الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«رحلة فى العدم» رواية البحث فى الذكريات والتصالح مع الحياة

«رحلة فى العدم» رواية البحث فى الذكريات والتصالح مع الحياة
«رحلة فى العدم» رواية البحث فى الذكريات والتصالح مع الحياة




يقول نيتشه: «الذكرى نقش على ضريح العاطفة»، وبطل رواية (الذاكرة رحلة فى العدم) للكاتبة «نجلاء عواد» الصادر مؤخرا عن الدار العربية للعلوم ناشرون نقش ذاكرته على ضريح العاطفة أيضاً؛ يقف بطلها على حافة الذاكرة يبحث عن حلقة مفقودة من وجوده. فقد جزء من ذاكرته على أثر حادث سير، فوقف خائفاً من سطوة المستقبل الذى ينتظره. هو «عدن» المهندس الميكانيكى الذى بلغ الثالثة والعشرين عاماً والذى توقف الزمن عنده فى سن السابعة عشر عاماً، وذلك بعدما أفاق من غيبوبةٍ دامت مدتها خمسة شهور. ليجد نفسه فى مستشفىً يتلقى العلاج اللازم .. سوف تخبره العائلة الكثير عن حياة لم يعد يتذكرها، عن مواهبه، وعن أصدقائه. وعن أخواته، تلك متزوجة، وتلك تدرس بالخارج.. سوف يقرأ مذكرات بين هو/وهى، يبحث عن صاحبة حرف الراء، ويسأل كيف التقيا ولماذا افترقا؟ وشعور يلاحقه بأنه ليس لديه ماضٍ ولا مستقبل، عاجزاً عن إبداء أى رأي. يتفكر فى الوجود يبحث عن علاقة الذاكرة بالروح والنفس والعاطفة. وبعد رحلة طويلة مع المرض وجد الأطباء أن فى الولوج إلى حياته العاطفية طريق للعلاج، ليكشف السرد أن ما بداخله أكبر من الصدمة وأن جسده يرفض تذكر أحداث معينة من حياته، وأن هناك صدمة عاطفية وراء عدم التذكر على اعتبار أن الذاكرة مرتبطة بالحياة العاطفية للإنسان... فهل يكون فقدان الذاكرة والتصالح مع الحياة هو الحل؟.
تقول الكاتبة نجلاء عواد: «قد نعيش شهوراً على لحظة نتمنى إعادتها، نستمر بتذكر تلك اللحظة، وعندما يذهب بريقها وتصبح مثل النهر الذى جف، تشاهد أرضه وتعلم أنه بزمن ما كانت هناك حياة، ولكنك لا تستطيع فعل شيء ماء النهر لا يعود نفسه. والنجمة التى تسقط لا تعود. مثل كل شيء يحدث لمرة، مثل الشباب ومثل الموت، تلك اللحظة لن تأتي. لا شيء يتكرر، لا أحد يعيش وفق ما يريد، ومن عاش لحظة كما كانت داخله، سيكفيه التغنى بها، ولن يأمل حتى بتكرارها، لأنه يعلم جيداً أنه كان حلماً، وكان كثيراً لأن يحصل فكيف بتكراره؟ إنه المستحيل».