الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. هنا مرت العذراء والسيد المسيح بسلام

رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. هنا مرت العذراء والسيد المسيح بسلام
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. هنا مرت العذراء والسيد المسيح بسلام




تحقيق- علاء الدين ظاهر

إذا كان فى حياة كل شعب أحداث يفتخر بها، فإنه من الأحداث الفارقة فى تاريخ مصر مجىء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر، حيث كانت مشيئة الله أن تكون ملجأ للعائلة المقدسة، فحق لمصر أن تفخر بذلك الشرف الخالد المجيد، والذى زاد فى أكتوبر الماضى حينما أقام البابا فرانسيس بابا الفاتيكان قداسة بارك خلاله أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر، وفى يناير الماضى أعلنت مؤسسة»أوبرا رومانا»المسئولة عن ملف الحج بالفاتيكان، مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى الكتالوج الخاص بحج الفاتيكان عام 2018، وشمل الكتالوج الأماكن التى مرت بها العذراء مريم والسيد المسيح بمصر.
 وإذا كانت عدة جهات فى الدولة تشترك فى تحمل مسئولية هذا الملف والتعامل معه، فإن وزارة الآثار لها نصيب كبير فى ذلك خاصة أن أغلب المواقع والأماكن التى تقع ضمن مسار العائلة المقدسة إنما هى آثار ومسجلة، ولذلك سألنا د.محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، عن مدى إهتمام وزارة الآثار بهذا الملف وتأهيل المواقع لإستقبال الزوار المتوقع قدومهم لمصر، كما سألنا خبراء عن كيفية الاستفادة من ذلك الحدث وإستغلاله سياحيا ليدر عائدًا ماديًا.

5 محطات رئيسية
د.محمد عبد اللطيف قال لنا إن وزارة الآثار مهتمة بتطوير المواقع الأثرية القبطية التى مرت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر، والتى تنقلت فيها من ساحل سيناء إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أواسط الصعيد، كذلك فإن الوزارة تولى إهتماما بإحياء مسار العائلة المقدسة وسبل الترويج لها سياحيا باعتبارها تراثًا مصريًا استثنائيًا عالميًا، وفى هذا الصدد قامت الوزارة بعدة إجراءات لتوثيق وتطوير محطات رحلة العائلة المقدسة والترويج لها سياحيًا.
وتابع: الإجراءات بدأت بتوثيق تلك المحطات عبر تشكيل لجنة بقرار وزير الآثار رقم 316 بتاريخ 24-5-2016، وهذه اللجنة كانت مهمتها إعداد الدراسات والمواقع التى تخص رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، ووضع مسارات الرحلة على الخريطة السياحية العالمية، وقامت اللجنة بجمع جميع الدراسات السابقة التى تخص مسارات الرحلة وجمع المادة العلمية الموجودة بالوزارة، والتى تخص المواقع المسجلة فى عداد الآثارالإسلامية والقبطية سواء كانت صور أو خرائط أو رسوم،  كذلك صور ومادة علمية ذات علاقة برحلة العائلة المقدسة.
وأشار إلى أنه تم حصر المواقع التى يعتقد أنها قد تنتمى إلى محطات زيارة العائلة المقدسة ودراستها، وزيارة العديد من المواقع للوقوف على حالتها وإحتياجاتها، وإعداد ملف لها طبقا لشروط منظمة اليونسكو لرفعه على قائمة التراث العالمى، سواء كان تراثًا ماديا أو لا مادى، وبدأت اللجنة بزيارة كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة وأديرة وادى النطرون ودير درنكة بأسيوط، وكنيسة العذراء مريم بمسطرد وكنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب بسمنود الغربية، وذلك بالتعاون مع فريق الإدارة العامة لنظم المعلومات والجغرافيا.
وكشف أن اللجنة إنتهت من تحديد 5 محطات رئيسية من رحلة العائلة المقدسة، والتى تعد من المواقع المتاحة أمام السياحة المحلية والدولية، خاصة منطقة مصر القديمة، وهى كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادى وهى غير مسجلة ضمن الآثار، وأديرة وادى النطرون «دير السريان والبراموس والأنبا بيشوى».
