الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود عبدالباسط: مافيا دور النشر الكبيرة والشللية ظلمت صغار الكتاب

محمود عبدالباسط: مافيا دور النشر الكبيرة والشللية ظلمت صغار الكتاب
محمود عبدالباسط: مافيا دور النشر الكبيرة والشللية ظلمت صغار الكتاب




حوار - مريم الشريف

تمثل مصر محور الاهتمام فى روايات الكاتب المصرى الشاب محمود عبد الباسط فبعد روايتيه «لدغة النوستالجيا» و «حكر الأنصارى» والتى  رصد من خلالها ملامح الحارة المصرية صدرت هذا العام روايته الثالثة «سانت كاترين» عن دار فرست بوك للنشر والتى صدرت بالتوازى مع معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام والتى يطرح فيها أسئلة وجودية بصبغة روائية فهل  ينصاع الإنسان إلى القدر؟ أم يحاول جاهدًا تغيير الواقع؟
.. عن روايته الأخيرة يحدثنا الروائى محمود عبدالباسط فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» كاشفا فيها الكثير من آرائه وأفكاره حول رؤيته لدور الثقافة وغيرها من الموضوعات فإلى نصه.

■ كيف جاءت فكرة رواية «سانت كاترين»؟
- الفكرة الأساسية للرواية هى «القدر»، وأن هناك أشياء قدرية هل سنقاومها أم نستسلم للأمر، أما بالنسبة للأحداث التى تٌبنى عليها الرواية، فتتمثل فى ثلاث شخصيات يتعرضون لثلاثة مواقف قدرية مختلفة غير متوقعة، وتجمعهم صدفة فى مكان واحد هو معتقل سانت كاترين زنزانة 113، والمكان هو بطل الرواية، وهى قصة مستوحاة من أحداث حقيقية، مع بعض الأشياء من خيالى فى إطار الحبكة الدرامية.
■ هل تفضل تعدد الشخصيات فى العمل الروائى؟
- بالتأكيد، لأن تعدد الشخصيات فى الرواية يعطى حرية أكبر للكاتب أن يعبر عن رأيه، وفى ذات الوقت تقديم فكرته من خلال أكثر من شخصية تقدم المعلومة للقارئ بدلا من أن يكون الموضوع بأكمله فى إطار شخصية واحدة، كما أنى أفضل ألا يكون بطل الرواية شخص، وإنما مكان مثلما فعلت فى روايتى «سانت كاترين»، ونفس الأمر فى روايتى السابقة «حكر الأنصارى» كان البطل هو المكان، والذى تدور حوله أحداث الرواية.
■ كيف كانت ردود فعل القراء فى معرض الكتاب على رواية «سانت كاترين»؟
- تلقيت ردود مناسبة حتى الوقت الحالى، وأعى جيدا أن فى فترة المعرض، محبى الروايات يكونون مهتمين بشراء الكتب أكثر، وبعد انتهاء المعرض يبدأون فى القراءة وحينها نبدأ فى التعرف على ردود القراء بشكل أكبر.
■ ما رأيك فى دور وزارة الثقافة تجاه الحياة الأدبية؟
- من المفترض أن على وزارة الثقافة عاملين، الأول يتمثل فى تنظيم الأنشطة الأدبية، ولديها دور جيد فى هذا الأمر، والدليل أن معرض القاهرة للكتاب من أثرى المعارض فى الشرق الأوسط، لكن العامل الثانى والذى يتمثل فى جانب النشر، فأطالب وزارة الثقافة بأن يكون لها دور أكبر فى هذا الأمر، حيث إنه لا توجد رقابة بشكل كاف، والدليل أن نشر الكتب أصبح متروكا لدور النشر بحرية كاملة دون رقابة على الكتب أو الدور نفسها ، ولذلك نجد كتبا تتضمن ألفاظا مبتذلة، فضلا عن اللهجة العامية التى انتشرت بشكل زائد، وهذا الأمر يزعجنى، لأن العامية لها حدود وليس بهذه الطريقة، فضلا عن أن الأمر أصبح لا يتمثل فى وجود موهبة حقيقية لدى الكاتب وإنما تحول لبيع وشراء.
■ هل ما ذكرته سيؤدى لتراجع الحياة الثقافية فى مصر؟
