السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تل بسطة».. منزل المعبودة

«تل بسطة»..  منزل المعبودة
«تل بسطة».. منزل المعبودة





كتب- علاء الدين ظاهر

 

 على بعد حوالى ٨٠كم شمال شرق مدينة القاهرة، و٣كم جنوب شرق مدينة الزقازيق تقع مدينة تل بسطة، وسعيًا منا لمعرفة معنى هذا الاسم اكتشفنا أن موقع المدينة عُرف منذ العصور القديمة باسم «بر باستت» أو «بوباستيس»، ويعنى منزل المعبودة «باستت»، وهى المعبودة القديمة التى كانت على هيئة قطة.
مزيد من الحقائق عرفناها عند زيارتنا لمتحف تل بسطة بعد افتتاحه مؤخرًا، حيث وجدنا هناك أنه تم تخصيص فاترينة عرض  بها تماثيل برونزية للمعبودة «باستت»، وذلك ضمن معروضات بلغت 600 قطعة أثرية على مساحة 500 متر مربع، حيث  تتنوع ما بين الأدوات  والأوانى التى كانت تستخدم فى حياة المصرى القديم، ومجموعة مسارج وتماثيل التراكوتا والعملات وتماثيل المعبودات.
كذلك موائد القرابين ومساند الرأس والأوانى المخصصة لأحشاء المومياوات، ومجموعة مقتنيات فخارية وتماثيل أوشابتي، حيث إنه لمدينة تل بسطة تاريخ طويل من الحفائر التى نُفذت من قِبل البعثات الأجنبية والمصرية، وأهمها حفائر العالم «إدوارد نافيل» التى قام بها عام ١٨٨٦-١٨٨٩، وأسفرت عن موقع معبد «باستيت الكبير» من الأسرة السادسة.
وكانت مدينة بوباستت»تل بسطة» مقر عبادة باسست منذ عصر الأسرة الثانية، وكانت تقام لها احتفالات كبيرة فى عيدها، فقد أعجب المصريون القدماء بالقطة باستت بسبب سرعة حركتها وشجاعتها، وكانوا يعاملون القطط بقدسية تبجيلًا للمعبودة باستت، حيث مثلت على هيئة القطة أو هيئة سيدة برأس قطة أو برأس لبؤة، وقد اعتقد المصرى القديم فى قدرتها الفائقة على حماية المنزل والأسرة من كل الأمراض وما يضر الإنسان.
يبقى أن نذكر أن قيمة وتاريخ تل بسطة إنما هو جزء من حضارة محافظة الشرقية، والتى قامت  على أرضها مدينة «أواريس» المعروفة الآن باسم «تل الضبعة»، ومدينة «بر رعميس» التى بناها الملك رمسيس الثانى والمعروفة حالياً بـ«قنتير» واتخذها رمسيس الثانى مقرًا لحكم مصر، و«صان الحجر» - «تانيس» التى كانت عاصمة لمصر فى الأسرة الثانية والعشرين،  وبها معبد المعبود «آمون» أكبر معابد الوجه البحرى.