الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تراث الصين وطبيعتها.. «بعيون مصرية» فى محمود مختار




فى إطار التعاون الثقافى بين مصر والصين وجهت وزارة الثقافة الصينية دعوة للفنانين طاهر عبد العظيم والفنان عماد رزق لزيارة الصين والتعبير عن انطباعتهم عن ملامح المجتمع الصينى والعادات والتقاليد الصينية، والأزياء، والمناظر الطبيعية والأشكال المعمارية، وبعد عودتهم أقيم معرض «الصين بعيون مصرية»، الذى افتتح بقاعة محمود مختار،عرض فيها 45 لوحة تصويرية زيتية عبر كل منهما من خلال مذهبه الفنى والتقنى والتشكيلى عن الصين.
 
 

 
من الأعمال المعروضة نجد توافق انطباعى بين الفنان طاهر عبد العظيم والفنان عماد رزق فى طريقة استخدام الالوان، حيث جاءت اللوحات تلمع وتضى بالألوان المبهجة المعبرة عن المناظر الطبيعية بالصين، وربما يكون سبب اختيارهم من قبل وزارة الثقافة الصينية لما عرف عن أعمالهم الفنية عشقهم لقيمة الجمالية والفنية والسحرية للألوان بنقائها وصفائها وشفافيتها، وما تبعثة الألوان من إضاءة وتأثير وجذب المتلقى ليكون متواجداً وسط هذه الالوان، اللون هو البطل الأول والأخير فى لوحاتهم، ولكن الفنانين اختلفوا فى التكوين وزوايا الرؤية واللقطة والتقنية التشكيلية، أما التأثيرية فكلاهما يتبع المذهب التأثيرى الانطباعى الممزوج بواقعية التفاصيل، التى تم اختزال بعضها لمجموعة لونية وإضاءة وظل ونور مع الحافظ على الواقع، وممزوجة بحس وجدانى وخصوصية وفردية.
 
الفنان طاهر عبد العظيم اعتمد على الحركة الإيقاعية اللونية والموسيقى الصاخبة والهادئة التى تعزف فى حالة الدوران البطيء والسريع فى آن واحد لدرجة اللون، مما يشد عين المتلقى بهذا التمازج والتداخل، واختار مشاهد ومنظور وزوايا إضافة للجمال الطبيعى الجمال الفنى، وأيضا البورتريهات التى عبرت عن ملامح المرأة الصينية المتفائلة والباسمة وصفاتها الهادئة.
 
أما الفنان عماد رزق فله تميز آخر اشتهر به فى كل أعماله الفنية يخلق من مجموعة الألوان والأشكال والعناصر والوجوه والملامح والملابس والأزياء والعمارة والمكان والظل والنور وكأن كل الأشياء صنعتها بالتة الألوان التى أبدعها الخالق فى المناظر الطبيعية ثم أعاد الفنان عماد إبداعها بإضافته وجدانه ومشاعره التى نسجها بكل عمل فنى.
 
وعن الرحلة الى الصين يصف الفنان طاهر عبد العظيم: فقد تركزت على مجموعة من المتاحف والأماكن الأثرية المهمة، وكذلك بعضالأماكن السياحية والمعارض الفنية مثل متحف بكين القومى، وفيه تخصيص مساحة كبيرة لعرض الأعمال الفنية الحديثة، التى قدمت بها كجزء من المتحف يتيح فرصة المشاهدة للأعمال الحديثة فى نفس المتحف الذى يضم الآثار القديمة، أيضا مساحة مخصصة لعرض كل ما هو حديث من فنون وعمارة وتكنولوجيا وخلافة بإحدى القاعات المخصصة لذلك.
 
وأوبرا بكين وسور الصين العظيم، كذلك من أهم الزيارات التى قمنا بها كانت لاستاد بكين الدولى الذى يشيد حالياً فمن اللافت للنظر أن تكون هناك زيارة مفتوحة للجمهور حتى يشاهد عملية البناء من خلال عرض المشروع بشكل نهائى عن طريق شاشات عرض كبيرة تعرض المشروع فى صورته النهائية منفد ببرامج الكمبيوتر، ومتاح للزائر مشاهدة الموقع أثناء العمل بطريقة منظمة ورائعة والفكرة فى حد ذاتها فى منتهى الذكاء حيث خلقت فرصة للسياحة الداخلية والخارجية وأيضاً تساعد على ترقب افتتاح هذا المنشأ والحدث الضخم.
 
مدينة (كوينمنج ) التى تقع فى مقاطعة يونن تسمى مدينة الربيع، وأتعجب كيف أن هذه المدينة غير معروفة للسياحة العربية بالرغم من المناظر الرائعة والطقس الخلاب من بحيرات وجبال خضراء، فالطبيعة مازالت تتمتع تكوينات ملهمة لكل فنان، وهناك منطقة قديمة وهى عبارة عن مزار بمساحة كبيرة تتحرك داخله بواسطة عربة (طفطف) يتجول فى عدة مناطق تمثل كل منها قرية من القرى القديمة بعاداتهم وملابسهم وأشكال بيوتهم والمناظر الجميلة والطبيعة الرائعة.
 
وأيضا مدنية ( ليجنج) من أجمل الأشياء التى حدثت لى فى هذه الرحلة اننى أمسكت السحاب بيدى، حيث الأماكن المرتفعة التى تفوق السحاب انه شعور رائع أن ترى السحاب عن قرب وكذلك تكوينات البيوت والقرى المبنية على الجبال الخضراء، لتصل إلى مدينة ليجنج التى بهرتنى بطبيعتها الجميلة والطقس البارد الجميل والأمطار شبه المستمرة لتحولها إلى جنة خضراء وبحيرات المياه الرائعة، ومن أكثر ما أعجبنى فى هذا المكان هو كيفية الاستفادة من الطبيعة واستغلالها بطريقة رائعة لتتحول إلى منطقة سياحية تجذب السياح، الفندق الذى نزلنا فيه عبارة عن بيت من البيوت القديمة تم تحويله إلى نزل فندقى، مع المحافظة على شكله التقليدى، وإضافة بعض التعديلات التى تؤهله للسكن فكان متحفاً فى حد ذاته.