الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مكافحة الإرهاب والتبادل التجارى على مائدة «السيسى - مارسيلو»

مكافحة الإرهاب والتبادل التجارى على مائدة «السيسى - مارسيلو»
مكافحة الإرهاب والتبادل التجارى على مائدة «السيسى - مارسيلو»




فيما يؤكد قوة علاقات مصر الخارجية يبدأ اليوم الرئيس البرتغالى «مارسيلو دى سوزا» زيارته الأولى لمصر ، والتى تأتى استجابة للدعوة التى وجهها له الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتعكس تلك الزيارة حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية، وبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى دفع التعاون فى مجالات الاقتصاد والبحث العلمى ومكافحة الإرهاب.
 وكشف تقرير للهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر والبرتغال، يجمعهما حرص مشترك على ضمان الاستقرار فى العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، حيث إن الدولتين طرفان فى عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الإفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط، علاوة على اتفاق وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية إلى حد كبير، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة فى تطوير التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة.

العلاقات السياسية

تبرز أهمية العلاقات بين البلدين من خلال  مواقف البرتغال  تجاه التطورات التى شهدتها الساحة السياسية فى مصر على مدى السنوات القليلة الماضية حيث كانت متوازنة وتقف فى جميعها بجانب إرادة الشعب المصرى فى بناء دولته الديمقراطية المدنية الحديثة.
وأوضح  تقرير هيئة الاستعلامات، أن مصر والبرتغال تربطهما علاقات جيدة على المستوى السياسى، ازدادت رسوخاً بعد زيارة الرئيس السيسى للبرتغال عام 2016، التى مهدت الطريق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، حيث  يوجد توافق فى الرؤى السياسية بين قيادتى البلدين، وتلتقى وجهات نظر الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة.
كما تحرص الدولتان على تنسيق المواقف المشتركة تجاه العديد من القضايا فى المحافل الدولية ومن بينها سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب وضمان استقرار منطقة البحر المتوسط، وتوحيد المواقف تجاه تطورات الأوضاع فى ليبيا وسوريا.

الزيارات المتبادلة

وفى سياق التطور الإيجابى الواسع التى تشهده علاقات مصر الدولية مع مختلف دول وقارات العالم، قام الرئيس  الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى  21 نوفمبر 2016 بزيارة إلى البرتغال كأول زيارة دولية تستضيفها البرتغال عقب تنصيب الرئيس «مارسيلو ريبيلو دى سوزا»، فى مارس 2016، وأول زيارة أيضًا لرئيس مصرى إلى البرتغال منذ 20 عاما.
وقد أعقبت زيارة الرئيس السيسى إلى البرتغال زيارات متبادلة بين وزراء رجال أعمال البلدين توجت فى 22 فبراير 2018 باعتماد وزير التجارة والصناعة ووزير العولمة البرتغالى، التشكيل النهائى لمجلس الأعمال المشترك بين البلدين وجاءت زيارة وزير العولمة البرتغالى لمصر.

العلاقات الاقتصادية

تعتبر البرتغال شريكا مهما لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، ويوجد العديد من المجالات الاقتصادية المشتركة بين مصر والبرتغال، لا سيما أن مصر تعتبر بوابة للصادرات البرتغالية إلى الدول الإفريقية، خاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة للتكتلات الإفريقية (كوميسا وسادك وإياك).
ويذكر تقرير الهيئة العامة للاستعلامات أن حجم التبادل التجارى بين مصر والبرتغال قد حقق  ارتفاعاً، حيث بلغ مع نهاية عام 2017 نحو (218) مليون يورو مقابل (192.57) مليون يورو خلال عام 2016، مما يعكس سعى الدولتين لزيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة وتشجيع القطاع الخاص بالبلدين على الدخول فى شراكة تجارية، كما انعكس ذلك فى إبداء شركات برتغالية عديدة اهتماماً بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية خاصة عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة وفى مقدمتها تحرير سعر الصرف، واطلاق حزمة المشروعات القومية العملاقة.
وتبلغ قيمة الإستثمارات البرتغالية فى مصر نحو 404,7 مليون دولار فى قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الملابس الجاهزة، الطاقة الجديدة والمتجددة، إضافة  إلى أن هناك فرصًا استثمارية واعدة فى مصر خاصة فى مجال صناعة الجلود، حيث تعد البرتغال من أكبر الدول المستوردة للمنتجات الجلدية على مستوى العالم.

العلاقات السياحية

تعد السياحة البرتغالية أحد مفاتيح السياحة اللاتينية، ففى حالة انتظام حركة السياحة من البرتغال لمصر سينعكس ذك سريعًا على حركة السياحة الوافدة من إسبانيا وأمريكا اللاتينية. والسائح البرتغالى سائح مهم جدًا للقطاع السياحى فى مصر، حيث إن لديه نسبة إنفاق عالية، كما أنه يهتم بالسياحة الثقافية التى تمتاز بها الأقصر وأسوان.
وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالى عدد السائحين البرتغاليين إلى مصر خلال عام 2015 بلغ 8 آلاف سائح مقابل أكثر من 17 ألف سائح عام 2009.

تقارب ثقافى

فى المجال الثقافى تحتفظ مصر والبرتغال بخصوصية ثقافية فى ضوء التفاعل الثقافى خلال مراحل تاريخية مختلفة من مسيرة البلدين.
وترتبط مصر والبرتغال باتفاق ثقافى وعلمى وفنى منذ عام 1981، كما تم تأسيس جمعية صداقة مصرية برتغالية فى البرتغال عام 1996، ويعمل الجانبان على توسيع دائرة التعاون فى المجال الثقافى والعلمى.