الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أعمق مما يبدو على السطح» يعيد الحياة للرقص الحديث




بعد حالة الركود الفنى والعشوائية الشديدة التى سبق وشهدتها فرقة الرقص المسرحى الحديث التابعة لدار الأوبرا خاصة بعد استقالة مديرها الفنى وليد عونى العام قبل الماضى حتى إن كثيرين بدأوا يفقدون الأمل فى عودة هذا الفريق للحياة من جديد إلا أنه وعلى خلاف التوقعات بدأت الفرقة تستعيد هيكلها الفنى خاصة بعد أن تولى مسئوليتها أحد أعضائها القدامى مناضل عنتر حيث قدم مؤخرا أولى عروضه مع الفريق «أعمق مما يبدو على السطح» على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا لمدة يومين وإن كان العرض به بعض السلبيات الفنية لكن بدا واضحا أن العمل يعيد للفريق ثقته بنفسه وكيانه بعد الأزمة العصيبة التى مر بها على مدار عام ونصف العام فعن الفرقة وعمله بها أكد مناضل قائلا :
 
عضوتى بالفريق عمرها 11 عامًا فأنا من أقدم أعضائه وكنت المساعد الأول لوليد عونى ، توليت مسئولية الفريق من يوم 24 أغسطس الماضى وأعتقد أن الفرقة كانت قد تعرضت لحالة من الفوضى وهذا طبيعى لأن مصر بالكامل تعرضت لنفس الفوضى على كل المستويات وبالتالى حدث ما حدث .
 
ويضيف: رحل وليد عونى بعد الثورة بفترة قصيرة ، وهو أستاذنا جميعا وبالتأكيد تأثر الفريق بعد رحيله مباشرة وأعتبر نفسى أحد تلاميذه لأنه كانت الأب الروحى لنا جميعا ولولاه ما كان هناك فرقة للرقص الحديث بمصر فهو صاحب براءة اختراع هذا الفريق. ويقول : بعد أن رحل وليد عونى كانت هناك الدكتورة لمياء المساعدة بالفريق وهى كانت معذورة لما تعرض له الفريق معها لأنها أخذت ميراثًا ثقيلًا ولم تحاول أن تحدث به أى تغيير وللأسف اتبعت نفس سياسية الإدارة القديمة وبالتالى كان لذلك أثر سييء علينا فهى لم تقدم إضافة حقيقية ولم تحل المشاكل القديمة فخرج العرض الذى قدمته سيئًا لأن المصمم لا يجب أن يعتمد فقط على تصميمات الراقصين ثم يأخذ هذه التصميمات ويصيغها فى عرض مسرحى وهى اتبعت نفس الأسلوب لذلك خرج العرض بلا رؤية واضحة لكن فى المقابل الأستاذ وليد عونى رغم أنه كان يتبع نفس الأسلوب إلا أنه كانت لديه لغته الحركية الخاصة به وكنت أشفق عليها لأنها كانت تحت ضغط وكانت منهارة من هذا الضغط.
 
وعن احتمال تعرضه للمقارنة مع وليد عونى قال : لا أخشى المقارنة على العكس يشرفنى أن أقارن فى هذه السن الصغيرة برجل كبير وفنان مثل وليد عونى ولا يصح أن نجور على حقه بهذا المجال لأننا استفدنا منه إنسانيا وماديا وفنيا الكثير وحتى الآن أؤكد أننا اختلفنا معه ليس فى طريقته بالعمل ولكن فى ردود أفعاله على بعض المواقف وأعتبر أن الموقف الذى حدث بيننا فى إيطاليا لا يغتفر لذلك كنت ضد عودته .
 
وأشار: أعتقد أننى سأحاول جاهدا أن أخرج بالفرقة من عنق الزجاجة وأفكر حاليا فى فتح الفريق على العالم بمعنى أنه كانت لا تتاح للفرقة فرص فى الخارج لأن وقتها سياسة الفريق كانت مغلقة على العمل بها فقط ونتربى على السمع والطاعة للأوامر فكان من الصعب أن يسافر أحد أعضائها كما يشاء للحصول على عمل بأى فرقة أجنبية فى الخارج حتى يحصل على خبرات ثم ينقلها إلينا وبالتالى كان يتم التضييق علينا فى هذه الفرص لذلك أردت أن أفتح هذا المجال امام زملائى وبالفعل هناك عروض لبعضهم بدول أوروبية كما اننا لدينا سفرية قريبا لنيويورك فى مهرجان خاص بهم وأظن أننا سنتلقى عروضًا من خلالها وهذا يتيح لنا تبادل خبرات بشكل أوسع وأرحب ، كما أننى أركز حاليا على تنمية حس العمل الجماعى بداخلهم حتى يشعروا دائما بأنهم هم العمل وحرصت ألا يحتوى العرض على ديكور حتى يكونوا هم وحدهم أبطال العمل .
 
وعن إلغاء مهرجان الرقص الحديث لمدة عامين ومدى إمكانية عودته قال: فى الظروف التى تمر بها مصر حاليا أعتقد أنه من الصعب استضافة فرق أجنبية بسبب الأحداث السياسية المفاجئة التى تشهدها البلاد من حين لآخر لذلك أعتقد أنه قد نؤجل التفكير فى عودة المهرجان عامًا آخر حتى تتضح الرؤية وتستقر أمامنا الأوضاع ثم نحدد مصيره. أما عن العرض وحرصه على إضافة دراما به أضاف مناضل: دائما اسمع أن عروض الرقص الحديث والمعاصر لابد أن تكون مثل اللوحة السيريالية يفهم منها المشاهد ما يشاء وبالتالى أنا كمصمم ليس لى دور يذكر فلماذا أقدم فكرة لا يفهمها الجمهور والمخرج وحده هو من يعلم ماذا قدم، ففى رأيى إذا لم أستطع توصيل فكرة العرض للمشاهد أعتقد أن المشكلة ستكون فى لغتى المبهمة وهذا خطأ يقع به مصممو الرقص الحديث ولذلك قررت الاستعانة بدراما تورج حتى يعيد معى صياغة أفكار العرض ووضعنا الجزء الدرامى معا واخترنا أشعاراً لمحمود درويش وجزء من رواية «مولانا» لإبراهيم عيسى والحلم رقم 11 لنجيب محفوظ. ويقول : المشكلة الحقيقة فى مصر أننا يشاهدنا نوع معين من البشر ومشكلتى أننى أريد أن أقدم عروضًا جماهيرية يراها الجمهور وتبيع تذاكر مثل الموسيقى العربية أريد أن أخلق شعبية كبيرة فى للرقص الحديث فى مصر حتى نحقق معادلة تقديم فن جيد وجماهيرى فى نفس الوقت بدلا من اقتصاره على النخبة فأتمنى أن يخرج الرقص الحديث من قبعة الفن التشكيلى واللوحة السيريالية لأن الفن فى النهاية متعة وترفيه للناس وليس لتعقيدهم.