الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العراق يتبنى سياسة الحياد فى الصراع الأمريكى الإيرانى

العراق يتبنى سياسة الحياد فى الصراع الأمريكى الإيرانى
العراق يتبنى سياسة الحياد فى الصراع الأمريكى الإيرانى




كتبت – نشوى يوسف

أعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى عن سياسة النأى بالنفس عن الصراع الجارى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فهو يدرك جدياً مدى سخونة الأجواء بين واشنطن وطهران، مشيراً إلى أن «هذه السياسة تصب فى مصلحة بغداد».
فى تعليق على تصريحات العبادى يقول رئيس مجلس خبراء دعم صناع القرار العراقى د.حيدر حميد لـ«روزاليوسف» إن الصراع الأمريكى الإيرانى فى المنطقة هو صراع معقد ومتشابك، إيران فى  المنطقة لاعب كبير ومؤثر، وتسعى إلى أن يكون لها نفوذ فى محيطها الإقليمى  للحفاظ علي مصالحها القومية وهى بالتأكيد تتقاطع مصالحها مع الولايات المتحدة التى ترى فيها تهديدا لها وعلى حلفائها وعلى خططها الإستراتيجية فى المنطقة وتهديدا لأمن  إسرائيل.
وأضاف أن إيران نجحت فى أن تشكل تحالفا مع روسيا استطاع أن يجهض الرؤية الأمريكية فى إسقاط نظام الحكم فى سوريا وبالتالى إن الوجود الإيرانى فى سوريا وتحالفه مع حزب الله فى لبنان يشكل تهديدا جديا لإسرائيل، كما أن الولايات المتحدة تمهد السبيل لإلغاء الاتفاق النووى الإيرانى الأمريكى الذى تراه إدارة ترامب خطأ ارتكبته إدارة  أوباما  يدفع بهذا الاتجاه الصقور فى داخل أمريكا لكنها تواجه معارضة الاتحاد الأوروبى وربما هذا الأمر يفسر لنا تأخر الإدارة الأمريكية فى إلغائه.
وأوضح أنه أمام مشهد تعقيدات الأوضاع فى المنطقة وطبيعة الصراعات الإقليمية على أكثر من صعيد بين أمريكا وإسرائيل والسعودية وخطورتها كانت سياسة الدكتور حيدر العبادى تتجه نحو نأى العراق بنفسه عن الصراعات الإقليمية وعدم الانخراط فى أى تحالف مع هذه الجهة.
من جانبه، أوضح الباحث السياسى العراقى هاشم الشماع لـ«روزاليوسف» أن الدستور العراقى لعام ٢٠٠٥ ينص على حرمة استخدام الأراضى والأجواء والمياه العراقية لأى اعتداء على أى دولة ومن ضمن تلك الدول هى إيران، كما أن العراق منذ ٢٠٠٣ اتخذ سياسة التوازن الدولية والحياد فى الصراعات إلا فى حال التدخل الإيجابى لنزع فتيل الأزمة كما فعل فى الملف النووى الإيرانى عندما جمع الدول الخمسة + إيران، لأن العراق يدرك قبل غيره أن أى انخراط فى أى تحالف سيدفعه ثمناً كبيراً وسيخسر علاقاته الدولية وستتضرر المصالح، وبالرغم من هذه السياسة الحيادية أيضاً دفع العراق الثمن فى الملف السورى عندما وقف على الحياد ولَم ينخرط فى أى حلف وكانت النتيجة داعش وجرى ما جرى.. وأضاف أنه على الرغم من كل الذى حدث سياسة الحياد هى أفضل للعراق من التخندق والدليل أنها أكسبته احترام الدول جميعاً، موضحا أن العبادى لم يخطئ بتصريحه بالنأى لأن هذه السياسة هى مفتاح لتوثيق علاقات أمتن فى المحيط والجوار والدولى رغم ضغط واشنطن على العراق بترك الحياد والانضمام إلى معسكرها لكن أستطيع القول أن العراق تجاوز الضغط الأمريكى بنجاح.