الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

"حجة" جولد ستون






 
حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 19 - 10 - 2009



ألف حُجَّة وحُجَّة سوف يجدها الأشقاء الأعداء في فلسطين لكي ينقضوا "الهدنة" بينهم ولكي يستمر الاتفاق بينهم علي الاختلاف وعلي عدم تلبية نداء القاهرة "الصابرة" لجمع شملهم من أجل شعبهم ومن أجل توحيد كلمتهم وصفوفهم أمام عدو هو أكثر الناس سعادة وقناعة بالموقف المتشرذم للقوي الفلسطينية بمختلف أسمائها ومختلف مشاربها ومقاصدها أيضاً، فلا يمكن أبداً أن يكون المقصد هو (الوطن الفلسطيني) حيث الوطن يحتاج إلي تضحيات وإلي (رجولة أبنائه) وأشد ما يكون الوطن احتياجاً لأبنائه في أي حقبة زمنية لن تكون هناك حقبة زمنية أصعب من تلك الحقبة التي تمر بها قضية الوطن الفلسطيني ولعل تقرير (جولد ستون) كان داعياً أكثر لتوحيد كلمة (الأشقاء الأعداء) حيث جاء التقرير بعدد ثلاث وثلاثين فقرة تدين إسرائيل وعدة فقرات تدين الجانب الفلسطيني أثناء الحرب علي غزة وهذا الموقف الذي تحركت عليه وإليه كل قوي العالم المحبة للسلام كانت مدعاة لكي ينسي (الأشقاء الأعداء) مشاكلهم وينسوا طموحاتهم العنصرية من أجل وضع النقاط علي الحروف ومساعدة تلك القوي العالمية لإدانة العدو الصهيوني.
إن اختلاف (الأشقاء الأعداء) بحُجَّة تقرير "جولد ستون" حجة غير مقبولة للفلسطينيين وغير مقبولة للعرب وأيضاً غير مقبولة من القاهرة المتحملة لعذاب الحوار والتفاوض والخصام ومحاولات لم الشمل المتعددة دون أي أمل طالما أن (الأشقاء الأعداء) تحركهم أصابع من خارج وطنهم ومن خارج الأراضي المحتلة كعرائس المسرح الخشبية التي تلهوا علي مسرح الشرق الأوسط، ولعل ما يدور في (جنيف) "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة (والتي انتهت اجتماعاتها الجمعة الماضي) بعد أن حاولت بعض المناورات الأوروبية تأجيل التصويت علي مشروع قرار بإدانة إسرائيل قدمته المجموعة العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، وقام المندوب الفرنسي بمحاولة أخيرة للتأجيل ألا أن مندوب مصر في المنظمة اعترض علي الاقتراح الفرنسي المقدم بطلب التأجيل، واضطر رئيس اللجنة إلي فتح باب المناقشة وقدم مندوب باكستان مشروع القرار العربي الإسلامي رافضاً كل تفسيرات إسرائيل ومن وراءها، وطالب بإدانة إسرائيل لحقوق الإنسان في الحرب علي غزة، وتحدث أيضاً مندوب إسرائيل الذي شكك في نزاهة تقرير (جولد ستون) حيث لم يشر إلي الصواريخ الفلسطينية التي قتلت الإسرائيليين (وهذا شيء من العبث) حيث تلك ما تسمي (بصواريخ حمساوية) لا تزيد علي فرقعة علي الأعشاب الحدودية بين غزة ومدن إسرائيل المتاخمة وأخذ الكلمة مندوب فلسطين الذي ناشد العالم بتطبيق القانون والعدل إلا أن مندوب الولايات المتحدة الأمريكية راوغ في كلمته حيث أشار إلي أن التقرير لا ينهي النزاع الرئيسي بين الفلسطينيين وكانت نتيجة التصويت المعلنة 25 دولة موافقة و11 دولة ممتنعة و6 دول رافضة للتقرير - إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في شرذمة الكلمة الفلسطينية ووجود "الأشقاء الأعداء" علي رأس المسئولية المنقسمة للشعب الفلسطيني للأسف الشديد لا حل دون كلمة واحدة، وسلطة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني الحائر بين أولاده!!