الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إهانة استقلال الجامعات






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 20 - 10 - 2009



مازلت مشغولاً بانتهاك قانون تنظيم الجامعات الذي نعمل في ظله حتي اليوم ، حيث يجد المتابع لأخبار الدكتور هلال اليومية في الإعلام المصري، تكرار زياراته لكل الجامعات المصرية من القاهرة وحتي الفيوم، ومتابعته للنظافة في الحمامات وكذلك التزام الطلبة بارتداء الكمامات الواقية من الإنفلونزا (الموسمية) والمعروفة (بالخنازير)! ويتقدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلي الميكروفونات والكاميرات المدعوة من سكرتارية الوزير الإعلامية، لكي يدلي بتصريحات (تجنن) مثل الإعلان عن (فرحه وانبساطه) بما شاهده في (الجامعة الفلانية). وأنهم يطبقون الوقاية الصحية طبقاً للقواعد وأن الشباب في الجامعة، يقوم بتنظيف أبنية الكليات، وأنه في منتهي السعادة حيث وجد عيادة وطبيبًا في كل كلية، وأشياء لا يمكن أن يصدقها (عقل) المشاهد لمسئول كبير من المفترض أن يكون منشغلاً بوضع سياسات مع مستشاريه للخروج من نفق التعليم المظلم علي المستوي الجامعي، أو مشغول بمشاكل البحث العلمي، أو مشغول بمناقشة تطوير قانون تنظيم الجامعات الذي نطمح أن ينقل التعليم العالي نقلة نوعية.
فزيارة حمامات الكليات وعيادات الجامعات لاتدخل في نطاق مسئولية الوزير فهناك مادة صريحة في القانون الحالي، تقول بأن الجامعات مؤسسات مستقلة إداريا ومالياً وعلمياً، ولكل جامعة رئيس جامعة ونواب ثلاثة لكل جامعة، وعمداء كليات الجامعة ووكلاء ثلاثة لكل كلية ومنهم وكيل للبيئة وشئون المجتمع ، وكل كلية بها أقسام علمية، يترأسها أقدم الأساتذة في كل قسم علمي ولكل رئيس قسم نائب لكل شعبة داخل القسم العلمي كما أن هناك اتحاداً للطلبة ولجانًا نوعية بهذا الاتحاد معني ذلك، أنه لا وجود لأي ضرورة إطلاقاً لزيارات وزير التعليم العالي لكل الجامعات وكأنه وزير للتربية والتعليم وتتبعه مدارس ومديريات تربية في المدن والأقاليم ومجموعة من (نظار) المدارس يتلقون تعليمات الوزير ويوقرونها، ويسعدون أيما سعادة بزيارة الوزير الميمون لمقر الجامعة وحمامات الكليات!
لقد انتهك وزير التعليم العالي القوانين المنظمة للجامعات، وأيضاً انتهك (العرف ) بأن الجامعة مستقلة وحينما يأتي إليها وزير، يجب أن يستأذن في الزيارة من رئيس الجامعة ومجلس الجامعة فزيارة الوزير لجامعة تعتبر، شيئًا كبيرًا، يجب الإعداد له ويجب أن ينظم لمثل هذه الزيارات ولكن الدكتور هلال جعل "البساط أحمدي" واعتقد أنه ناظر في عزبة مدارس "الهلال" المسماة بالجامعات المصرية!