وأوضح أن اللجنة بالتنسيق مع إدارة المنظمات الدولية بالوزارة من تحديد معيار الاختيار وبنود السلامة والأصالة للمحطات الخمس وفقا لشروط اليونسكو، وتحديد عنوان خاص بالمسار وهو «محطات من مسار رحلة العالة المقدسة»، وذلك لرفعها على قائمة التراث العالمي، وتم الانتهاء من كافة البيانات العلمية الخاصة باستمارة القائمة التمهيدية للتراث العالمي، والتى يتوقع إمكانية تسجيل محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر عليها، وجارى حاليا المراجعة النهائية للاستمارات قبل إرسالها للجنة الدائمة للتراث العالمى «اليونسكو».
وعن مشاريع الترميم، قال أنه تم الانتهاء من ترميم كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة وهى أحد مواقع المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة فى مصر، كما تم الانتهاء من عدد كبير من المبانى المتضررة من السيول فى أديرة وادى النطرون، حيث تم فى دير السريان الانتهاء من ترميم كتيسة العذراء الأثرية وكنيسة الأربعين، كذلك الانتهاء من ترميم «إحلال وتجديد» القلالى الحديثة الملاصقة للسور الشمالى للدير، وما زالت أعمال الترميم جارية ومستمرة بالدير.
وفى دير البراموس تم الانتهاء من ترميم الكنيسة الرئيسية، كما تم الانتهاء من ترميم الجزء الشرقى من السور الأثرى للدير وجارى أعمال «إحلال وتجديد» القلالى الحديثة داخر الأسوار، وفى دير الأنبا بيشوى تم الانتهاء من ترميم كل من كنيسة الرهبان والقلالى الأثرية الملاصقة للسور الجنوبى والطاحونة الأثرية، كما تم الانتهاء من ترميم كنيسة الأنبا بيشوى من أعلى السطح، وكذلك الجدران من الخارج وجارى الترميم من الداخل.
 وكشف أنه تم إعداد مقترح لتطوير منطقة شجرة مريم بالمطرية وعمل كتيب علمى لها، كما تم تشكيل فريق عمل بناء على ما عرضه مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وبقرار الأمين العام رقم»6887»، وذلك لإعداد الدراسات اللازمة لوضع تصور لتطوير كل من دير السيدة العذراء مريم بمحافظة المنيا ودير المحرق بأسيوط وتجهيزهما للزيارة وإعداد المادة العلمية الخاصة باللوحات الإرشادية لهما ومسار الزيارة، وتم الانتهاء منهما بالفعل وعرضهما على د.خالد العنانى وزير الآثار.
وأضاف: جارى حاليا التنسيق مع وزارة السياحة والجهات الأمنية المختلفة لتأمين الأفواج الخاصة برحلة العائلة المقدسة فى مصر «المرحلة الأولى»، والتى تتضمن كل من كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادى «غير مسجلة كآثار» وكنيسة أب سرجة بمصر القديمة وأديرة وادى النطرون «بيشوى-السريان-البراموس»، كما تم حصر الاحتياجات الخاصة بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وجارى توفيرها من خلال اللجنة الأمنية بوزارة السياحة.
 تحيا مصر
د.حسام شلبى مدير تطوير الأعمال بشركة بوابة مصر للعالم الرقمية إحدى شركات صندوق تحيا مصر قال أنهم أعدوا مقترحا يضم عدة محاور لتنمية لمسار العائلة المقدسة، مشيرا إلى أن البوابة هى المنصة القومية المتكاملة لمصر، وتعمل على الترويج لجميع الموارد المصرية بأساليب تكنولوجية غير تقليدية بالتنسيق مع الوزارات والهيئات، وتهدف إلى إنشاء منظومة إلكترونية متكاملة، تعمل على التكامل بين الآثار والسياحة والطيران والبيئة والثقافة والشباب والرياضة واستخدام أحدث الأساليب التسويقية فى ذلك.
وأوضح أن مقترحهم يتضمن إستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضى والواقع المعزز لتصوير مسار العائلة المقدسة بمصر، وتقديم الدعم الاستشارى للكيانات الراغبة فى إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتقديم خدمات إلى السائحين، فى مناطق مزارات العائلة المقدسة وتسويقها أليكترونيا، وتسويق المنتجات اليدوية والحرفية للأهالى بمناطق مسار العائلة المقدسة عبر المنصة الاليكترونية للشركة، ومساعداتهم فى انشاء متاجر إليكترونية خاصة بهم.
