الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثعلب روسيا يقترب من الكرملين

ثعلب روسيا يقترب من الكرملين
ثعلب روسيا يقترب من الكرملين




كتبت – داليا طه


فاقت نسبة إقبال الروس على التصويت فى انتخابات الرئاسة الروسية، أمس الأحد، مثيلتها لانتخابات الرئاسة السابقة 2012.
وقد فتحت مراكز الاقتراع فى أقصى شرق روسيا أبوابها أمام الناخبين للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، أمس الأحد، وسط مؤشرات مؤكدة على فوز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بولاية رابعة تستمر حتى 2024.
وتعطى استطلاعات الرأى بوتين نحو 70% من الأصوات أو ما يزيد نحو عشر مرات عن التأييد الذى يحظى به أقرب منافسيه. وبتولى بوتين فترة جديدة سيكون قد أمضى فى السلطة نحو 25 سنة ليصبح ثانى أطول زعماء الكرملين بقاء فى السلطة بعد جوزيف ستالين.
وتخوض روسيا مواجهة دبلوماسية شرسة مع أمريكا بسبب اتهامات لموسكو بالتدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، كما شرعت فى مواجهة مع بريطانيا بسبب قضية الجاسوس الروسى سكريبال.
وزادت شعبية بوتين إثر ضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى 18 مارس 2014، وسيتم الاحتفال بهذه الذكرى التى تتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
ورجح مراقبون أن هذه القضية زادت من شعبية بوتين الذى تحدى الغرب منذ الإعلان عن ضم شبه جزيرة القرم، فأصبح رجل روسيا القوى دون منازع.
ورأى محللون سياسيون أن العلاقات بين موسكو والغرب وصلت، حاليا، إلى أسوأ مستوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما أسهم فى توحيد كلمة الروس حيال رئيسهم وبلادهم المحاصرة والمستهدفة.
وأضاف المحللون إن هذه التوترات الشبيهة بأجواء الحرب الباردة جعلت الروس يتناسون المستوى المعيشى والاقتصادى وسجل الحريات فى بلادهم، لمصلحة رئيس يتحدى الغرب.
وأظهرت استطلاعات للرأي، جرت قبيل الانتخابات، تقدم بوتين بفارق شاسع على خصومه ومن بينهم المرشح الشيوعى بافيل غرودينين الأوفر حظا، قياسا للمرشحين الآخرين.
كما لاحظ مراقبون أن هذه النتيجة المحسومة قد تدفع الناخبين المؤيدين لبوتين إلى عدم الاقتراع، الأمر الذى قد يضعف نسبة المشاركة، وهو ما يقلق الكرملين.
وفى حال فوز بوتين بولاية رابعة، كما هو متوقع، سيصل مجموع سنوات حكمه إلى نحو ربع قرن ليصبح أطول زعماء الكرملين بقاء فى الحكم بعد الزعيم الراحل جوزيف ستالين الذى حكم الاتحاد السوفيتى لنحو 30 عاما.
ويتنافس فى هذه الانتخابات سبعة مرشحين إلى جانب بوتين، ورغم اختلاف الاجندات السياسية لهؤلاء المرشحين غير أنهم يشتركون فى «ضآلة حظوظهم» أمام الضابط السابق فى الاستخبارات السوفيتية «كى جى بى».. وتتنافس امرأة وحيدة فى هذه الانتخابات وهى كسينيا سوبتشاك (36 عاما) وهى ابنة العمدة السابق لسانت بطرسبورج، أناتولى سوبتشاك الذى يعتبر الأب السياسى الروحى لبوتين، وهو ما جعل المعارضين لبوتين يرون فى هذه المشاركة مجرد ديكور لتلطيف أجواء الانتخابات.
ويرى مراقبون أن بوتين أفرغ الساحة السياسية الروسية من أى منافس، ذى شعبية، قد يزاحمه على المنصب، وهو ما يعيد إلى الأذهان رواية لجابرييل جارسيا ماركيز عنوانها «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه».. وكانت السلطات الروسية رفضت قبول ترشيح الخصم الأقوى لبوتين وهو السياسى المعارض أليكسى نافالنى الذى دعا إلى مقاطعة الانتخابات، قائلا: «هذه ليست انتخابات بل خدعة».
وغاب عن المشهد الانتخابي، كذلك، الزعيم الشيوعى القديم جينادى زيوجانوف الذى كان يحل تقريباً دائماً فى المرتبة الثانية فى الانتخابات الرئاسية السابقة.. وفتح نحو 1400 مركز اقتراع لأول مرة فى الانتخابات الرئاسية الروسية فى شبه جزيرة القرم ومدينة «سيفاستوبل»، ليتاح لنحو 1.8 مليون ناخب المشاركة فى تلك الانتخابات.