الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دار المغتربات







عارف يعنى إيه دار مغتربات؟ يعنى الدنيا بكل ما فيها من خير وشر وجمال وقبح بس على شكل مصغر، هتلاقى فى دار المغتربات.. ناس طيبة وفى حالها وكل آمالها فى الحياة أنها تصبح حاجة محترمة، وهتلاقى ناس عايشة ولا فى دماغها شىء وناس مشاهدة دورها الفرجة وخلاص وناس من غير ناس.

النوع الأول هتلاقيه واخد الحياة على أعصابه وبيعافر وبيخبط فى الصخر وبيقع وبيقوم كل ساعة فى حال ..بس مش بيتوه عن حلمه أبدا.

أما النوع التانى فهى ناس عايشة وخلاص وحياتها كلها عبارة عن خروج ولبس وفسح مش مهم اللى بيعملوه صح ولاغلط المهم اليوم يعدى ومش مهم بكرة المهم النهاردة مش مهم يفكروا فى مستقبل ولا كيان.

لكن النوع التالت هى الناس اللى وظيفتها أنها «تشاهد» فهى مع الجميع بتتفرج وخلاص ولا بتشارك ولا بتبطل مشاهدة.. نفسها تعمل ومبتعملش عايزة تعيش ومش بتعيش الحياة عندها زى التليفزيون دورها فيه أنها تمسك الريموت كنترول وتقلب فيه، شويه تتأثر بمشهد معين وتبكى وممكن تفرح فى مشهد تانى وخلاص دورها متفرجة لا أكثر ولا أقل.

وفى نوع كمان من البشر عبارة عن «ناس من غير ناس» فهو نوع عايش فاقد الاهتمام من اللى حواليه مش فارق وجود الناس معاه ولا هو فارق مع حد ممكن تشوفه بالصدفه وبالكتير لو اتكلم هيقول كلمة أو اتنين والنوع ده فاقد لكل معانى الحياة ممكن تحس أنه آلة وخلاص بتتحرك من غير احساس عايش الحياة كأنها واجب مدرسى لازم يذاكروه ويحافظه عشان لما حد يسأله يرد عليه بجدارة.

وكل الأنواع والتصنيفات دى اساسها شىء واحد هى البيئة اللى اتربوا فيها وأم وأب قرروا يكونوا أسرة، فالأهل أساس كل شىء.

يعنى فى النوع الأول أكيد الأهل متفاهمين وبيتناقشوا مع أولادهم وفى مساحة حوار كبيرة ومشاركة عشان كده وهو ده النوع الأقوى.

أما النوع التانى اللى عايش ولا فارقة معاه فده النوع اللى مقفول عليه من أهله ودياما مخونينه فى تصرفاته ومانعين عنه الثقة تماما فبيضطر يكذب عليهم عشان يرضيهم.  لكن النوع التالت المشاهد ده محير فهى تايهة مش عارفه لها دور بالظبط عماله تتفرج وخلاص خايفة تشارك وخايفة تمانع عايزة تكون ومش عايزة أو مش عارفة والنوع ده عايز شوية ثقه على فرصة على ممرمطة فى الدنيا شوية عشان الشخصية تبان وتتشكل صح.

والنوع الأخير الأهل هنا ممكن يكونوا بيتعاملوا على أساس أن الاهتمام هو أن الشخص يوفر لأولاده لبس وأكل وشرب ومستوى كويس بس، وده مش كل الاهتمام اللى ولادنا محتاجينه يعنى ممكن تلاقى البنت عندها كل شىء بس حاسة بفقدان إحساس الأسره والأهل مفتقدة الاهتمام الحقيقى اللى ممكن يكون كلمة او ضمه ايد او نظرة عطف من اللى بيحبوهم النوع ده حاسس أنه مش مهم عند حد عشان كده بيدور على شىء يقول فيه أنا موجود.

وفى النهاية كل السطور والكلام ده ملخصه حاجة واحدة ألا وهى الاهتمام والاحتواء ومشاركة من الأهل لأولادهم لأنهم ثمرة حياتكم اللى انتم تعبتهم عشانها فبلاش تعبكم يروح فى مهب الريح.


كتبتها: دينا إبراهيم طالبة بالفرقة الرابعة بأكاديمية الدلتا للعلوم بالمنصورة تهوى الكتابة لأنها تمنحها الفرصة للتعبير عما بداخلها من مشاعر وتحلم بأن تصنع فى يوم ما فارقا فى حياة الآخرين.