الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنكــــــــر الأصوات

أنكــــــــر الأصوات
أنكــــــــر الأصوات




كتب- وليد العدوى

كشف التعليق الصوتى لمدحت شلبى فى مباراة مصر الودية الأخيرة أمام البرتغال بسويسرا استعدادا لكأس العالم المقبلة فى روسيا عن قصور شديد فى المهنة التى راحت ضحية انعدام الثقافة وغياب المعايير والضوابط المهنية دون أن ندرى لينسحب البساط فجأة ودون مقدمات من تحت أقدام المعلقين المصريين ويستحوذ على الريادة نظراؤهم العرب أمثال رءوف خليف وعصام الشوالى وآخرين هم الأجدر والأبرز على الساحة حاليا من حيث قبول الصوت والمعلومات والتعليق وحتى حٌسن اختيار الألفاظ والمفردات بالضبط كما كان حالنا فى السابق أيام العظماء محمد لطيف وعلى زيوار وحسين مدكور وإبراهيم الجوينى وميمى الشربينى وآخر الراحلين حمادة إمام ومحمود بكر.

لن نرصد الألفاظ والعبارات التى تتردد من المعلقين فى المباريات لأسباب كثيرة أهمها أنها لا ترقى للذكر ولا تستحق الرصد والاهتمام، ويكفى انها تستحوذ على سخط ونقد الجمهور بعد كل مباراة فى حين يظن صاحبها انه اعاد اكتشاف أسلوب جديد وأنه على طريق النجاح ليزيد من تجويده الفج مرة بعد أخرى فى المباراة التالية متخيلا أنه يبدع والأمثال كثيرة خصوصا ما يظهر مؤخرا على شاشة قنوات «أون سبورت» التى اعتادت بعد أن استحوذت على إذاعة المباريات حصريا على اظهار كوكبة من اسوأ المعلقين صوتا وتعليقا ورغم ذلك يتواصل ظهورهم بشكل غريب ومتكرر أمثال أيمن الكاشف الذى يمر صوته بظروف فى غاية الصعوبة من حيث الأداء والإلقاء إلا أنه ضيف دائم على مباريات الأهلى تحديدا وهو التعيين الذى لم يصادف أهله بالمرة. مهنة التعليق لم تعد تلك المهنة التى يمتهنها من لا مهنة له بل على العكس تماما باتت لها ضوابط وشروط كثيرة ومهمة واحترافية ولا تكتفى بمجرد أن يكون من يجلس خلف الميكروفون نجما سابقا، فهناك عدة أشياء يجب توافرها مثل نبرة الصوت الواضحة فهى حلقة الوصل مع الجمهور وحضور الذهن وسرعة ردة الفعل أثناء التعليق على المباريات المنقولة على الهواء مباشرة أيضا لا بد من توافر مساحة كبيرة للثقافة قبل الدخول فى مجال التعليق، فمعظم المعلقين لم يمارسوا الرياضة التى يقومون بالتعليق عليها، فكل الحركات والقوانين معروفة لأى شخص ولكن من يتعرف على التفاصيل الدقيقة والمتابعة الدورية للأحداث والإلمام بالقياسات البدنية والمهارات الفردية هو ما يميز معلق عن آخر من خلال إضافة لمسته الشخصية ايضا اللغة مهمة جداً خصوصا فى مسالة نطق أسماء اللاعبين الأجانب، فهناك بعض الدبلومات المهنية التى تقدم فى مصر مثل الأكاديمية البحرية وبعض المراكز الخاصة كمركز الاتحاد العربى للتدريب الإعلامى ورغم ذلك لا يقربها من يصفون أنفسهم بنجوم التعليق المصرى.  التعليق الرياضى مهم جدا نظرا لكثرة محبى الرياضة خصوصا كرة القدم الشعبية الأولى فى العالم ولأنه يختلف عن تقديم البرامج فالمعلق هو نبض الملعب وهمزة الوصل بينه وبين المشاهد وهناك جيل جديد من المعلقين الرياضيين من بينهم من يفتقد الهوية فى التعليق فتارة يحاول بعضهم تقليد النجوم الكبار، وتارة أخرى يحاول البعض عرض معلومات فى توقيت غير مناسب أثناء المباراة وقد يكون سببا فى أن تفقد بعض المباريات القوية بريقها ويفترض فى معلق الأحداث الرياضية أن يتمتع بخفة الظل والمعلومات ليمنح المشاهدين وجبة ممتعة ودسمة من المعلومات الكروية والثقافية لذا يرجع سبب تدهور التعليق إلا أنه فى الماضى كانت الاذاعة حريصة على أن يكون المعلق على المباريات فى الأساس لاعب أو نجم معتزل ولذلك كانت أسماؤهم تتلألأ فى سماء الملاعب وكانوا يتميزون بالمعرفة الواسعة والإلمام بفنون كرة القدم وأدواتها ومفرداتها مما يثير البهجة ومتعة المشاهدة، واستمر هذا الحال لفترات طويلة على عكس الآن التعليق أصبح تعالى أصوات وصرخات بسبب دخول أفراد ليس لهم علاقة بكرة القدم ولا يمتلكون المعرفة والثقافة وهو ما جعل التعليق الرياضى فى انحدار شديد يستدعى الانقاذ. يفترض فى المعلق الرياضى ألا يستخف بعقول المشاهد أو المستمع ولن يأتى ذلك إلا من خلال الثقافة، فبقدر ما تتوافر الثقافة يتوافر الاحترام والتقدير المتبادل بين الجمهور ومعلقه والثقافة هنا ليست فقط فى قوانين وفنيات كرة القدم تحديدا انما ان يكون المعلق على دراية كبيرة بهموم وطنه كيف يعرف ماذا يقول ومتى تحدث وعن أى شيء يخاطب الوجدان وهو ما لا يحدث هذه الأيام، فالاطلاع  منعدم والثقافة العامة غائبة واللغة بعافية شديدة تكاد أن تدخل غرفة الانعاش، ومن الطبيعى بعد كل ذلك أن تخرج الالفاظ الخارجة والتلميحات لعبارات جنسية وغيرها من الكلمات التى تخترق البيوت وتصبح مثار جدل وسخرية الكثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعى لفترة ما بعد المباراة كلها سلبيات يظن صاحبها ومن وراءه مسئولو القناة انه نجاح ليتواصل الظهور والانحدار فى وقت تتوافر فيه عوامل النجاح فى آخرين عرب هم الآن النجوم الحقيقيون على الساحة.