الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يرد على المتشددين: الله أوصانا باليتيم ولا مانع شرعى من تخصيص يوم لتكريمه

الأزهر يرد على المتشددين: الله أوصانا باليتيم ولا مانع شرعى من تخصيص يوم لتكريمه
الأزهر يرد على المتشددين: الله أوصانا باليتيم ولا مانع شرعى من تخصيص يوم لتكريمه




كتب - صبحى مجاهد


مع بداية شهر أبريل من كل عام يخرج علينا من يردد فتاوى هؤلاء المتشددين الذين يقولون بحرمة تخصيص يوم لليتيم بادعاء أنه بدعة، وبادعاء آخر أن فى هذا تقليدًا للغرب، متناسين مدى حرص الإسلام على إكرام اليتيم ورعايته والاحتفاء به فى كل وقت، وهو ما أكده  كبار علماء الأزهر  الشريف.
فمن جانبه  يؤكد الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية – أن الإسلام لديه منظومة كبيرة للعناية بالإنسان واليتيم جزء مهم من هذه المنظومة، وأن من حق اليتيم ألا نقهره ولا نشعره بأى نوع من أنواع القهر، فالعطف على اليتيم يشعره بأنه وسط أهله وأنه لم يفقد أيًّا من ذويه؛ فى إشارة منا على أننا نقول له نحن أهلك.
أضاف أن  تخصيص يوم للاحتفال باليتيم  أمر مهم لكن يجب ألا يقتصر على أبريل فقط بل علينا أن نشعر اليتيم بوجودنا ليس فى أبريل فقط بل فى كل أيام العام.
وأوضح مفتى الجمهورية أن الإسلام أولى اليتيم عناية خاصة، ويدخل فى ذلك مجهولو النسب، أو من يسمون باللقطاء، فباب اللقيط فى الفقه له مساحة كبيرة ومهمة، مشددًا على ضرورة أن يعكف الدارسون على إفراد دراسة واقعية وميدانية فى هذا الباب.
أضاف  أن اليتيم اللقيط الذى لا نسب له ولا مأوى له لا بد أن نبذل جهودًا كبيرة لرعايتهم لأن عدم رعايتهم ستكون له آثار سلبية عليهم وعلى المجتمع فى المستقبل، مؤكدًا أن اللقيط يحتاج لرعاية أشد من اليتيم.
وطالب مفتى الجمهورية القائمين على أموال الأيتام بأن يتعاملوا مع هذه الأموال معاملة حسنة، وعليهم أن يدربوا الأيتام على التعاملات المالية قبل أن يدفعوا إليهم أموالهم، وعلى كيفية التصرف فى هذه الأموال تصرف العقلاء مؤكدًا أن هذا حق من حقوق اليتيم.
وعن كفالة الأيتام أكد مفتى الجمهورية أنها مسئولية المجتمع فهو مطالب برعاية اليتيم، مشيرًا إلى أن دور الأيتام تقوم بدور مهم وكبير فى هذا الصدد، مشيرًا إلى أن بعضًا من جمعيات ودور الأيتام بها جزء من المخالفات فى حق الأيتام وعليهم أن يتجنبوا هذه المخالفات حتى لا تترك أثرًا فى نفس الطفل يحمله فى كبره على أن يكون ناقمًا وساخطًا على المجتمع.
وطالب مفتى الجمهورية بضرورة وضع برامج تربوية فى دور الأيتام ومجهولى النسب يقوم عليها متخصصون من أصحاب الكفاءات، لأنهم منوط بهم بناء الإنسان، ويعد هذا نوعًا من التكافل الذى حث عليه الإسلام، ومن ثم سيخرج جيل لديه انتماء للوطن وللإنسان.
من جانبه  قال د. محى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إنه لا يوجد مانع شرعى من الاحتفال بهذه المناسبة وإدخال السرور على الأيتام، مشيراً إلى أن من يُحرّمون الاحتفال بيوم اليتيم لا يدركون أهمية بيان الجوانب الإنسانية للإسلام.
أضاف عفيفى إلى أنه فى هذا الإطار فإن المجمع وجه وعاظ الأزهر فى مختلف المناطق على مستوى الجمهورية لزيارة دور اليتامى لإدخال السرور عليهم فى هذه المناسبة وإشعارهم بأنهم إذا كانوا قد فقدوا آباءهم فإن المصريين جميعاً يمثلون آباءهم، حيث تم توجيه مناطق الوعظ إلى أهمية بيان المعانى الإنسانية للإسلام فى رعاية الفقراء والمحتاجين واليتامى.
أضاف عفيفى أن الاحتفال باليتيم يكون بتوفير سبل الرعاية اللازمة والاهتمام به طوال العام، مشيراً إلى أن كفالة اليتيم ورعايته تحتاج إلى تنمية الوعى المجتمعى بحقوق هذه الفئات؛ لتخريج أجيال لديها انتماء وطنى واستعداد لخدمة المجتمع وأهله.. فيما يرى  د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية أنه يجوز تخصيص يوم لليتيم لدعوة الناس لمساعدة اليتامى، حيث أوصانا الله باليتامى إذا وجد اليتيم، مشددا  أن بر اليتيم مستحب، وأن يتم تخصيص يوم لليتيم لتذكير الناس به مالم تستطع مساعدته طوال العام، ولما نسى الناس وكثر انشغالهم جعل اليوم لتذكير الناس باليتامى لمحاولة مساعدتهم والوقوف بجوار هؤلاء المساكين.
 وأشار عاشور، إلى أن تخصيص يوم لليتيم لا يعنى تركه طوال العام دون مساعدته، وقال :» إن من يحرم الاحتفال باليتيم تحت إدعاء  أنه من الغرب  نقول له : إنه ليس كل ما يأتى من الغرب يكون حراماً وخاصة أنه ليس ضد الشريعة، وهناك ما يأتى من الغرب وموافق للشريعة، وخاصة أنه من العادات وليس العبادات.
 وأوضح أن كفالة اليتيم تعنى الاهتمام بجميع شئونه من طعام وشرب وتعليم وتربية، وقال: إن كلمة الكفالة كلمة عامة لا تعنى الانفاق فحسب وإنما التربية والتعليم.. بحيث تكون كفالة اليتيم كتربية الابناء».. أضاف أن من لا أبناء له لا ينبغى أن يعتقد أنه لن يكون له احد يدعو له بعد مماته فقد يكون للإنسان ابناء لكن لا يذكرونه بعد وفاته.. بينما آخر لا ولد له عمل صالحًا وكفل يتيمًا فظل الدعاء له موصولًا بعد موته،وشدد أن اليتيم ليس فقط من مات أبوه ولكن من كان أبوه لايهتم به  ولايعطف عليه.