رئيس الفيدرالية الإسلامية بفرنسا أن مواجهة الإرهاب يتطلب تقديم الدول الراعية للإرهاب، والتى تأوى إرهابيين إلى المحاكمة، وتجريم الإرهاب الالكترونى، واصدار تشريع أممى يجرم الإرهاب الالكترونى والدول التى تروج له، ودعوة المؤسسات الدينية إلى تفكيك الخطاب المؤسس للجهاديين، كالحاكمية، والجهاد، وحماية الأقليات المسلمة من هذه الجماعات.
من جهته يرى د.الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإرهاب يعتمد بالدرجة الولى على ترويج الأفكار المغلوطة  التى تتشر على شبكة الإنترنت، فيقدم صورًا غير صحيحة للإسلام، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه الأفكار يجب أن يكون من أولويات الخطاب الدينى، وأن التحدى الأعظم الذى تواجهه المؤسسات الدينية هو مجابهة هذا المتغير الجديد العابر للقارات المتمثل فى وسائل التواصل الاجتماعى.
فيما يشير د.أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الإرهاب  تسبب فى خسائر قدرت بنحو 84 مليار دولار والدول العربية تكبدت خسائر فادحة قدرت بنحو 80 مليار دولار وان هناك 153 دولة عانت من الإرهاب، وعليه فخطر الإرهاب عظيم ومخاطره جسيمة، وهو ما يحتم علينا أن نتكاتف كأفراد ودول ومؤسسات ومنظمات محلية وعالمية ودولية من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه وقاية للمجتمعات والدول من مخاطره وولايته.