الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. قطرة عسل

واحة الإبداع.. قطرة عسل
واحة الإبداع.. قطرة عسل




اللوحات للفنانة سوزى شكرى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

قطرة عسل

قصة قصيرة

بقلم - إسراء أبورحاب

الجو عاصف اليوم.. قالت تلك الجملة وهى تغلق النافذة أزعجها أزيزها لقد قالت له مرارًا أن يرسل النجار لإصلاحها ثم ذهبت إلى حجرة الصالون تغلق نوافذها قبل أن تصفحها الرياح بقوة لم تسمع صوته وهو يطلب كوبًا من الشاى الساخن تلك هى عادته كلما تناول وجبة الغداء ووقفت بجوار غرفتها تسترق السمع ربما تكون مستاءة أو تبكى ولكنها سمعتها تزقزق كالعصافير أوربت الباب ورأتها تتنقل بين ألعابها كفراشة فى بستان أغلقت الباب وهى مبتسمة ولكن سرعان ما ذابت ابتسامتها لأنها تذكرت أنها لم تحكم إغلاق نافذة المطبخ جيدًا.. ذهبت مسرعة كأنها جندى ذاهب إلى ساحة المعركة رأت المطبخ فى حالة فوضى بالرغم من قيامها بتنظيفه وترتيبه ولكنه يفعل ذلك فى أحيان كثيرة يثير غضبها وهى تعنفه على فعلته وهو يقوم بعزف موسيقاها المفضلة لكى تهدأ.. تطلعت إلى منظر الطبخ واستوقفها العزف وهى تستعيده فى ذكراتها وغرقت فيه حتى أذنيها وارتسمت على جهها ابتسامة ساحرة وهى تتذكر مقطوعة بعينها لبتهوفن عزفها حين اعترف لها بحبه وطوق إصبعها بخاتم الزواج.. صفعت الرياح النافذة بقوة كأنها تعاقبها على خطأ ما اصطدمت النافذة بإطارها وأحدثت صوتًا مدويًا فى المطبخ يذوب ويتفتت كلما ابتعد عنه.. هذا الصوت جعلها تفيق بسرعة من إبحارها العميق فى تلك الذكرى تحديدًا فاستعادت الجندى الذى هرب حينما دخلت الطبخ.. استدارت وأمسكت النافذة تغلقها بإحكام وهى تسمع الرياح تتدافع بقوة وتصدر صوتًا كصوت محرك السيارات.. سمعته هذه المرة وهو يطالب بحقه فى كوب الشاى ابتسمت وملأ اللؤم عينها وهى ترحم الإبريق الذى جف ماؤه ورددت سرًا لا بأس إذا تخليت هذه المرة أيضًا عن حقك فى كوب الشاى.