الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سبيل الشماشيرجى صاحبه كان «غّسال».. ووكالته ملجأ للحرفيين الفقراء

سبيل الشماشيرجى صاحبه كان «غّسال».. ووكالته ملجأ للحرفيين الفقراء
سبيل الشماشيرجى صاحبه كان «غّسال».. ووكالته ملجأ للحرفيين الفقراء




كتب - علاء الدين ظاهر

 

«شماشيرجي»..قد تبدو الكلمة غريبة علي الأذن لكن لو رجعت بذاكرتك عزيزي القارئ لأفلام الأبيض والأسود لتذكرت أنك ربما سمعتها ذات مرة أو مرات..وهذه الكلمات كان لا بد منها لتكون مدخلنا لمعرفة حكاية مدفن وسبيل حسين بيك الشماشيرجى بأول القرافة جهة ميدان السيدة عائشة، والتي أخبرنا بها أبو العلا خليل المؤرخ والباحث المتخصص في الأثار الإسلامية.
 قال أبو العلا: منشئ هذا المدفن والسبيل الملحق به هو الأمير حسين بيك الشماشيرجى عام 1230هـ/ 1815م، والشماشيرجى تحريف جرى على لسان العامة للكلمة التركية «جماشيرجى» وتعنى الغسال، حيث إن جماشير تعنى غسيل وجى بمعنى صاحب، وهى اضافة الى الحرفة او الصنعة، وقد ذكره د. محمد حسام الدين اسماعيل فى كتابه «مدينة القاهرة من ولاية محمد على إلى إسماعيل».
 كان الأمير حسين بن عبدالله شماشيرجى أحد كبار رجال دولة محمد على باشا، وقد بنى وجدد عددا كبيرا من المبانى، خاصة فى المنطقة المحصورة بين شارع سوق السلاح وشارع محمد على ومنطقة الدرب الأحمر والحسينية، ومن منشآت الأمير الشماشيرجى بيته بناحية سويقة العزى، والتي أنشأها الأمير عزالدين ايبك العزى نقيب الجيوش أيام الملك الأشرف خليل بن السلطان المنصور قلاوون.
 وقد كانت دار حسين بيك الشماشيرجى على قدر كبير من الفخامة، فجعلت منزلا لضيوف الدولة وعن ذلك يذكر الجبرتى فى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار فى حوادث شهر شوال عام 1235هـ/ 1820م»وفى هذا الشهر حضر أشخاص من بلاد العجم وصحبتهم هدية الى الباشا محمد على وفيها خيول، فأنزلوهم ببيت حسين بيك الشماشيرجى بناحية سويقة العزى».
 كما انشأ الأمير حسين بيك الشماشيرجى بشارع تحت الربع تجاه زاوية الجلشنى وكالة تعرف «بوكالة الشماشيرجى»، وجعلها كوحدات سكنية لأصحاب الحرف الفقيرة ليمكنهم من الإقامة مع أفراد أسرهم، لتوفير تكاليف وجهد التنقل بين مناطق العمل ومناطق السكن، وكان لسبيل حسين بيك الشماشيرجى شباك واحد للتسبيل يطل على شارع القادرية، أما حوش الدفن فببابه من شارع الأقدام وله قبتان.