الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ابــن مصــر

ابــن مصــر
ابــن مصــر




الإنسان: لا أسعى لتخليد اسمى فى التاريخ.. فلقاء ربى هو التاريخ الحقيقى

 

أعد الحوار للنشر - أحمد إمبابى

على مدار 60 دقيقة، فتح الرئيس عبدالفتاح السيسى قلبه للشعب المصرى، استمع إلى شكاوى واستفسارات وأسئلة المواطنين بشتى الشرائح المجتمعية، وأجاب عنها بقلب مفتوح وصدر رحب، وذلك فى حوار غير تقليدى، أذيع مساء أمس الأول، وكانت محاورته هى المخرجة ساندرا نشأت، حيث عكس الحوار جوانب إنسانية وشخصية فى حياة الرئيس، إلى جانب تطرقه لقضايا سياسية وخدمية ومهامه كرئيس للجمهورية، جوانب عديدة عكست البساطة والصدق والتفانى والانضباط فى شخصية «السيسى».
الرئيس أكد خلال الحوار ـ الذى أذيع تحت عنوان «شعب ورئيس» ـ أن إرادة الشعب هى الحاكمة فى كل وقت وأى زمان فى أى دولة، مشيرًا إلى أن تحركه فى 3 يوليو عام 2013 جاء بناء على موقف الشعب نفسه ورغبته فى الحفاظ على دولته. وإيمانا منها بأهمية الحوار ننشره فى السطور التالية.

