الألواح الخشبية بالمتحف الإسلامى تكشف حكاية زخارف المسجد الأقصى

كتب - علاء الدين ظاهر

كشف د.ممدوح عثمان مدير عام المتحف الإسلامى بالقاهرة أن التحف الخشبية التى تنتمى لنهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى تميزت بزخارفها النباتية شديدة القرب من الطبيعة.
وأوضح أنه فى القاعة 1 بالمتحف هناك لوح خشبى يؤكد ذلك، وهو لوح من الخشب المحفور مزين بزخارف نباتية، وينتمى تاريخيًا إلى مصر أو سوريا»العصر الأموي-القرن 2هـ / 8م».
 وتابع: وقد ظهر تـأثير الفن الهلنستى الناتج من امتزاج الأسلوب البيزنطى الغربى مع بعض الأصول الفنية الشرقية جليا فى هذه الزخارف، وذلك من خلال زخرفة عناقيد العنب التى تخرج من أشكال مزهريات، وقد تشابهت هذه الزخارف مع زخارف المسجد الأقصى فى القدس الشريف، خاصة فى فترة اعادة بنائه فى عهد الخليفة المهدى العباسى (158-169هـ).
وقال عثمان أنه فى نفس القاعة 1، هناك لوح خشبى محفور وملون ومزين بزخارف طيور، وينتمى لعصر آخر من الفن، ويرجع تاريخه إلى الدولة الطولونية - العصر العباسى»مصر - القرن 3 هـ / 9 م، ويرجح أنه من ألواح كانت جزءًا من تكسية جدارية، كما تظهر بقايا لبعض الألوان على الأفاريز.
وأكمل قائلا:نُفذت أشكال الطيور متقابلة وسط زخارف نباتية قوامها رسم لفروع نباتية متداخلة،  وعرف هذا الأسلوب الفنى بالحفر المائل المشطوف بعد إنتقال طرز سامراء من العراق إلى مصر فى عصر الدولة الطولونية، وتمثل هذه الزخارف انتقالا للتأثيرات الساسانية المتمثلة فى رسم شجرة الحياة والزخرفة برسوم طيور متقابلة على مهاد من الزخارف النباتية.
وأشار إلى أنه فى القاعة 3 يوجد لوح من الخشب عليه بالحفر مناظر آدمية وحيوانية ونباتية، ويرجع إلى العصر الفاطمى بمصر «القرن 5هـ/ 11م»، وكانت هذه الألواح الخشبية تزين قصور الخلفاء الفاطميين التى كانت تقع فى شارع المعز بين باب زويلة وباب الفتوح.
وأضاف: وقد زُخرفت بمناظر تصويرية من الحياة اليومية فى العصر الفاطمي، قوامها رسوم مناظر صيد ومناظر طرب ورقص وشراب، وقد نُفذت الزخارف بالحفر متعدد المستويات مما يعكس مهارة الفنان فى العصر الفاطمى، وقد أُعيد استخدامها ضمن زخارف المجموعة المعمارية الضخمة التى شيدها السلطان المملوكى المنصور قلاوون فى شارع المعز سنة 684 هـ / 1285م.