الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

آباء.. ولكن قتلة !

آباء.. ولكن قتلة !
آباء.. ولكن قتلة !




كتب - إبراهيم الصعيدى وسمر حسن


استهداف الأطفال بصفتهم فئة ضعيفة البنيان، قليلة الحيلة بصور مختلفة، بدأت بالتعدى الجنسى عليهم لعدم معرفتهم بهذه الكارثة أو دفع أذاها عن أنفسهم، ووصلت إلى الاغتصاب الذى أعقبه القتل لإخفاء الجريمة، ولم تقف عند هذا الحد بل جاءت الطعنة من أقرب الأشخاص إليهم وأقدم الآباء على قتل أطفالهم، واستباحة إهدار دمائهم، وتفريغ طاقتهم السلبية بسبب ضيق الأحوال المعيشية، أو وقوع الآباء تحت تقاليد وعادات خاطئة.

«تعددت الأسباب والموت واحد» بعد أن استشرت وتعددت صور قتل الأطفال على يد آبائهم، «روزاليوسف» رصدت أبرز وأبشع هذه الجرائم، التى تباينت أسبابها وطرقها مابين «الطعن، الضرب، الشنق، والتسميم».

ظن الأب أن التربية هى نهر الطفل وإيذائه الجسدي، فقام عامل الديليفرى ووالد الطفلة علا ذات الـ 5 سنوات، بضربها بماسورة بلاستيكية حتى الموت ببولاق الدكرور، وترجع الواقعة عندما تلقى مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا يفيد بمقتل الطفلة نتيجة إصابتها بكدمات متفرقة بجسدها، وبإجراء التحريات تبين أن والد الطفلة اعتدى عليها بالضرب المبرح، لعدم قدرتها على أداء واجب الحضانة، وتمكن رجال المباحث من ضبطه، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.
أما الملاك ذات الـ 9 سنوات، طعنها والدها العاطل «ممدوح» بسلاح أبيض فى كوم أمبو بسبب «اللعب بصوت مرتفع»، فأقدم على كتم صوتها للأبد، دلت التحريات الأولية بتوجيهات العميد محمود عوض، مدير إدارة البحث الجنائي، الى ان المتهم وهو والد المجنى عليه تعدى عليها بالضرب مستخدما سلاحا أبيض ما اسفر عن اصابتها بجرح طعنى نافذ بالظهر، اودى بحياتها، وقالت والدة الطفلة «دينا. ا، 29 عاما» أمام النيابة: جوزى هو اللى ضرب بنتى عشان بتلعب وصوتها عال، طعنها بالسكين فى ظهرها وهرب»، وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
أما هذه الضحية، فقد فكر والدها فى احتواء تلك المراهقة، وتوجيه النصح لها، وتصحيح ما بدر منها من أخطاء، ولكنه فضل الانسياق وراء العادات والتقاليد الخاطئة «غسل عاره بيده، وقتلها
تلقت مديرية أمن الاسماعيلية بلاغاً من «محمد س، 68 سنة بالمعاش» مقيم بقرية ابوطفيلة باكتشافة وفاة نجلته خلود 16 عاما طالبة، بالفحص تبين ان الجثة ملقاة خارج حظيرة الدواجن الملحقة بالمنزل ترتدى كامل ملابسها مسجاة على ظهرها، وعثر على ملابس اخرى داخل الحظيرة عليها اثار قىء آدمى مخبأة وعبوة مبيد حشرى تنبعث منها رائحة مشابهة لتلك المنبعثة من القىء، وتوصلت تحريات فريق البحث بقيادة العميد احمدعبدالعزيز، الى وجود خلاف بين المجنى عليها ووالدها لسابقة قيامها بالهروب مع احد جيرانها « السيد.ع، عامل زراعى» وبمواجهة الأب اعترف بارتكاب الواقعة وأوضح أنه استدرجها الى حظيرة الدواجن أجبرها على تجرع مبيد حشري، ثم قام بالضغط على رقبتها حتى فارقت الحياة، وحرر محضر رقم 552 لسنة 2018 ادارى القنطرة غرب بالواقعة، وتباشر النيابة التحقيقات.
كذلك والد مراهقة بروض الفرج ذات الـ 17 عاما، بدلًا من الحديث إليها، فضل العنف والإيذاء الجسدي.
أمرت نيابة شمال القاهرة الكلية برئاسة المستشار مازن يحيى المحامى العام الأول، بحبس المتهم «سامح. ج» لاتهامه بضرب ابنته حتى الموت داخل شقتهما بمنطقة روض الفرج، حيث تلقى اتصالًا هاتفيًا من شقيقته تخبره فيه أن نجلته فاطمة البالغة من علام 17 عامًا سرقت مشغولات ذهبية تخصها من منزلها، ونهض مسرعا وذهب إلى شقة شقيقته، وطلب من نجلته إرجاع ما سرقته والإرشاد عن مكان إخفائها المشغولات الذهبية، فرفضت المجنى عليها الاعتراف، فاصطحبها إلى شقة تحت التشطيب وقيدها، وانهال عليها ضربًا بعصا خشبية، حتى وقعت مغشيًا عليها، فنقلها إلى شقيقته وتوفيت فى الحال. وكشف المتهم «سامح.ج» أنه كان لا يريد قتل ابنته، وأراد تأديبها حتى لا تقوم بالسرقة ثانيًة.
أما ملك، طفلة دار السلام المكلومة، عاشت طفولة بائسة وماتت على يد زوج الأم المسجل، لم تكتف الأم وزوجها بفرض أداء أعمال المنزل الشاق على الطفلة للقيام بها وحرمانها من اللعب والتنزه كغيرها من الأطفال، بل عندما نسيت نقطة صابون أثناء جليها الصحون، قام ذلك المسجل خطرًا بسحب خرطوم الغاز وانهال عليها ضربًا، أمام أمها ولم تفكر فى الدفاع عنها، بل وقفت تشاهد «منظم الغاز» يمزق جسدها الرقيق حتى ماتت، فوضعوها بـ«جوال» وألقوها فى القمامة، وروت الأم قصصا وهمية حول اختفاء الطفلة أمام الجيران بين الخطف، والسفر للأقارب لتخفى جريمة زوجها السفاح.

 

من جانبه أوضح ياسر شحيمة، مستشار قانوني، أن جريمة القتل تحول إلى الجنايات مباشرة، ويختلف الحكم فيها من قضية إلى أخرى، وتابع: لا يتم الحكم بالإعدام إلا فى عدد محدود ودائمًا تستخدم الرأفة فى قتل الآباء لأبنائهم لأنه لم يكن عمدًا الذى لا يحدث إلا من زوج الأم، وأضاف أن الأب إذا كان من مدمنى المخدرات فيوجه له تهمة التعاطى بخلاف القتل ولكن لا تصل العقوبة للإعدام، وطالب بتغليظ العقوبة ليكونوا عبرة للبقية وحفاظًا على أرواح الأطفال.
وقال محمد خطاب، طبيب نفسي: إن ظاهرة قتل الأطفال انتشرت بصورة كبيرة فى الفترة الماضية لأسباب كبيرة يأتى على رأسها
تعاطى المخدرات، والبعض يصب غضبه فى ضرب أبنائه بسبب الظروف الاقتصادية، وطالب بإنشاء مجموعات تجوب محافظات مصر تقوم بتوعية الآباء.