الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترامب يفتح النار على نفسه بقرار الانسحاب من سوريا

ترامب يفتح النار على نفسه بقرار الانسحاب من سوريا
ترامب يفتح النار على نفسه بقرار الانسحاب من سوريا




كتبت – داليا طه


أبلغ الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مساعديه بالبيت الأبيض عن رغبته فى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وبهذا القرار، يفتح ترامب النار على نفسه خاصة أن عددا من المستشارين والمسئولين يرون أن تلك الخطوة قد تزيد من النفوذ الإيرانى والتركى فى المنطقة.
وأوضح مسئولون أمريكيون مطلعون على الخطة أنه من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطنى الأمريكى اجتماعا فى بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» فى سوريا.
وأكد مسئولان آخران بالإدارة الأمريكية تقريرا لصحيفة «وول ستريت جورنال»  بأن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود التعافى فى سوريا مع قيام إدارته بإعادة تقييم دور واشنطن فى الحرب الدائرة هناك منذ فترة طويلة.
وكشف ترامب خلال كلمة فى ريتشفيلد فى أوهايو عن رغبته فى سحب القوات الأمريكية من سوريا قريبا جدا، وتسليم المسئولية الأمنية لـ»الآخرين»، وهو ما أثار لغطا، ليس فقط لدى الأطراف المعنية بالملف السورى، بل كذلك ضمن أروقة البيت الأبيض.
ولاحظ مراقبون أن الرئيس الأمريكى ناقض نفسه بهذا الإعلان، فهو تعهد، من قبل، بعدم التحدث عن الخطط العسكرية التى تعمل عليها بلاده، لكنه بهذا الإعلان كشف أمرا عسكريا حساسا.
وفى حين رأى بعض المتابعين أن هذا الإعلان هو مجرد مناورة، وأن كلمة «قريبا» قد تمتد لسنوات، فإن آخرين وجدوا فيها سعيا أمريكيا لانتهاج سياسة جديدة فى الشرق الأوسط لم تتضح معالمها بعد.
ومن المعروف أن الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا يهدف إلى تحقيق أربع مهام معلنة، هى القضاء على تنظيم داعش المتشدد، وتحجيم النفوذ الإيرانى فى مقابل تقوية نفوذ الحلفاء على الساحة السورية، وحماية شركاء واشنطن خصوصا الأكراد الذين لعبوا دورا مهما فى إلحاق الهزيمة بالمتشددين، والهدف الرابع هو العمل على إضعاف الرئيس السورى بشار الأسد بحيث لا يكون له أى دور فى مستقبل البلاد.
وربط ترامب قرار الانسحاب بهزيمة داعش الذى تلقى ضربات موجعة فى كل من سوريا والعراق.
وأعرب مراقبون عن استغرابهم من هذا التبرير، مشيرين إلى أن داعش قد تعود إلى الواجهة مجددا، خصوصا فى سوريا التى لا يزال التنظيم المتشدد ينشط فى جيوب فى محافظة دير الزور السورية، المتاخمة للحدود العراقية.
وأضاف المراقبون أن إيران أيضا تصول وتجول فى الساحة السورية، معتبرين أن مغادرة القوات الأمريكية ستمنح طهران المزيد من القوة والنفوذ لخلط الأوراق، وهو ما سينعكس سلبا على حلفاء واشنطن.
وفى هذا السياق رأى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان «أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى فى سوريا لفترة متوسطة على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل»
وأوضح الأمير محمد بن سلمان، الذى يزور الولايات المتحدة حاليا، خلال حديثه لمجلة «التايم» الأمريكية أن «وجود القوات الأمريكية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران، عن مواصلة توسيع نفوذها»، لافتا إلى أن وجود هذه القوات «يسمح أيضا لواشنطن بأن يكون لها رأى فى مستقبل سوريا».
وكان الجيش التركى دخل مدينة عفرين السورية قبل نحو أسبوعين، فيما هدد الرئيس التركى بمواصلة العملية العسكرية لتمتد إلى مدينتى تل رفعت ومنبج وصولا إلى مدن فى شرق الفرات حيث يتواجد نحو ألفى جندى أمريكى.
ورأى محللون سياسيون أن تركيا لن تجازف بدخول تلك المناطق فى ظل الوجود العسكرى الأمريكي، لكن فى حال انسحب الأمريكان، فإن الأرضية ستكون مهيأة للتدخل التركى.
وكان وزير الخارجية الأمريكى السابق ريكس تيلرسون قال: إن القوات الأمريكية يجب أن تبقى فى سوريا من أجل منع تنظيم داعش والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة «تقوية موقعها أكثر فى سوريا».
ورجح مراقبون أن قرار الانسحاب قد يفجر خلافا بين ترامب وبين مسئولين ومستشارين كبار فى إدراته يطالبون بتقليص النفوذ الإيرانى فى سوريا، والمنطقة عموما.