وتابع: كذلك تسويق مسار العائلة المقدسة سياحيا من خلال بيع برامج رحلة العائلة المقدسة للشركات السياحة المصرية، وعرض جميع المعلومات الموثقة عن المسار واتاحة بيانات جميع الخدمات التى تتوفر بهذة المناطق، حيث أن رحلة العائلة المقدسة لمصر تتضمن حوالى 25 مسارا، وتمتد لمسافة ٢٠٠٠ كيلومتر من سيناء حتى الصعيد، والمرحلة الأولى للمسار تتضمن العريش والفرما وتل بسطا ومسطرد وبلبيس وسمنود وسخا ووادى النطرون.
 وإستطرد: والمرحلة الثانية للمسار تتضمن «أون» هليوبوليس وتضم المطرية وعين شمس، ثم المنطقة التى يوجد بها الان باب زويلة وكنيسة العذراء بابليون»مصر القديمة»، حيث كنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة باسم الشهيدين سرجيوس وواخيس، ثم ركبت مركب نيلى للمعادى حيث كنيسة العذراء، والمرحلة الثالثة للمسار منف ثم البهنسا ودير الجرنوس وكنسية مريم ثم إلى جبل الطير والأشمونين، واتجهوا لديروط بأسيوط فالقوصية فدير المحرق ثم إنتهت الرحلة فى جبل درنكة.
وأشار إلى أنهم يضعون ضمن مقترحهم:تشجيع من يرغب من الاهالى على اقامة المطاعم التى تقدم الاكلات المصرية طبقا لمعايير الصحة العامة، مع رفع كفائة الفنادق القريبة من المسار وتوفير الدعم التقنى لتدريب العمالة بالمشروعات السياحية بالمسار، وتشجيع الشركات والكيانات الاقتصادية على توفير دعم مادى للبرامج سابقة الذكر.
 وأضاف: السياحة الدينية فى العالم فى ازدياد مطرد حيث بلغ عدد السائحين لاغراض دينية حوالى 300 مليون سائح وعائدات تصل إلى 18 مليار دولار، وتشكل السياحة الدينية حوالى 25 % من أجمالى السائحين بأمريكا، وبمصر يتم احتساب الرحلات الدينية من اجمالى القادمين لغرض ثقافى، والذين بلغ عددهم 55000 سائح عام 2015، بنسبة 7 % من اجمالى القادمين إلى مصر، وتهدف بوابة مصر للعالم إلى استجلاب مثل هذا العدد كبداية تشغيلية.
الاحتفالات والموالد
مريم عز شكرى حاصلة على ماجستير فى الإرشاد السياحى عن «رحلة العائلة المقدسة وكيفية توظيفها لخدمة السياحة الدينية»، قالت أنه يمكن إستثمار رحلة العائلة المقدسة سياحياً، وذلك بتشكيل لجنة تضم جميع الوزارات والجهات المعنية للتنسيق فيما بينها، وعمل تغطية واسعة بكل وسائل الأعلام المرئية والمكتوبة.
وشددت على ضرورة مشاركة رجال الأعمال فى القطاع السياحى بوجه خاص، فى الترويج والتسويق السياحى لرحلة العائلة المقدسة، وإطلاق العنان لشركات السياحة لتكون شريكة لوزارة السياحة فى كل الإجراءات حتى يتم إستيعاب أعداد أكبر فى الخارج، مع عمل دورات تدريبية وورش عمل مكثفة للمرشدين السياحيين على وجه الخصوص، للتعريف بمسارات رحلة العائلة المقدسة ليكونوا على دراية بها وإدراجها فى البرامج السياحية.
 وقالت أنه من الضرورى نشر الوعى بين سكان مناطق المسار، للحفاظ على المنطقة ومساهمة منهم فى الترويج، عن طريق إقامة بازارات يكونون مسئولين عنها فى كل منطقة، وبذلك سيتم إيجاد فرص عمل للشباب وزيادة الدخل القومى وانتشار الوعى بين أهالى المناطق، ولا بد من توزيع كتيب من شركات السياحة على الأفواج السياحية يُدرج فيه أماكن الرحلة وبعض الوثائق.
وطالبت بإستغلال الموروث السياحى الدينى، مثل الإحتفالات القبطية والموالد مثل جبل الطير ودير المحرق، بتجهيز عروض من الكورال وبانوراما متعددة اللغات، وإنشاء بزارات للهدايا التذكارية بدلا من الباعة الجائلين، وتخصيص مكان للألعاب لعدم حدوث فوضى فى المكان، ووضع لوحات إرشادية لإتساع المكان، مع تشكيل لجان تنظيم «الكشافة» لسهولة الحركة.