الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«تنظيم» المصرى اليوم

«تنظيم» المصرى اليوم
«تنظيم» المصرى اليوم




محمود بسيونى يكتب:

الحقيقة أن المصرى اليوم لم تخطئ، بل تعمدت تشويه المشهد وتخريبه مع سبق الإصرار والترصد.
هى ليست المرة الأولى فهى تمارس نفس الدور منذ صدورها قبل 14 عاما، وتستغل مساحة حرية الإعلام اسوأ استغلال، يكفى أن تقع عيناك على كاريكاتير الصفحة الثالثة الذى يرسمه رسام الكاريكاتير السودانى أنور عبدالله الذى احتضنته مصر ثم يطعنها يوميا فى رسوماته لتعلم أن الجريدة لا تمارس المعارضة كما تدعى، بل تعادى الدولة المصرية وتستهدف اجهزتها.

محطة كونداليزا رايس

قد يدعى اصحاب الجريدة انهم يقدمون صحافة محايدة، أو شجاعة، أو حتى لقارئ محدد، ربما للخارج الذى اهتم بهذه الجريدة منذ يومها الاول بل وسعى مالكها لتوزيعها فى قطر، وكانت محطة على اجندة مستشارة الأمن القومى الأمريكى السابقة كونداليزا رايس صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة لتدمير الشرق الاوسط، وقاعدة الارتكاز بحسب وصف مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق واستشهد بما كتبه أنور الهوارى أول رئيس تحرير للمصرى اليوم بجريدة الأهرام المسائى عن الجريدة ومالكها فى 26 اكتوبر 2014، قال الهوارى نصا أن صحيفة «المصرى اليوم»، لها ظاهر معلن أمام الناس، ولها باطن تغلى فيه مراجل النار ثم تحدث عن اجندات المصرى اليوم واكد انها تتطوع أو تكلف أو تبادر، أو ذلك كله، لتقف إلى جانب الإرهاب، والفوضى، والخروج على الشرعية، والعمل خارج نطاق الدستور، بالاصطفاف إلى جانب جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة دستورًا وقانونًا.
فى الانتخابات البرلمانية عام 2005، حملت راية الإخوان، حملت المصحف والسيفين، حملت عبء الدعاية للإخوان، جندت نفسها لخدمة معركتهم الانتخابية.

 تبشر بدولة الإخوان

تقود «المصرى اليوم» - بحسب وصف الهوارى - الحرب على أركان ومقومات الدولة القائمة وتبشر بدولة الإخوان، وتروج لهم، وتدافع عنهم، وتنشر أفكارهم، وتكاد تندمج معهم، وتكافح حتى تحتكر هذه الوظيفة وتنفرد بها لنفسها وتسعى لوأد أى منافسة من غيرها من الصحف الخاصة، فهى تكاد تحتكر الحديث باسم الإخوان، وتنجح فى التغلب على منافستها «الشروق» فى هذا الملعب الخطير.
لم يكتف الهوارى بما سبق واضاف ان الجماعة والصحيفة كلتاهما ألغاز وأسرار..مستوطنة سرية هى الصحيفة..تنظيم سرى هو الجماعة..وساوى بين صلاح دياب ومهدى عاكف وبديع، وقال إنهم إخوان تجمعهم راية واحدة، ليست راية الإسلام، وليست راية حرية الصحافة.. وإنما راية الفوضى الخلاقة.
كان ما سبق قبل يناير، لكن فى يناير لعبت الجريدة دور المحرض والمحفز على التظاهر وظهرت صفحة الورد اللى فتح فى جناين مصر من اعداد مدير تحرير الجريدة «عمر الهادى» وفيها من المغالطات الكثير، حيث كانت غالبية الصور لشباب توفى ولكن لسبب اخر غير الاشتباكات ومكان اخر غير ميدان التحرير، بل ومنهم شابة انتحرت، لم يتوقف احد فى الجريدة امام تلك الحقائق، فالنبرة الاشتراكية الثورية تحديدا كانت هى الغالبة منذ ذلك التوقيت، مع انتقال نشطاء الى كادر الصحفيين فى الجريدة، تكرار للحالة التى يجسدها خالد البلشى فى الصحافة، والعلاقة الخاصة التى تجمعه بعمر الهادى المسئول السابق فى حملة الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح وأحمد محجوب، وإيهاب الزلاقى مدير تحرير الجريدة، وما يثار داخل الجريدة عن سيطرتهم على كتابه المانشيتات بموافقة توفيق دياب نجل صلاح دياب، ثم جاءت استقالة الزميل محسن سميكة من المصرى اليوم بعد المانشيت الاخير لتضيف بعدا جديدا إلى المشهد، سميكة تحدث بوضوح عن موقف سياسى للمصرى اليوم يوجه المواد المكتوبة فيها، وهو ما أخرج المهنية من الصورة ووضعك أمام تنظيم ينفذ أجندة وتكليفات، كما قال الهوارى..يتطابق موقف سميكة مع موقف العشرات من الزملاء فى الجريدة من خارج مجموعة «الهادى» و«محجوب» و«آية عبدالله» مسئولة السوشيال ميديا وصديقة السفير البريطانى.

تحتضن الرافضين لـ30 يونيو

ما يؤكد ذلك احتضان الجريدة لمجموعة من الكتاب الرافضين لثورة 30 يونيو ولوجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى السلطة، وغالبيتهم خارج مصر حاليا، مثل تامر ابو عرب الذى أعطاه «الهادى» مساحة لكتابة مقال فى المصرى اليوم وقت اشرافه على الموقع الإلكترونى، خصصها للهجوم على الرئيس دون أى منطق، اختفى ابو عرب فترة إلى أن ظهر مذيعا فى تليفزيون العربى الممول قطريا، نفس الموقف تكرر مع جمال الجمل الذى خصص مقالاته كلها للهجوم على الرئيس أيضا، ثم اختفى وظهر فى تركيا ليقدم برنامجا على قناة الشرق التابعة للجماعة الإرهابية، نفس الامر تكرر مع مى عزام العائدة من تركيا وغادة شريف الطبيبة التى ليس لها علاقة بالصحافة وحولتها المصرى اليوم إلى كاتبة، وربما نراهم قريبا على برنامج فى قنوات الارهابية بعد اختفائهم من صفحات المصرى اليوم، كما تعاقدت الجريدة مع ميشيل دن بمعهد كارنيجى لنشر ابحاثها السلبية عن مصر بالجريدة، والجميع يعلم أنها أكبر الداعمين للإخوان فى اروقة المراكز البحثية الامريكية.
المانشيت الاخير يعبر بوضوح عن توجه تنظيم المصرى اليوم المعادى تماما للدولة المصرية، بل والداعم لمن كان يستهدف الانتخابات ويشكك فيها، اطل علينا الوجه القبيح رغم كل محاولات التجميل باسم حرية الصحافة والحياد والمهنية، أراد التنظيم الذى يحرك الصحيفة أن يدمر واحدة من انزه وأشرف انتخابات شارك فيها المصريون، ويؤكد مرة أخرى أن سيطرة رجال الاعمال على الإعلام شر كبير، فمصالحهم تحركهم واجنداتهم متمكنة منهم ومن العاملين معهم.
ما حدث من المصرى اليوم فى الانتخابات سيتكرر، أصحاب الاجندات لا يتراجعون قبل تحقيق أهدافهم.. وفى حالة مصر اسقاط الدولة هو هدف وغاية «تنظيم» المصرى اليوم.