الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تقبيل "يد" رئيس الجامعة






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 22 - 10 - 2009



جري العرف في مصر "زمان" أن يقبل الأبناء أيادي آبائهم وأمهاتهم كل صباح، كل مساء، بل في كل لقاء يعقب فراقًا بين "الآباء والأبناء"، وهذا العرف أو العادة المصرية القديمة، تكاد تكون قد اندثرت مع تطور العلاقات الاجتماعية الحديثة.
ولعل من المشاهدات نجد أن بعض الدول التي ينتمي نظام الحكم فيها إلي الإرث العائلي "ممالك"، نجد أن العاهل يترك يده أو يحاول جذبها، حينما يحاول مسئول أو مستقبلوه في مناسبات "علنية" تقبيل اليد، تعبيرًا عن الولاء للملك أو الحاكم.
وهناك طقوس عديدة للتحية وللإعلان عن الولاء كتقبيل الوجنات مرتين أو ثلاث، وكل هذه الأشكال من إظهار الولاء، ربما في ظل أزمة وباء "أنفلونزا الخنازير"، قد يحاط علم السادة المعلنين عن ولائهم للملك أو الحاكم، بأن يمتنعوا عن ممارسة هذه العادة، ولكن الشيء الذي لفت نظري، أن أحد السادة الأساتذة الكبار الذي يتربع علي كرسي جامعة الأزهر، يسمح بتقبيل يده من السادة المترددين عليه، في مكتبه أو في "حضرته" الأسبوعية التي يقيمها بمدينة الأقصر، حيث مسقط رأسه في قرية "القرنة".
ولقد انتبهت لهذا التصرف مع "الدكتور الطيب" رئيس جامعة الأزهر، حينما تردد في إعطاء رأيه صريحًا أمام ظاهرة النقاب في جامعته، وأيضًا تضاربت تصريحاته حول ارتداء النقاب مرة قال هذا "مباح" ومرة أخري قال هذا "ممنوع"، والفرق بين "الإباحة والمنع" هو مكان الاستخدام أو مكان الانتقاب، ولم يضع سيادته رأيا علميا حول النقاب وأضراره علي الأمن المجتمعي -خاصة في مجتمع الجامعة- كقاعات محاضرات، وأفنية، ومدن جامعية، وأنشطة طلابية مختلفة، بل ظل متأرجحًا بين "المنع والإباحة".
وحينما حاولت تفسير التصرف، وجدت أنه لا تفسير لدي، حيث يسمح الدكتور "الطيب" بدخول نوابه إلي مجلسه في مكتب رئيس الجامعة، ومبادرة هؤلاء المرءوسين بتقبيل يده، دون أي محاولة من الدكتور الطيب بجذب يده، أو الإشارة بعدم قبوله أو رفضه لتقبيل يده، ومن المدهش أيضًا أن الدكتور "أحمد الطيب النجار"، يحرص علي إقامة "حضرة" أو ما يشبه "الندوة" في المجتمعات الحديثة، بمقره أو بيت عائلته في قرية "القرنة" كل خميس من كل أسبوع من كل شهر.
والغريب أيضًا أن يحرص علي حضور هذه الحضرة بما يشملها من عشاء "فتة ولحمة"، كل من الدكتور "إسحق" مدير عام مستشفيات جامعة الأزهر، وأيضًا نواب رئيس الجامعة تاركين الجامعة في القاهرة لكي ينالوا شرف وحظ تقبيل يد رئيس الجامعة وسط أهله وفي "حضرته" الأسبوعية.
ونحن نسأل فقط هل تقبيل يد رئيس الجامعة هو دعوة للاحترام والالتزام من المرءوسين لرؤسائهم فقط أم هو دعوة لعودة "لثم اليد" والتوقير الذي تدعو إليه جامعة الأزهر، متناسية أن النقاب والفصل للمنتقبات يجب أن يكون علي حساب النظام العام!