الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشعب التركى فى سلة مهملات «الأغا»

الشعب التركى فى سلة مهملات «الأغا»
الشعب التركى فى سلة مهملات «الأغا»




كتبت - خلود عدنان

 

التلاعب بمصائر المواطنين الأتراك صار أمرًا معتادًا لدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى وضع حقوق شعبه فى سلة المهملات، غير مهتم بما يعانوه هؤلاء الأبرياء فى سجونه ومعتقلاته، التى وثقها تقرير المجلس الأوروبى الصادر بالأمس، والذى أثبت التقرير فى 28 صفحة استخدام الشرطة والشرطة العسكرية وقوات الأمن للتعذيب وسوء المعاملة فى أماكن الاحتجاز بما فى ذلك الضرب المُبّرح والاعتداء الجنسى والصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق.
كانت خيبة أمل حقيقية، حينما أعلن الإفراج عن تانر كيليتش مدير فرع المنظمة العفو الدولية فى تركيا المسجون منذ يونيو من العام الماضى فى اتهامات تتعلق بالإرهاب حتى استبشرت منظمات حقوق الإنسان خيرًا على أمل انفراجة سيتخذها النظام التركى لحل ملف سجناء الرأى والمدافعين عن حقوق الإنسان القابعين فى السجون التركية، لكن محكمة اسطنبول ألغت الحكم فى أعقاب استئناف قدمه الإدعاء، لذا نظم عدد من الساسة الأتراك وأعضاء حزب الشعب الجمهورى وحزب الشعوب الديمقراطى وقفة احتجاجية أمام محكمة اسطنبول للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
وجاءت تركيا، على رأس قائمة الدولة التى لا تنصاع لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بحسب تقرير عام 2018، الذى نشرته لجنة وزراء المجلس الأوروبى الأربعاء الماضى، بمدينة ستراسبورج.
وأوضح التقرير أن روسيا تخلفت عن تطبيق «أكثر من 2000 قرار» ما يجعلها فى المرتبة الأولى بين الدول المخلة بالتزاماتها تجاه المحكمة، فيما حلت تركيا ثانية «بعد روسيا بأكثر من 1500 قرار لم يُنفذ حتى الآن».
وأوضح التقرير أيضاً: «سددت روسيا غرامات بقيمة 16.6 مليون يورو بسبب القرارات الصادرة ضدها، تلتها تركيا فى المرتبة الثانية بغرامات بلغت 11.6 مليون يورو».
وتراجعت حقوق الإنسان فى تركيا بشكل ملحوظ فى العامين الأخيرين، مع إعلان حالة الطوارئ فى البلاد عقب الانقلاب العسكرى الفاشل فى منتصف يوليو 2016.
وتقف انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة، والتضييق على حرية الصحافة، والمعارضين حائلاً دون إكمال إجراءات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى.
أردوغان الذى ثبت للعالم مرارًا وتكرارًا دعمه لتنظيم داعش الإرهابى، راح يتهم فرنسا بتشجيع الإرهابيين باستضافة الأكراد المعارضين لأردوغان فى قصر الإليزيه، وذلك للتنديد بما يرتكبه الرئيس التركى من جرائم بحق أكراد سوريا، ما أدى إلى اتساع الخلاف الدبلوماسى بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسى بشأن دعم باريس لقوات سوريا الديمقراطية.
وما أثار جدلا واسعا، ما صرح به أردوغان مهددا فرنسا بشكل صريح بأن تجتاحها موجة إرهاب ستكون بدايتها شبيهة بعملية الدهس التى وقعت فى ألمانيا وذهب ضحيتها ثلاثة قتلى على الأقل، حيث قال أردوغان، «إن ما حدث فى ألمانيا، سيحدث فى فرنسا»، واستكمل إردوغان تهديده ووعيده لماكرون، قائلا: «ما دمتم تحتضنون هؤلاء الإرهابيين سيغرق الغرب».
ظاهرة الإسلاموفوبيا التى أصبحت ذريعة أردوغان للتحرش بألمانيا وفرنسا، حيث أرسل بدءا من اليوم لجنة برلمانية تركية إلى ألمانيا ثم فرنسا وبلجيكا، لبحث تزايد المخاوف من تنامى «الإسلاموفوبيا» فى أوروبا، تمهيدًا لتقديم مقترحات للقضاء عليها.
لكنه فى الوقت نفسه، لفت إلى أن ألمانيا قامت بتسجيل حالات الإسلاموفوبيا ضمن جرائم الكراهية، كما أقرت الحكومة السويدية خطة وطنية لمكافحة العنصرية بعد اعترافها بضرورة تناول الإسلاموفوبيا كمشكلة.
ولا يمكن إنكار وجود ظاهرة الإسلاموفوبيا» فى العديد من الدول الأوروبية وتصاعد حالات الاعتداء على المساجد فى ألمانيا، ولكن هذه النسب لم تتعد 12% فقط، حيث تم تسجيل 908 حالات إسلاموفوبيا فى ألمانيا، و664 حالة فى بولندا، و364 فى هولندا، و256 فى النمسا، و121 حادثة فى فرنسا، فضلًا عن 56 فى الدانمارك، و36 فى بلجيكا.