الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حال الدنيا» يحصد جوائز المونودراما

«حال الدنيا» يحصد جوائز المونودراما
«حال الدنيا» يحصد جوائز المونودراما




انطلقت الأسبوع الماضى الدورة الأولى لفعاليات أيام القاهرة للمونودراما برئاسة المخرج أسامة رؤوف وتحت رعاية وزارة الثقافة، أقام المهرجان فعالياته على خشبة مسرح الهناجر للفنون، وكرم المهرجان خلال هذه الدورة اسم الفنان الراحل نور الشريف، اسم الكاتب محفوظ عبد الرحمن، الناقدة د. نهاد صليحة، ومن المغرب الكاتب والمخرج المسرحى عبد الكريم برشيد ومن ليبيا الممثلة خدوجة صبرى ومن مصر الفنان سيد رجب، كما أقام عددًا من الورش فى التمثيل والإخراج أقامها المخرج عصام السيد والكتابة لمسرح المونودراما، ترأس لجنة تحكيم المهرجان المخرج ناصر عبد المنعم وبعضوية كل من  المخرج الإماراتى حميد سمبيج والدكتور أحمد عبد العزيز.
تعد خطوة إقامة مهرجان لفن المونودراما خطوة جيدة انتظرها عدد كبير من المسرحيين، فمصر لا تمتلك مهرجانًا فى هذا الفن على وجه التحديد سوى مهرجان وحيد يقام سنويا بساقية عبد المنعم الصاوى لكنه يختص بتقديم عروض على المستوى المحلى فقط، لكن كان اللافت فى هذا المهرجان هو تقديم عدد من العروض العربية بجانب العروض المصرية وهو نوع من المحاولة والسعى من قبل إدارة المهرجان لفتح فكرة المونودراما على نطاق أوسع من نطاقها المحلي، وبالتالى شارك ضمن هذه الدورة عروض من سلطنة عمان وتونس والجزائر، لكن نظرًا لظروف خارجة عن إرادة المهرجان تعذرت مشاركة كل من تونس والجزائر فاقتصرت المشاركة على سلطنة عمان والعروض المصرية.
تكمن صعوبة فن المونودراما فى اعتماده على ممثل واحد فقط عليه أن يمتلك مهارة الحضور والغياب معًا، الحضور بإجادة المعايشة وتمثيل الدور الذى يؤديه على خشبة المسرح ومهارة استحضار الشخصيات الغائبة فى خياله وإقامة حوارات معهم وكأنهم حاضرون أمامه وأمام الجمهور، لذلك يكون عبء نجاح العرض من فشله عليه بمفرده ويتلخص الأمر فى مدى مهاراته فى السيطرة على جمهوره بإتقانه للشخصية، شهد المهرجان بعض الأعمال والمحاولات الجيدة والمتميزة فى تحقيق الحد الأدنى من الإتقان والمعايشة، فكان من بين أعماله المميزة هذه الدورة عرض «حال الدنيا» وحصل بطله على جائزة أفضل ممثل ثان لرامى عبد المقصود وأفضل عرض أول للمخرج محمد زكي، وكذلك عرض «كيفية تحضير بيضة مسلوقة» حصل على جائزة أفضل ممثل أول لمحمود جراتسى وأفضل عرض ثان للمخرج محمود حسن، كما حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة الممثلة لقاء الصيرفى عن عرض «رجاء الانتباه» للمخرج محمد علام، وعلى جائزة أفضل ديكور ملاك رفعت عن عرض «حال الدنيا» وكذلك جائزة أفضل إضاءة لباسل ممدوح.
       ففى عرض «كيفية تحضير بيضة مسلوقة» استطاع الممثل السيطرة على خيال الحاضرين بمأساته مع وصفة تحضير البيضة المسلوقة والتى بدت أنها تعكس مدى الفراغ والبؤس الذى يعانيه بحياته من شدة غرقه فى اللاشيء، قدم محمود دوره بمهارة شديدة على مستوى الأداء التمثيلى والحركى وتقطيع الكلام فبدا وكأنه شخص عاجز عن الكلام وعن الحياة، كانت من بين المميزين أيضًا الممثلة لقاء الصيرفى بعرض «رجاء الانتباه» تفوقت فيه الممثلة على نظيرتها من الممثلات بالعروض الأخرى بإتقان التمثيل والأداء الحركى والمعايشة لحالة العرض الفنية، وكذلك كان الممثل ريمون خليل فى عرض «أغنية الوداع» كان من بين المميزين أيضًا فى أدائه لشخصية الممثل المعذب الذى عاش مأساة على مدار حياته بالمسرح، كل هؤلاء استطاعوا إتقان فهم المونودراما وقدموا تجارب مسرحية جيدة تستحق الإشادة والاحترام.
       بينما فى المقابل عكست بعض العروض فهم خاطئ لفن ومسرح المونودراما والتى بدا معظمها أشبه بالمسلسلات الإذاعية لاعتمادها على الحكى والكلام بشكل مستمر ومبالغ فيه، وبإيقاع رتيب وأداء صوتى واحد وكأن العمل تحول إلى مجرد جلسة لحديث مطول بين الممثل والجمهور وهو الفخ الذى تقع فيه أغلب أعمال المونودراما كان من بين هذه العروض «من الحب ما فشل» إخراج وتمثيل ريمون فتح، «انسحابى» إخراج مينا ماهر، «كريستال» إخراج مى عبد الرازق»، «أمل» سلطنة عمان إخراج محمد الهمامي، لذلك كان من بين توصيات لجنة التحكيم ضرورة انعقاد لقاء فكرى يسبق الدورة لمناقشة فن المونودراما، لكن فى كل الأحوال فكرة إقامة المهرجان، تجربة جيدة، كما أنه يضع لنفسه مكانًا على خريطة المهرجانات المسرحية بمصر لأن الاهتمام بهذا الجانب من المسرح يشكل حالة من التنوع الفنى والإضافة إلى الحياة المسرحية، لكنه فى نفس الوقت يحتاج إلى دعاية أكبر وتنظيم أقوى مما جاء عليه، كما أنه من الأولى التفكير فى منح هؤلاء الشباب جائزة بفتح عروضهم أسبوعًا أو أكثر على خشبة مسرح الهناجر بدلًا من الاكتفاء بمنحهم عددًا من الدروع فقط، حتى تصبح للجائزة قيمة ومعنى أعمق وأكبر مما جاءت عليه.