الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوروبا تواجه بلطجة أردوغان

أوروبا تواجه بلطجة أردوغان
أوروبا تواجه بلطجة أردوغان




كتبت – خلود عدنان

تتوالى الإدانات العالمية ضد جرائم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بحق الشعبين السورى والعراقي، التى لم يراع فيها اى خطوط حمراء، مستخدما خطابا طائفيا مقززا، وخطابا سياسيا متدنيا أخلاقيا، وفتح حدوده لعشرات الآلاف من التكفيريين المجرمين القادمين من مختلف انحاء العالم، وأقام على أرضيه معسكرات لتدريبهم وتسليحهم بمئات الآلاف من أطنان الأسلحة قبل شحنهم إلى سوريا، ثم فتح أراضيه أمام كل المجرمين والقتلة الهاربين من العدالة فى العراق،

 اسفرت هذه السياسة عن إراقة دماء آلاف الأبرياء، وتدمير البنى التحتية فى هذين البلدين خاصة سوريا، فضلا عن أعمال البلطجة للسيطرة على الغاز بالبحر المتوسط، لذا من الصعب جدا أن يتجاهل العالم مسئولية تركيا فى كل هذه المآسى.
ومن بين إدانات العالم جاءت إدانة الاتحاد الأوروبى لتركيا بسبب جهودها الرامية إلى منع الشركات من التنقيب عن الغاز الطبيعى فى المياه القبرصية، كصفعة على وجه أردوغان، إذ وصفها الاتحاد الأوروبى بـ«تحركات غير مشروعة فى شرق البحر المتوسط وبحر إيجة».
جاء ذلك فى بيان صدر قبيل استعداد التكتل الأوروبى للمضى قدما فى عقد القمة الأوروبية التركية المخطط لها، ودعا بيان الاتحاد الأوروبى تركيا إلى وقف هذه الأعمال بشكل عاجل واحترام حقوق سيادة قبرص فى التنقيب عن مواردها الطبيعية واستغلالها، وهذا الخلاف بين الأطراف المعنية أجج مجددا التوترات القديمة فى منطقة جنوب شرق البحر المتوسط.
يذكر أن شركتا «إيني» الإيطالية و»توتال» الفرنسية كانتا بدأتا فى يوليو الماضى التنقيب عن الغاز الطبيعى فى مياه المنطقة الاقتصادية القبرصية. وبالتزامن مع ذلك بدأت السفن الحربية التركية التحرك لوقف أعمال التنقيب فى فبراير الماضي.
واعتبرت الحكومة التركية أنه لا يحق لإدارة قبرص اليونانية استغلال الموارد الطبيعية للجزيرة من جانب واحد، وفى الوقت ذاته، قال قادة الاتحاد الأوروبى إنهم سيقررون فى قمتهم مصير القمة المنتظرة بين تركيا والاتحاد الأوروبى، والمقرر عقدها غدا فى منتجع فارنا البلغارى.
من جانبها رفضت تركيا الجمعة الانتقادات الموجهة إليها ونعتتها بـ«غير المقبولة»، وتخدم مصالح اليونان والقبارصة اليونانيين، فقط لمجرد أن البلدين عضوان فى المنتدى الأوروبى من دون الأخذ فى الاعتبار مسألة إن كانتا على حق أم لا، وزعم أن الاتحاد فقد موضوعيته.
وبنبرة التبجح والتحدى، أصر أردوغان على استكمال حملاته الاستعمارية الهمجية المسماة «غصن الزيتون 2» من منبج إلى إدلب وصولاً إلى العراق، قائلا إنه لا يحق للولايات المتحدة التواجد داخل منبج، مؤكدًا أن بلاده لن تتوقف حتى القضاء تمامًا على العناصر الإرهابية المستعدة لمهاجمتها على امتداد حدودها وفى مقدمتها منطقة منبج، مهددا باندلاع حرب عالمية ثالثة إذا تعرضت تركيا أو إيران لأى هجوم من هذه المنطقة».
وفرنسا واحدة من أشد منتقدى الاحتلال التركى لعفرين، كما دعت الولايات المتحدة وألمانيا تركيا إلى وقف العملية فى شمال سوريا والامتثال لقرار للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار فى عموم سوريا، بينما رفضتها أنقرة واتهمت فرنسا بتقديم «معلومات كاذبة» بشأن القضية، مدعيا دعمهما للأكراد، كما أبلغ إردوغان ماكرون بأنه ينبغى حماية حقوق القبارصة الأتراك فى موارد النفط والغاز فى شرق البحر المتوسط.
وبدأ أردوغان وصلة ردح موجهة لترامب قال فيها :«إنه يريد من ترامب أن يضع حدا للتصريحات التى بلغت حد الصفاقة، لأن من يتحدثون باسمه لا يدركون ما يقولون».
من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصى أكار أنه لم تبق سوى بضع قرى تفصل الجيش التركى عن السيطرة الكاملة على منطقة عفرين شمالى سوريا، والوصول إلى أطراف حلب عند بلدتى نبل والزهراء.
وسيقوم أكار بتعيين والى –محافظ- وعدد من المناصب الأخرى فى عفرين من قيادات الجيش السورى الحر والجماعات المسلحة التابعة لتركية، إذ أوضح أن الحكومة المحلية التى سيتم تعيينها فى عفرين ستكون مكونة من العشائر والقبائل الموجودة فى المنطقة وسيكون الوالى من أهل المنطقة، بينما سيكون ملف الأمن فى يد الجيش السورى الحر فى المرحلة الأولى إلى أن يتم تشكيل وحدات أمنية محلية.