الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«سكريبال» يشعل الحرب الباردة

«سكريبال» يشعل الحرب الباردة
«سكريبال» يشعل الحرب الباردة




كتبت- أمانى عزام

 

تسارعت تطورات الأزمة بين بريطانيا وروسيا على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسى المزدوج «سيرجى سكريبال» وابنته «يوليا»، بأحد المراكز التجارية جنوب بريطانيا، حيث حملت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، روسيا مسئولية محاولة اغتيال الجاسوس، كما أعلنت حزمة من الإجراءات ضد موسكو كان أبرزها طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا وعدم مشاركة وزراء أو أفراد من العائلة المالكة فى كأس العالم الذى تستضيفه روسيا هذا الصيف، فضلا عن تجميد أصول الدولة الروسية فى بريطانيا، إذ تتهم لندن موسكو بالمسئولية عن الهجوم، إلا أن روسيا تنفى.
وردت روسيا بالمثل على بريطانيا وطردت 23 من دبلوماسييها، ليتساوى طاقمها الدبلوماسى فى موسكو مع التمثيل الدبلوماسى الروسى فى لندن.
وتزايدت حدة الموقف بعد أن طردت 29 دولة 145 مسئولا روسيا تضامنا مع بريطانيا، كما أمر حلف شمال الأطلسى (الناتو) أيضا بطرد عشرة روس من بعثته فى بروكسيل،  وكان للولايات المتحدة الأمريكية  أكبر عدد من الدبلوماسيين الروس  المطرودين إذ طردت60 دبلوماسيا، وأغلقت القنصلية الروسية فى سياتل.
واعتبرت الخطوة أكبر عملية طرد جماعية لضباط استخبارات روس فى التاريخ، وأسوأ أزمة دبلوماسية بين الغرب وروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم.
وردت روسيا بإعلان أن 58 دبلوماسيا أمريكيا فى موسكو ودبلوماسيين اثنين فى ياكتيرينبرغ «أشخاص غير مرغوب فيهم، «واستدعت موسكو السفير الأمريكى لديها لإبلاغه بالقرار.
وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، إن بلاده قررت طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا ردا على قرار واشنطن بطرد الدبلوماسيين الروس، وإغلاق القنصلية الأمريكية فى مدينة سان بطرسبرج.
وقالت الولايات المتحدة إنها كانت تتوقع الإجراء الروسى وحذرت من أنها قد تتخذ إجراءات إضافية.
ألقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف باللائمة على «الضغوط الشديدة من الولايات المتحدة وبريطانيا بذريعة ما يسمى بقضية سكريبال»، مؤكدًا على المطالبات الروسية بإتاحة الوصول والتحدث إلى «يوليا سكريبال»، وهى مواطنة روسية.
وأضاف أن روسيا تسعى للقاء مع كبار مسئولى منظمة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية «للوصول إلى الحقيقة».
كما استدعت روسيا لورى برستو السفير البريطانى لديها، لتسلم خطاب احتجاج نص على أن «الإجراءات الاستفزازية» من قبل بريطانيا والتى أدت إلى قرار دول أخرى طرد دبلوماسيين روس.
وجاء فى الخطاب أيضا أنه يتوجب على بريطانيا أن تخفض أعدادا أخرى من دبلوماسييها فى روسيا، إذ طالبت  موسطو لندن بسحب «ما يزيد قليلاً عن 50» دبلوماسياً آخرين، مع تفاقم حدة خلاف بين موسكو والغرب.
وقال مارك سيدويل، مستشار بريطانيا للأمن الوطني، إن الهدف من طرد دبلوماسيين روس من دول غربية هو كشف العملاء السريين لأجهزة المخابرات الروسية.
واتهمت الخارجية الروسية فى بيان رسمى الدول التى اتخذت قرارات بإبعاد دبلوماسييها «باتباع» بريطانيا «بشكل أعمى».
وأضاف البيان أن روسيا «لاعلاقة لها بالهجوم على سكريبال متهمة بريطانيا «باتخاذ قرارات منحازة».
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أمام مجلس العموم إنها تقدر القرارات التى اتخذتها الدول الصديقة والحليفة، وقالت إن تلك أكبر عملية إبعاد جماعية لدبلوماسيين روس فى التاريخ.
واعتبرت ماى أن الخطوة رسالة قوية لروسيا بأن الغرب لن يتسامح مع «محاولاتها المتكررة لانتهاك القانون الدولى وعرقلة قيم الغرب».
ويأتى ذلك بعد ساعات من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طرد 60 دبلوماسيًا روسيًا من الأراضى الأمريكية.. كما هددت بريطانيا بإغلاق الملحقية التجارية الروسية فى لندن معتبرة أنها تمثل «وكر للجواسيس» كما أتهمت الكرملين بـ « تأجيج الحرب الكلامية». ومن جهته حذر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن العالم يخاطر «بالوصول إلى موقف مشابه، بصورة كبيرة، لما عشناه أثناء الحرب الباردة». كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تتدهور إلى وضع يشبه إلى حد كبير ما حدث خلال الحرب الباردة، مؤكدًا أنه حان الوقت لاتخاذ تدابير تضمن التواصل الفعال وتمنع التصعيد.