مساء الخير يا وطن!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 21 - 10 - 2009



المتابع لأحداث الوطن علي صفحات الجرائد في باب الحوادث يحد ما لا يسر عدواً ولا حبيبا إدمان الشباب وتجارة المخدرات وللأسف الشديد نفقد من أبنائنا سواء من المدمنين أو من المواجهين لنشاط تهريب المخدرات شرفاء من قواتنا في شرطة مكافحة المخدرات والذين استشهدوا أثناء المواجهات وفي الجانب الآخر، معدومي الضمير من تجار مخدرات علي مستويات مختلفة، منهم المهرب الذي يقود عصابة في الصحراء ومنهم من يتستر وراء وظيفته كصيدلي يبيع المحظور من حبوب وأدوية يعلم ضررها، لشباب ضاع بطرق ووسائل وحجج مختلفة.. ورغم أن هناك تحذيرات متكررة سواء من الإعلام أو من الأسرة أو من المنابر المختلفة في المساجد والكنائس إلا أن كل ذلك غير كاف وغير مقنع أمام طوفان التهريب للمخدرات عبر حدود البلاد المفتوحة.
ولعل القائمين علي مراكز صحية وتأهيل وتهذيب للشباب الواقع تحت براثن المخدرات هم أكثر الناس في مصر علما بالمصادر والمخاطر إلا أن الاهتمام بهذه الفئة من المواطنين أقل مما يجب أن يقوم به المجتمع سواء علي المستوي الحكومي أو المستوي الأهلي المجتمع المدني ولعل من المستغرب أن القراءة في جداول وأجندة الندوات والمؤتمرات بالمجتمع غابت عنها عناوين مكافحة المخدرات والوقوف أمام الإدمان بحزم، ولعل المجتمع في احتياج لتشريعات جديدة، تواجه هذا الطوفان من الأنواع الجديدة من المخدرات حيث سمعت عن أدوية خارج لائحة الممنوعات في الصيدليات أصبحت متاحة للمدمنين من الشباب، سواء كانت علي شكل أقراص أو حقن وربما أن التشريعات القائمة، منذ زمن الحشيش والأفيون والعقوبات التي حددها المشرع للتاجر وللمتعاطي أصبحت غير كافية لدرء هذا الخطر إلا أن ذلك يتطلب إقامة مؤتمر علمي كبير يشارك فيه أطباء مشهورون في خط الدفاع الأول ضد المخدرات مثل الدكتور يحيي الرخاوي وزملائه من أصحاب المراكز الطبية المواجهة لهذا السرطان الذي يهدد شباب مصر.. علي أن يقوم المجتمع المدني بمد يد العون لمثل هذه المؤتمرات والمبادرات الطيبة علي أن يتضمن الاهتمام أيضا معاونة الأجهزة المكافحة للمخدرات وإنشاء جمعيات الصداقة مع أهالي الشهداء والذين فقدوا أبناءهم وآباءهم أثناء المواجهة.. المجتمع في احتياج لصحوة إعلامية شديدة لكي نستطيع أن نقلل من حجم الخطر المحدق بمستقبل هذا الوطن، أصبحت جملة مساء الخير كلمة قديمة، اليوم فيه جمل جديدة مثل عمل دماغ أو ضرب هيروين أو حكة أنف!