- الأمر لن يصل لهذا الحد، ولكن سيؤدى إلى أن يكون النمط العام رديئا، وحينما ننظر من خمس سنوات مضت فلن نجد هذا الإقبال الهائل الذى نراه الآن من الجمهور على القراءة، وطالما لدينا سوق للكتب قوى فى مصر فلابد من إضفاء عامل الجودة عليه، بمعنى ليس أى شخص لديه كتاب يتم نشره، لأنه بهذا الشكل ستفقد الأعمال الجيدة قيمتها وسط الأعمال ذات المستوى الهابط، فضلا عن مافيا بعض دور النشر الكبيرة، والتى أثرت على عدد كبير من الكتاب الصغار، حيث أصبح هناك «شللية» ومجاملات من بعض دور النشر الكبيرة لمشاهير الكتاب، وأصبح هؤلاء الكتاب هم الوحيدون الملقى عليهم الضوء، كما أن بعض دور النشر الكبيرة لم تعد تقبل أعمالا إلا من كبار الكتاب، وهذا الأمر أطلق العنان لكثير من دور النشر الصغيرة أن تنشر للكاتب مقابل مبلغ مالى معين.
■ ألا ترى أن القارئ يظلم دور النشر الصغيرة باتجاهه للدور الأكبر؟
- للأسف.. تتجه شريحة كبيرة من المواطنين إلى دور النشر الكبيرة والأكثر شهرة، وهذا يظلم الكتاب المتعاونين مع دور النشر الأقل شهرة، ولكن سنجد بعض القراء من الذى لديهم وعى كاف لا يلتفتون إلى هذا الأمر ويقدمون على شراء كتاب لمؤلف مبتدأ.
■ هل ترى أن دور النشر الصغيرة تدعم صغار الكتاب؟
- أراها سلاحا ذا حدين، لها جانب إيجابى بأن سوق الكتابة فى مصر أصبح كبيرا، وهذا يعود لتشجيع هذه الدور للكتاب الصغار، ولكن الجانب السلبى عدم وجود لجنة نشر أو تقييم لدى تلك الدور وبناء على هذا الأمر بدأنا نرى الكتاب السيء.
■ ماذا استفدت من التجارب الروائية السابقة وصولا لـ«سانت كاترين»؟
- «لدغة النوستالجيا» كانت أول عمل روائى لى، ومعروف أن العمل الأول يكون تجربة للكاتب، يتعرف بها على عالم الكتابة، والرواية كانت اجتماعية رومانسية، واكتشفت خلالها أن سوق الكتابة يحتاج إلى أن تكون الفكرة أكثر عمقا كى تصل للقارئ، وهذا أثر على فكرى أثناء كتابة «حكر الأنصارى»، فكانت كل تفاصيلها أفضل من الرواية السابقة، وتطور الأمر أكثر معى فى «سانت كاترين» فكانت أكثر عمقا ووصولا لنفسية القارئ.
■ بمن تأثرت من الكتاب؟
- الأديب الكبير نجيب محفوظ، تأثرت به كثيرا، خاصة فى روايتى «حكر الأنصارى»، لأنها أقرب إلى الكتابات التى تتضمن ملحمة، وكانت الحارة التى تمثل العالم مع إسقاطات لما يدور فى العالم من خلال هذه الحارة، وعدد من الشخصيات الحقيقية.
■ ما الذى دفعك للكتابة؟
- شعرت بها منذ طفولتى وعمرى 11 عاما، حيث كنت أتردد على قصر الثقافة باستمرار، وأثناء المرحلة الابتدائية كنت أقرأ كثيرا وهذا دفعنى إلى تدوين الأحداث التى أشاهدها فى يومى بنفس الطريقة التى أقرأ بها القصص، بعدها بدأت أكتب قصصا من خيالى، ودعمت موهبتى بالقراءة للكتاب الكبار مثل محفوظ، يوسف إدريس، يوسف السباعى، عباس العقاد، وتشارلز ديكنز وغيرهم.
■ هل ملامح روايتك الجديدة واضحة حاليا لك؟
- الفكرة موجودة، وهى رواية اجتماعية عن الصراع بين الدين والعلم، وسأبتعد فيها عن الجانب السياسى، بعكس رواياتى السابقة التى كان بها بعض الإسقاطات على الأحداث السياسية كتوثيق للواقع فى صورة درامية.
■ هل ستشارك فى مسابقات بـ«سانت كاترين» الفترة المقبلة؟
- أنوى المشاركة بالرواية فى جائزة ساويرس، وجائزة نجيب محفوظ.