الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحتفل بـ«ست الحبايب»

مصر تحتفل بـ«ست الحبايب»
مصر تحتفل بـ«ست الحبايب»




كتب - نشأت حمدى وإبراهيم المنشاوى

والمحافظات - علا الحينى وأسامة فؤاد ومصطفى عرفة وحسين فتحى وحنان عليوه ومحمود هيكل

«الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق».. صدق الشاعر حافظ إبراهيم حينما وصف الأم بأنها مدرسة، بل وتقديرًا لرحلة الكفاح والمعاناة ومسيرة النجاح التى حققتها الأمهات المثاليات، بعد وفاة أزواجهن فى تربية أبنائهن، حق على الدولة تكريمهن فى عيد الوفاء إجلالا وتقديرا لهم على ما بذلوه، خاصة أن هناك سيدات عظيمات ضربن أروع الأمثلة فى التضحية والعطاء.
ورغما من أن هناك سيدات يتم تكريمهن كأمهات مثاليات فى عيد الأم، الذى يواكب يوم 21 من شهر مارس من كل عام، إلا أن هناك كثيرات بعيدات تماما عن الأضواء الإعلامية والتكريمات والاحتفالات الرسمية، وبات كل حلمهم التكريم بالستر واستكمال مسيرة التربية والعطاء وبذل المزيد، ليسجلن أعظم رسالة حب ووفاء فى الوجود بأحرف من نور.
أكد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ان عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهد مساواة بين جميع المواطنين وانه لم يهمش فردا واحدا بسبب فئة او ايديولوجية او جنس او عرق, وذلك خلال احتفالية مجلس النواب بعيد الأم.
وقال الجمال: إن المرأة المصرية فى عين وقلب الرئيس السيسى، منوهاً إلى أن فصائل المجمتع كانت على قدم المساواة ولم يهمش فصيلا واحدا لا امرأة ولا ذوى الاعاقة ولا اقباط ولا غيرهم ممن كانوا فى طى النسيان لفترات وعقود طويلة.

«سيدات دمياط».. قصة كفاح

ففى دمياط فازت 5 سيدات بلقب الأم المثالية لعام 2018 وهم: ثناء فهمى عبدالسميع، تخرجت في كلية الطب عام 1973، وتزوجت عام 76، ولها ولد وبنتان، حيث تولت المسئولية كاملة بعد وفاة زوجها وإصابة نجليها بأمراض نادرة وصعبة الشفاء، واستمرت بجوارهما حتى شفاهم الله.
والثانية «إنصاف السيد محمد فلفل»، التى حرصت على إتمام دراستها رغم ظروف أسرتها الصعبة، وتزوجت من ابن عمها، الذى توفى إثر إصابته بـ«الدرن»، لتبدأ رحلة كفاحها على أبنائها وإجراء عمليات جراحية «تقوس» لهم الثلاثة.
وحصلت «نعمات يوسف عبدالواحد» على لقب الأم المثالية الثالثة، والرابعة «منال حبشى واصف»، بالإضافة إلى أن «زينب زيدان على الدويل»، حصلت على لقب الأم المثالية الخامسة، وكلهن كافحن وأعطين مدى حياتهن لأبنائهن ليسجلن أعظم رسائل حب وتفان فى الوجود، رغم الظروف الصعبة التى واجهتهن جميعا.
وفى كفر الشيخ تزوجت إنشراح أحمد مصطفي، مواليد 57، من أبن خالها فى عام 74، وتوفى عنها زوجها عام 2000، وترك لها أسرة مكونة من 7 أطفال 3 ذكور وهم «خالد - محمد - سعد» و4 إناث «إيمان - سلوى - آية - هاجر»، جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة، ولم يترك لها من حطام الدنيا شيء سوى بيت مكون من غرفتين وحمام فقط.
كانت انشراح تستيقظ بعد صلاة الفجر يوميا لتذهب إلى الأسواق قبل طلوع الشمس، وتترك أطفالها الصغار غارقين فى النوم وحدهم، ويقوم ابنها الأكبر باستيقاظ أشقائه الصغار ليذهبوا إلى المدارس، حتى تأتى من السوق بعد الظهر لتقوم بإعداد الطعام، وظلت كذلك لسنوات طويلة، ورغم ذلك استطاعت تعليم أبنائها مثلهم مثل أبناء أغنى أغنياء القرية، منوهة إلى أن ابنها الأكبر بجهاز الشرطة، والثانى أعمال حرة، والثالث بمستشفى سيدى سالم المركزي، والحمد لله سترت أولادى البنات الأربع فى عش الزوجية.
أما فى الدقهلية، فاعتبرت «غالية زهرة»، 58 سنة، من قرية أويش الحجر، أن رأس مالها هم أولادها البنات السبع، حيث إنها حافظت عليهن، وتفرغت لتربيتهن، وتركت زوجها فى عمله فنى بشركة المياه، إلى أن أصابه المرض، فتكفلت برعايته حتى مات، إلا أنها واصلت رحلة كفاحها، ولم تتقدم لأى مسابقات للأم المثالية لأنها تعتبر أن ما تقوم به واجبها.

