الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر فى عيون مشايخ.. «مش» مصريين





فى الوقت الذى تمر فيه مصر بمحنة اقتصادية وخلافات بين أطراف سياسية قيد الله لمصر دعاة من خارجها ينبهون الناس لفضل مصر ومكانتها ويدعون المصريين للوحدة والعفة، موضحين أن مصر لن تكون إلا بلدا آمنا، وان أهلها فى رباط وعليهم فقط أن يعودوا إلى وحدتهم.

فمن جهته قام الداعية السعودى عائض القرنى بزيارة لمصر من أجل بيان مكانتها ووصف أهلها بانهم أوس العرب وخزرجهم وان العرب ينتظرون نهضتهم، وأكد أن مصر ستظل آمنة والقى قصيدة ألفها فى حب مصر جاء فيها:

من بلاد الوحى أهدى مصر عطرا.. قبلات الشوق ريحانًا وزهرا

أنتِ يا مصر ملاذًا للهدى.. اجلسى يا مصر فوق الشمس فخرا

ثورة البركان فى مصر غدت.. قصةً يكتبها التاريخ دهرا

وطالب الشيخ عائض القرني، الشعب المصرى بالتوحد واجتماع الصف والاعتصام بحبل الله، ناصحا الدعاة المصريين بترك «الإقصاء والسب والفضيحة»، مشيرًا إلى أن مصر تتسع للجميع، وأن «كل مصرى على أرض مصر له حق فى المواطنة بشرط ألا يخرب أو يفسد».

وطالب المصريين بإغلاق ما أسماه بـ«مدرسة السب والفضيحة» لتحل محلهما مدرسة «فاعف عنهم وادفع بالتى هى أحسن»، حتى يطمئن أهل مصر بخطاب الرحمة والمحبة»، مشيرًا إلى أن مصر عرفت عبر تاريخها بالوسطية السمحة.

وقال: «إن الله لم يسمنا باسم جماعة إسلامية أو حزب أو طائفة وإنما سمانا جماعة مسلمة وديننا ليس ثقافة مجردة ولا فلسفة عقيمة «موجها نداءه للمفكرين ورجال الإعلام فى مصر بأن «سبيل الإسلام يتسع الجميع».

ومن جانبه أكد الشيخ الدكتور: محمد بن عبدالرحمن العريفى - خطيب جامع البواردى بالرياض- عن «فضائل مصر «أن من شاهد الأرض واقطارها والناس انواع واجناسا ولا رأى مصر ولا اهلها فما رأى الدنيا ولا الناس، هى أم البلاد وهى أم المجاهدين والعباد قهرة قاهرتها الامم ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، هى بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوى الغرية فكم لمصر واهلها من فضائل، ومزايا، وكم لها من تاريخ فى الإسلام وخفايا منذ أن وطئتها اقدام الأنبياء الطاهرين ومشت عليها اقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين.

إذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام فإن عمر رضى الله تعالى عنه، أرسل إلى عامله فى مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصنعت الكسوة من عهد عمر رضى الله عنه وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك فى مصر سنة تلو سنة حتى مرت اكثر من الف سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلى مكة ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة.

وأكد أن الله تعالى ذكر مصر فى القرآن وبين الله جل وعلا اسمها صريحا فى اربعة مواضع فى كتابه، تشريف لها وتكريما فقال الله جل وعلا (وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ)، كما لم يذكر الله تعالى قصة نهر فى القرآن إلا نهر النيل قال جل وعلا : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلا تَخَافِى وَلا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص:7] يعنى فى نيل مصر.

وشدد على أن مصر وصى النبى صلى الله عليه وسلم الأمة كلها بمصر وبأهلها فقال بأبى هو وامى [ إذا فتحتوا مصر فاستوصوا بمصر خيرا فإن لهم ذمة ورحمة ]، فهى وصية للأمة كلها لكل من تعامل مع المصريين أن يحسن اليهم وان يكرمهم وان يعرف قدرهم وان يقف معهم عند حاجتهم وأن ينصرهم عندما يؤذون، الهدية اليهم من افضل الهدايا، واذيتهم من أعظم الرزايا، ولم يكتف نبينا صلى الله عليه وسلم بمدح مصر واهلها بل امر بالاحسان حتى إلى اقباطها فقال عليه الصلاة والسلام [ الله الله فى قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون عليكم عدة وعون فى سبيل الله ] رواه الطبرانى وصححه الألبانى.

وأكد ان المصريين يكفيهم شرفا وفخرا أن الله تعالى اختار منهم الأنبياء وجعل الله تعالى الأنبياء يسكنون بين ظهرانيهم، فهذا الخليل ابراهيم شيخ الموحدين، وافضل المرسلين، وجد خاتم النبيين اتى مصر مع زوجه سارة وتزوج هاجر المصرية، وهذا يعقوب عليه السلام دخلها مع ابنائه الأنبياء فيها توفوا ودفنوا فيها، وهذا يوسف عليه السلام سكن مصر وحكم فيها وتوفى ودفن فيها، وهذان موسى وهارون -عليهما السلام ولدا فى مصر وعاشا فيها، وهذا يوشع ابن نون ولد فى مصر وعاش فيها، وهذا الخضر، وهذا ايوب واشعيا وارميا -عليهم افضل الصلاة والسلام -كلهم دخلوا مصرا ومنهم من مات فيها.

أضاف: انه يكفى نساء مصر فخرا، وعزا، وشرفا أن سيد الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم -كانت جدته هاجر مصرية، وأم ولده مارية مصرية، ويكفى المصريات فخرا أن ماء زمزم تفجر اكراما لامرأة مصرية ولابنها، ويكفى المصريات فخرا أن هاجر المصرية عندما سعت بين الصفا والمروة خلد الله تعالى فعلها، وأمر الأنبياء وسائر الاولياء والحجاج والمعتمرين بأن يسعوا كسعيها.

وأكد العريفى أن مصر هى بلاد العلماء الذين وصل اثرهم الى كل الدنيا، منهم صحابة كرام وتابعون اعلام، منهم الليث بن سعد وهو امام المصريين، كما أن اكثر أهل افريقيا وأهل المغرب يقرأون القرآن بالقراءة المصرية.

وقال : إن مصر بلد عظيم لا يزال له إلى اليوم مايؤمل له قيادة للأمة ومن السير على منهاج اجدادك من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، والمصريون لا تكاد تجد من القراء فى العالم من قراء القرآن وممن معهم اجازات واسانيد إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فى حفظ القرآن، إلا وجدت للمصريين عليه يداً.