الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«من كُتر شوقى سبقت عُمرى».. كلمات شعرية لحكايات ذاتية

«من كُتر شوقى سبقت عُمرى».. كلمات شعرية لحكايات ذاتية
«من كُتر شوقى سبقت عُمرى».. كلمات شعرية لحكايات ذاتية




كتبت - رانيا هلال

لحسن حظها، ارتبط قدرها مبكرًا بالأوراق والأقلام، وإن تحوّلت للوحة مفاتيح الكمبيوتر وشاشته فيما بعد، تدين بالفضل فى عشقها للقراءة لأخيها الأكبر وعمتها، اللذين شجعاها على خوض هذا الطريق، شرط الاهتمام بالدراسة و»سماع الكلام» ككل الكبار، وإلا لن يصبحوا كِبارًا.. رزان محمود الكاتبة والمترجمة التى صدر لها مؤخرًا كتابها الثانى «من كتر شوقى سبقت عمري» عن منصة كتبنا والذى يضم العديد من القصائد والحكي.
تكتب رزان على مدوّنتها الشخصية منذ 2006. ونشرت أول كتاب لها فى العام 2014، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت عنوان «يا له من نهار»، ويضم قصصًا قصيرة وثلاث قصائد، لكن أغلبها يشمل مجموعة من التدوينات والرسائل المهتمة بأحداث مرّت بالوطن فى العقد الأخير، وتركت أثرها عليها، فى كتابها أيضًا، حنين لم يُفصح عنه، لأشخاص يمكن بشيء من الخيال تصوّر الحياة معهم، بأنها جميلة.
قررت الكاتبة فى كتابها الأحدث أن تجرب حظها فى نَظم الشِعر على نطاق أوسع، وإن كان الحُكم النهائى على جودتها متروكًا للقرّاء وذائقتهم النقدية، وفيه أيضًا بعض القصص القصيرة، لكن الأكثر - كما فى الكتاب الأول - يضم تدوينًا عن أحداث وأُناس أثّروا فى حياتها، وإن اختارت فى هذه المرة أن تكون الموضوعات أكثر شخصية، ولا تضمّ الشأن العام كثيرًا.
من ضمن الأشياء التى تتحدث عنها التدوينات الشخصية لها صور من طفولتها، وحكايات عن بيت الجدّ، والحكى عن حنين للحظات شعرت معها المؤلفة بالجمال الآسر، كالمرّة الوحيدة التى ناقشت فيها شِعر فؤاد حدّاد مع صديق لها، أو الامتنان لأغانى أحمد منيب ومحمد منير، معًا، وحينما حضرت حفل توقيع الراحلة رضوى عاشور، ومحاولات الحكى المستفيضة عن دواوين الشِعر الأقرب لقلبها، لشعراء مثل أحمد العايدى وأمين حدّاد ومصطفى إبراهيم ومحمود عزّت وعُمر مصطفى، هناك حكى طويل أيضًا، عن القهوة ومكانتها فى حياتها.
يأخذنا الحكى ويستفيض فى تفاصيل شخصية، لكن الحديث عن «العادية» والأشياء التى تؤثر على حياتنا ليس بمستغرب على الساحة الأدبية، فقد فعله الراحل «إبراهيم أصلان» من قبل، فى مجموعته «حجرتان وصالة»، وينحو إليه «إبراهيم عبد المجيد» فى أحيان كثيرة، أيضًا.
تقول «رزان»: «اخترت لهذا الكتاب غلافًا يظهر صورة لبحر متدرّجة زرقته، وسماءً تنافسه لونًا وسحابًا يضفى على المنظر كله هدوءًا آسرًا، لإيمانى بأن الغلاف يعكس محتويات الكتاب: حكى هادئ وانفعالاته لا تتسم بالصخب ولا العنف، وإنما تشجّع القارئ على الاسترسال فى القراءة، ما إن يألف أسلوبي».
من الملاحظ تأثير الشِعر والقصائد المغنّاة على لغتها، وينعكس هذا فى اختياراتها لعناوين كتابيها، فالأول «يا له من نهار» جزء من قصيدة «لاعب النرد» للشاعر الفلسطينى محمود درويش، والتى يأتى مطلع هذا الجزء منها «من حسن حظ المسافر/أن الأمل توأم اليأس/أو شِعره المرتجل»، أما عنوان الكتاب الثاني، فمُستقى من أغنية «رقّ الحبيب» لأم كلثوم، فى الجزء «من كُتر شوقى سبقت عمري/وشفت بكرة والوقت بدري/وإيه يفيد الزمن/مع اللى عاش فى الخيال؟».