السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مقر إقامة «الفراعنة» فى روسيا.. مهدد

مقر إقامة «الفراعنة» فى روسيا.. مهدد
مقر إقامة «الفراعنة» فى روسيا.. مهدد





كتب- وليد العدوى

 


فى الوقت الذى ينفى فيه مدير المنتخب الوطنى إيهاب لهيطة اختيار مدينة جروزنى الروسية كمقر لإقامة المنتخب فى كأس العالم على أساس ديني، وتأكيد رئيس الاتحاد هانى أبوريدة استبعاد الاختيار على خلفية سياسة، تتنامى الأحداث الجارية حول العالم، ومنها الخلاف الحقوقى بشأن مدينة جروزنى والتى تعنى «المرعب»، حيث تعيش المدينة الروسية أزمة سياسية متفاقمة منذ زمن بعيد تسببت فى حالة انشقاق وخلاف دولى قائم، قبل عدة أشهر من انطلاق المونديال فى 14 يونيو المقبل.
جروزنى هى عاصمة الشيشان ذات الحكم الإسلامي، وتشهد حالياً حالة من التوتر؛ بسبب أزمات مع منظمات حقوق الإنسان الدولية؛ بسبب الخلاف على حقوق المثليين بها، وفى ديسمبر الماضي، أعلن لهيطة أن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) وافق على إقامة بعثة «الفراعنة» فى المدينة ذات الطابع الإسلامى السُنى خلال فترة المشاركة فى كأس العالم، ومن المقرر أن يستهل الفراعنة مشوارهم فى المونديال يوم 15 يونيو أمام أوروجواي، على ملعب إيكاترنبرج (35 ألف متفرج) فى مدينة إكاترينبرج، فى تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت القاهرة، على أن تكون ثانى المباريات أمام روسيا المضيف يوم 19 يونيو، على ملعب كريستوفسكى (68 ألف متفرج) فى مدينة سان بطرسبرج، فى تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة، وأخيرًا، يواجه المنتخب الوطنى نظيره السعودى يوم 25 يونيو، ضمن منافسات المجموعة الأولى.
الوضع السياسى والأمنى فى جروزنى متوتر، ويترقب مسئولو الجبلاية الموقف تحسبا لنقل مقر الإقامة فى أى وقت، بناء على إشارة وتوجيهات من الفيفا التى تتابع عن كثب ايضا، وهو ما قد يربك الموقف الإدارى للفريق الوطني، بعد أن بذل لهيطة جهدا كبيرا بالسفر إلى المدينة والتجول فى ملاعبها وفنادقها بهدف رفع تقرير مفصل عن كل كبيرة وصغيرة استعدادا لتلبية جميع الطلبات ولضمان عدم حدوث مفاجآت وقت البطولة، وحال التغيير سيضطر لهيطة مع ضيق الوقت فى ظل بدأ العد التنازلى للمونديال إلى خطف رحلة مكوكية مع المدينة البديلة التى سيتم اختيارها فيما بعد لتفقدها وكتابة تقرير آخر جديد.
المدينة الروسية محل الخلاف يتناولها الإعلام الغربى على أنها لا تبدى أى احترام لحقوق الإنسان، فضلا عن أزمة سياسية أخرى قائمة بين موسكو والغرب بشأن العميل المزدوج السابق، سيرغى سكريبال، كلها أمور تنذر بعواقب وخيمة قبل المونديال، حيث تلوح منتخبات إنجلترا واستراليا وبولندا بمقاطعة مونديال روسيا على خليفة الأزمة الأخيرة المتصاعدة خلال تلك الساعات، وتنتظر المزيد، كما أن فرنسا تشارك الولايات المتحدة الأمريكية القلق ضد موسكو.
اسم مصر بدأ يتردد باعتبارها الوحيدة من بين الدول المشاركة فى المونديال الـ32 التى اختارت جروزنى بالتحديد مقرا لإقامة منتخبها، وكلما ازدادت مساحة الخلاف السياسي، تتعدد التكهنات حول «سر» الاختيار والمرجح حول العنصر الدينى كونها مدينة مسلمة، ويزيد الاعتقاد بأن جروزنى لم تكن مطروحة فى الأساس ضمن أجندة وخريطة المدن الروسية المرشحة لاستقبال وفود وبعثات المونديال، قبل أن تختارها مصر، وتوافق الفيفا.
المثير أن الأحداث الجارية على الصعيد السياسى والرياضى متزامنة مع حدث آخر اقتصادى ضخم يربط مصر بروسيا والخاص بعودة السياحة الروسية إلى مصر، بعد طول غياب؛ بسبب أزمة سقوط إحدى الطائرات الروسية بسيناء أواخر شهر أكتوبر 2015، الأمر الذى يزيد الأمور تعقيدا.
من جانبه أكد لهيطة أن الاختيار جاء بعد مفاضلة بين أكثر من مكان وتم اختياره من قبل الفيفا، وأن الجهاز الفنى اختار المدينة بناء على رؤية فنية، وليس لأى اعتبارات أخري، حيث رأى أن الملاعب وأماكن الإقامة والتدريب مناسبة للمنتخب، وهو ما أكد عليه فى السابق هانى أبوريدة بأن الاختيار تم بمحض رغبة الجهاز الفني، ولا توجد أى رؤية عنصرية فى هذا الشأن، وأن اتحاد الكرة وكل المنتخبات بعيدة عن أى آراء سياسية أو دينية عند اتخاذ قراراتها، كاشفا عن أن حقيقة اختيار جروزنى ليس راجع إلى أن بها أغلبية مسلمة، وإذا وجد مكان آخر بنفس المواصفات ومناسب لذهب إليه منتخب مصر فورًا.
وتبدأ المرحلة الأخيرة لإعداد المنتخب يوم 23 مايو بالسفر إلى الكويت للعب مع منتخبها يوم 26 مايو، وفى اليوم التالى يسافر الفريق إلى إيطاليا للعب مع كولومبيا أول يونيو ثم مواجهة بلجيكا يوم 6 يونيو والعودة إلى القاهرة يوم 7 ويحصل بعدها اللاعبون على راحة يوم واحد فقط، أما معسكر مارس الجارى فيبدأ يوم 19 ثم السفر بعدها إلى سويسرا واللعب مع البرتغال يوم 23 ثم اليونان 26 والعودة إلى مصر يوم 28 مارس، ونوه لهيطة إلى أن الشركة الراعية للمنتخب هى من تحملت جميع تكاليف المعسكرات واتحاد الكرة لم يتحمل شيئاً.
من جانبه أكد الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب على أن كل لاعبى مصر مرشحون للانضمام إلى الفريق الوطنى حتى آخر موعد لاعتماد القائمة فى كأس العالم، وأن اختياراته الأخيرة لمعسكر سويسرا لا تعنى أنها القائمة النهائية المعتمدة، إنما ذلك يتوقف على حالات اللاعبين الفنية والبدنية والنفسية وحسب احتياجات المنتخب فى مراكز معينة.
وأوضح أن الوقت لا يزال متبقيًا