الأم المصرية.. 2000 سلام وتحية

كتبت -  رانيا رضا  


حولت الحرمان إلى طاقة أمل وتمرد على واقع فقير، ولكن كبرياءها أبى أن تمد الأيادى، فكافحت لتقدم أبناء يفخر المجتمع بهم وحاربت أحزانها لتقدم قصة كفاح تستحق التكريم لترسم من خلالها ملحمة انسانية، تؤكد أن المرأة هى الأصلب فى المحن والأشد فى مواجهة الأزمات، وأن الفقر والجهل ليسوا مبررات للفشل بل هى فى الواقع دوافع لكل نجاح.. عايدة عبدالله إبراهيم تبلغ من العمر 65 عاما توفى زوجها منذ أربعين عاما بعد صراع مع المرض.. تقول عايدة ظل زوجى مريض خمس سنوات، ولا أجد من يعولنى أنا وأطفالى الأربعة، فزوجى كان عامل بسيط  ليس له تأمين صحى أو معاش فخرجت للعمل والسعى، وواصلت الليل بالنهار لجلب المال لعلاج الزوج وأيضا لإطعام أولادى، فعملت بالتجارة واستلفت مبلغا بسيطا، وسافرت لمدينة بورسعيد لجلب الملابس المستوردة وبدأت بالتجارة من منزلى للجيران والأقارب، وبعد فترة مات زوجى وبموته أغلقت بابى ورفضت جميع المساعدات المالية من الأهل أو الأصدقاء، كما رفضت نظرة الشفقة على أولادى ورفضت الذهاب للكنيسة لطلب المساعدة وسعيت جاهدة لإظهار أولادى بأحسن الملابس رغم فقرى الشديد وبدأت رحلت الكفاح. وأكملت بناء منزلى المتواضع وأيضا استكمل أولادى تعليمهم.
تم تكريمى بالأم المثالية على مستوى الإبروشية من قبل الكنيسة وأيضا كرمت من المحافظة وتضيف سنويا نحتفل بعيد الأم، ويتجمعون حولى أبنائى وأحفادى ويمتلئ البيت بالهدايا وكلمات الشكر من أولادى.