احتوى حوار «شعب ورئيس» على جوانب انسانية وشخصية عديدة فى حياة «السيسى»، متعلقة بنشأته والشخصيات التى أثرت فى حياته، وأيضا دور والده ووالدته وعلاقته بأبنائه، كما تحدث الرئيس عن حياته فى حى الجمالية ونشأته هناك، وأيضا عن دراسته وحبه لمادة التاريخ.
فى بداية الحوار تكلم الرئيس عن حرصه على التنظيم فى حياته، وقال إنه كان يحب مادة التاريخ وقت الدراسة، لأن التاريخ سجل الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة.
وأضاف «السيسى» قائلا: «بشكل شخصى لا أسعى وراء التاريخ وأن يتم تخليد اسمى، فالتاريخ عندى هو لقائى مع الله سبحانه وتعالى وهو أهم شىء، السيرة الذاتية التى أتمنى أن تكتب عنى هى أنى حاولت واجتهدت لحماية أهلى وناسى وبلدى فى ظروف صعبة ودى حاجة عظيمة، باختصار يقال عنى السيسى الإنسان».
وردا على سؤال بشأن إمكانية كتابة تاريخ السنوات الثماني الماضية.. قال «السيسى» إنه من الممكن أن يكتب تاريخ هذه الفترة كتابة أولية، وبتجرد شديد، وعلى من يقوم بذلك أن يكون من المتخصصين الذين يكتبون التاريخ بموضوعية. وأضاف أنه يريد أن يكتب عنه التاريخ أنه أنقذ بلده وأهله وشعبه فى ظروف صعبة، لافتا إلى أن الشعب المصرى تحرك وكان لابد من التحرك معه.
وردًا على سؤال «هل حلمت فى يوم من الأيام أن تكون رئيسًا للجمهورية؟»، قال الرئيس: «أنا لم أحلم فى أحلام اليقظة أبدا أن أكون رئيس جمهورية، ولكن كان نفسى أن أكون ضابطا طيارا ولذلك التحقت بالمدرسة الثانوية الجوية عام 1970».
وأوضح «السيسى» أن ذلك جاء فى أعقاب حرب 1967 حيث كانت خسائرنا فى مصر فى القوات الجوية كبيرة وكان البلد يحتاج وقتها الكثير، وكان يعيش فترة قاسية جدا من أقسى الفترات التى مرت على مصر».
وحول خوف والدته من التحاقه بالثانوية الجوية قال «السيسى»: «الوقت اللى كنا فيه زمان غير الوقت بتاع دلوقتي، الأهالى دلوقتى بتبقى خايفة على أولادها أكثر من اللازم لكن الأسر زمان مكنتش بتخاف أوى على أبنائها بالطريقة اللى إحنا موجودين فيها دلوقتي».
واستطرد «السيسى»: «والدتى كانت خايفة عليا الخوف الطبيعى مش الخوف المبالغ فيه، فنحن الآن أصبحنا نخاف على أبنائنا وبناتنا بشكل مبالغ فيه.. وقد كانت الأهالى أكثر اطمئنانا على أبنائها وبناتها مقارنة بالوقت الحالى».
وعن نشأته قال الرئيس: «نحن من حى شعبى بسيط والناس المتواجدة فيه بسيطة جدا وقلوبهم طيبة، ووالدتى كانت على علاقة طيبة بالجميع».
وبشأن علاقته بوالدته قال: «لقد كانت علاقة والدتى بى واخوتى قوية، وعلى المستوى الشخصى كان لى معها وقت كل يوم أو يومين تحدثنى وتتكلم معى وتشرح لى الكثير من الأمور، وأود أن أشير إلى أننا أسرة متدينة تقوم بأداء الفروض من صلاة وصوم ولكن كان يتم التركيز على أن يغرسوا فينا معانى الحلال والحرام والعيب وضرورة ألا نتكلم فى حق أحد أو نظلم أحدا أو نأخذ أى شىء ليس من حقنا».
وعما إذا كان الرئيس يستدعى من ذاكرته الآن وهو على كرسى الرئاسة ما كانت تقوله له والدته أجاب: «نعم استذكر ذلك وبخاصة عندما تزداد التحديات والمخاوف».
ووجه الرئيس حديثه فى هذا الخصوص إلى كل أم وأب بأن عليهما أن يكونا مدركين أن كل ما يقومان بغرسه فى أبنائهما من قيم ومبادئ وتربية سوف يبقى مخزونا فى وجدانهم وذاكرتهم حتى وإن توارت هذه المبادئ قليلا خلال فترة عنفوان الشباب، فاذا أخذوا شيئا خلال فترة التنشئة فسوف يدوم معهم خلال مستقبلهم المقبل».
وحول فخر والدته بما وصل إليه وما اتخذه من قرارات حاسمة فى المرحلة الأخيرة وهل كانت تشعر بالخوف عليه بسبب هذه القرارات.. قال الرئيس: «والدتى رحمها الله كانت دائما تقول لى إنت مخلص، وما تخافش».
وحول الشخصيات التى تركت أثرا فى حياة الرئيس، قائلا: «أكثر شخصية تأثرت بها كان عمى الكبير «محمود» الذى توفى منذ 40 عاما، ورغم كل بساطته لكنه كان دائما شديد العطاء، والايثار للغير رغم أنه لم يأخذ حظا كبيرا من التعليم وكان حريصا على مساعدة الجميع، مشيرا إلى أنه تعلم من عمه العطاء بدون مقابل.
وحول ما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يهتم بأمر شعبيته وحب الناس، قال: «بدون شك إن محبة الناس وتقديرها تؤثر فى، إلا أن أكثر شيء يهمنى هو رضا رب الناس”، مشيرا إلى أن حب الشعبية فى حد ذاته هو حب للذات وهو شيء غير جيد.
وحول المناخ الذى كان سائدا فى المنطقة التى نشأ فيها بالجمالية والأزهر ويتعلق بالمواطنين والعلاقات بينهم، قال الرئيس: «لم نكن فى يوم من الأيام نتعامل مع أهالينا وجيراننا بالمنطقة على أساس دينى، ولقد كانت العلاقات بين الجميع علاقات طيبة مهما اختلفت العقائد، وهذه مسألة لم يكن الأهل فى حاجة لتكرارها لأبنائهم، لأننا كنا نجدها حقيقة تمارس على أرض الواقع يوميًا بشكل طبيعي».
وحول ما يمكن أن يدور من المناقشات داخل أسرة الرئيس، قال إن ما يهم أولادى ألا أتخذ قرارات صعبة تؤثر بشكل سلبى على المواطنين وتزعلهم، وبقول لأولادى لقد كنت أحيانا أتخذ معكم قرارات صعبة حتى تصب فى صالحكم وأحيانا تكون هذه القرارات ضرورية ولا مفر منها للاصلاح ولمصلحة المستفيد من هذا الإصلاح، أما المعاملة مع بناتى فلهن وضع خاص ودائما المرأة لها تقدير خاص لدى، وقد كانت تجربتى الشخصية كلها ثرية فيما يخص دور المرأة حيث إننى لم ار منهن إلا كل شىء طيب.
 وحول امنياته لاحفاده قال الرئيس: «لن أكون مبالغا من أن الاوضاع ستتغير وتكون أفضل عن الوقت الحالي».
وعلقت المحاورة على الخاتم الذى يحرص على ارتدائه دائما، فكان جواب الرئيس إنه من شخص عزيز عليه ومنذ أن أخذه منه هو يحرص على ارتدائه.. إنه والده».