«غالية».. الست القنوعة

حفظت «غالية» القرآن الكريم، وكانت مهمتها تحفيظ بناتها القرآن كاملا، بل وحافظت على بناتها السبع، حتى أصبحت «رانيا - ندى - أمينة» صيدلانيات و«منال - هالة» معلمات، و«نهال» حاصلة على كلية التربية، و«داليا» طالبة بالثانوية العامة، رغم أن زوجها «حمدان لطفي» توفى منذ سنوات عديدة، واستطاعت أن تعيش على مرتب زوجها، ولم تطلب المزيد من الدخل يوما ما، لكنها اقتنعت برزق الله.
وفى القليوبية فقام طه عجلان، وكيل تعليم المحافظة، بتكريم الأمهات المثاليات على مستوى مديرية التربية والتعليم، اللاتى تم اختيارهن وفق القواعد التى وضعتها إدارة العلاقات العامة بالمديرية، وهن: «بثينة عيد محمد عفيفى - أميرة عبدالله محمد - هناء جلال حسين - سعدية أمين حسن - هويدا محمد يوسف - آمال متولى زكى - نبيلة أبوالسعود صالح - شاهده عامر محمد - هويدا محمد محمد».
وفى الجيزة نظمت المحافظة، أمس، بديوان عام الجيزة، احتفالية لتكريم الأمهات المثاليات على مستوى المحافظة لعام 2018، وذلك بحضور اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الإقليم، فضلا عن تكريم عدد من أمهات شهداء القوات المسلحة والشرطة.
يذكر أن مركز الإبداع الفنى بدمنهور، نظم احتفالية لتكريم أمهات الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة من المدارس الفكرية ومعهد النور والأمل ومدرسة الصم والبكم، لرحلة كفاحهم فى تربية أطفال قادرين على تحدى الإعاقة، حيث تم تكريمهن بتقديم الهدايا وشهادات التقدير وميداليات الأم المثالية.

بيت الأطباء

أما بنى سويف ففازت أيزيس عزيز حنا، 61 عاما، بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لعام 2018، حيث مات زوجها منذ 22 عاما، وكان يعمل بالبنك الأهلى وترك لها أثنان من الأبناء، فقامت على تربيتهما وهما «مشيل» صيدلى و»نادين» أخصائى علاج طبيعى.
أما «نعيمه طه أحمد» صاحبة الـ57 عاما، والمقيمة بمدينة بنى سويف، فحصلت على الأم المثالية للأسرة البديلة على مستوى الجمهورية، التى نجحت فى تخريج أبنائها فاطمة على حسن، دكتورة بكلية إعلام بنى سويف، ومحمد خريج هندسة، وحسن طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة.
أيضا ضربت «ألمظ أبوالسعود» الأم المثالية الأولى بالفيوم، والثالثة على مستوى الجمهورية، أروع الأمثلة فى العطاء، حيث إنها رفضت الزواج وعاشت فى بيت صغير من البوص والجريد، حتى تثبت ذاتها رغم وفاة زوجها الذى أصيب بمرض القلب وترك أطفالا فى مرحلة التكوين، عاشت بمفردها ومعها أطفالها، وسط الجبال لتحولها إلى جنة خضراء.
جاءت إلى «الفيوم» من مدينة «البرلس» بكفر الشيخ، بصحبة زوجها «فهيم محمد كرد»، للعمل فى زراعة البطيخ بقرية «محمد فهمى» بإطسا، فعاشا فى منزل بسيط مكون من الخوص، ومسقوف من الخوص والبوص، وأنجبت منه فهيم عمره حاليا 43 عاما، محام، ونجوى 40 عاما، متزوجة وحاصلة على ليسانس حقوق، وزينب بكالوريوس تجارة، وتعمل فى مجلس مدينة إطسا.

«عزة» تحتضن صغارها

توفى زوجها وكان أكبر أبنائها عمره 10 سنوات، وأصغرهم فى مرحلة الرضاعة، قررت العمل فى الزراعة، وتربية الأولاد، ورفضت الزواج من أجلهم، كما رفضت العودة لأسرتها بكفر الشيخ لاستكمال مسيرة زوجها فى زرعه «البطيخ» خلال فصل الصيف، وبعدها، أدخلت زراعة القمح، والبصل، والكانتالوب، والفول، والذرة.
قصة كفاح جديدة تسطرها «عزة صابرة» الأم المثالية بالمنيا، هى السيدة التى ترملت منذ 23 عاما وهى فى ريعان شبابها ولم تكن تجاوزت العقد الثانى من عمرها، ورفضت الزواج وقررت أن تحتضن أبناءها الصغار حتى حصل الأول على ليسانس الآداب ويعمل ببنك التعمير والإسكان، والثانى ليسانس آداب، ويعمل ببنك فيصل الإسلامي، والثالثة طالبة بكلية الآداب قسم الإعلام.
والأم المثالية الثانية «نجاح عبدالحميد جلال»، 65 سنة، ربة منزل، ترملت منذ نحو 26 عامًا، ونجحت فى تربية نجلها، حتى حصل على ليسانس الحقوق، وماجستير القانون، وتم تعيينه وكيلا للنيابة الإدارية، ولها قصة كفاح فى عملها المنزلى لعدم حصولها على أى عائد سوى 50 جنيهًا معاش التضامن الاجتماعى حينذاك.. والأم الثالثة «سعدية ثابت فليته»، 65 سنة، ربة منزل، ترملت أيضا منذ 23 عامًا، ونجحت فى تربيه 3 من أبنائها: الأول بكالوريوس تجارة ويعمل محاسب حكومي، والثانى بكالوريوس فنون ويعمل مهندس ترميم، والثالثة بكالوريوس خدمة اجتماعية وتعمل أخصائية اجتماعية.