الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسطى إيمان ساعاتى الإسماعيلية





لآلاف المرات تفاجئنا المرأة بأنها مخلوق قادر على  التحدى .. قادر على  العطاء اللامحدود  فهى  طبيبة ووزيرة ولا تندهش حين تسمع بأنها أصبحت عمدة كما اعتادت آذاننا على  سماع الرئيسة فلانة وعضوة مجلس الشعب ويزيد  من شغفك حيث تعرف أنها حدادة فقد اعتلت الكثر من الوظائف والقيادات التى  اعتدنا على  وصفها بوظائف ومهام الرجال.. حوار - شهيرة ونيس

فماذا تقول اليوم وانت تراها ومن بين الكثر من الرجال العاملين بالصنعة ..كما يقال هى  الوحيدة القادرة على  إصلاح ساعتك ..

لا تندهش فهى  بالفعل كذلك.. فاليوم رأيتها جالسة ترتدى عدستها وكأنها الطبيب الذى  يقوم بالتعقيم قبل إجراء العملية الجراحية فهى  ترتدى  العدسة لترى  دقائق الساعة وتضم زراعيها لتحتويها وتنحنى  لتركز ما بداخلها واكتشاف عيوبها.. إيمان النمر التي  استمرت بتلك الصنعة ولمدة 8 أعوام حتى اصبحت قادرة على  فهم الساعة أكثر من نفسها.
 كانت وقبل زواجها بأعوام مثلها كمثل الكثيرات فهى  إحدى  موظفات الحكومة ومع الزواج أصبحت من موظفة الى  ربة منزل لا تعرف عن العالم الخارجى  سوى  سوق الخضار والاسماك  فقط وللمرة الثانية  تشكل الاقدار حياتها كيفما تشاء حيث انتقال الزوج الى  الرفيق الاعلى  وبذلك اصبح عليها تعلم صنعة زوجها وبالفعل ارتديت ثوب العمل الجديد ليست كموظفة ولكن كإحدى  الصنعية اوالحرفين  وبالفعل  تعلمت الصنعة فى  وقت زمنى  يقدر بعامين بعدها اصبحت  من ذوات الألقاب وهو «الاسطى  ايمان».

 قالت الصناعات الصينية هددت حرفتى  والتى احبتها لدرجة الجنون بالانقراض فقد غزت الصناعات الصينية الاسواق المصرية والعربية فقد اشتملت على  العديد من السلع  والمنتجات فالآن اصبح المستهلك يقبل على  شراء ساعة 15 جنيهاً قائلا «أهى  تعيش شهرين وارميها واجيب غيرها»  هذا وإن دل على  المعرفة والتيقن الكامل من المستهلك بأن تلك المنتجات  وقتية اى محددة بزمن معين فتتساءل قائلة لماذا  لايقبل على  سلعة او منتج على  سبيل المثال بسعر 50 جنيهاً ويتميز بتوافر قطع الغيار اللازمة لاصلاحها على  عكس المنتج الصينى الذى  لم تتوافر لديه أى  من قطع الغيار اللازمة لاصلاحه؟.. كيف لنا بأن نقبل على  شراء مثل تلك البضائع؟

الآن تجد نفور من المستهلك فأصبح لا يقوى على تحمل عبء إصلاح ساعته الخاصة فهل أصبحنا كخيل الحكومة الواجب قتلها بسبب تفشي  السلع الصينى  بالاسواق؟

وتختتم النمر حديثها قائلة إنها وبالرغم من ان صنعتى  لم تحقق لى أى من المكاسب المادية  إلا أننى ولآخر العمر سأظل الاسطى إيمان أعشق تلك الصنعة ولا أستطيع العمل والتعامل مع غيرها من الاعمال.. فالمكسب الحقيقى وراء حب واحترام واكتساب الناس.