الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«زاكاش».. آخر عملات تمويل الإرهاب عبر الحدود

«زاكاش».. آخر عملات تمويل الإرهاب عبر الحدود
«زاكاش».. آخر عملات تمويل الإرهاب عبر الحدود




كتب - مصطفى أمين عامر

«للتبرع بالبتكوين والزاكاش» جملة دائمًا ما تعثر عليها فى جميع المواقع والإصدارات التابعة لتنظيم داعش الإرهابى والجماعات الإرهابية بجميع أنواعها حتى بعد قرار «جوجل» ومن قبله «فيسبوك» منع جميع الإعلانات المرتبطة بالعملات الرقمية والإلكترونية وعلى رأسها البتكوين وزاكاش، ولا تزال تلك العملات الافتراضية تمثل جزءا لا يمكن تجاهله من تمويل العمليات الإرهابية لهذه المنظمات الدموية العابرة للحدود.

وقد زات المخاوف الدولية من تلك العملات بعد ما أعلنت وزارة العدل الأمريكية احتجاز امرأة - تدعى زوبيا شاهناز وتبلغ 27 عاما - بتهمة تحويل أموال لتنظيم «داعش» الإرهابى، وذلك بالتحايل على مؤسسات بنكية، وتحويل ما حصلت عليه إلى عملة «بتكوين» الرقمية، وعملات افتراضية أخرى، بما قيمته 85 ألف دولار، وإرسالها للتنظيم الإرهابى عبر صفحات التواصل جوجل وفيسبوك.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن شاهيناز حصلت على بطاقات ائتمانية عدة وحوّلت منها 62 ألف دولار لعملة «بتكوين»، وأرسلتها لأشخاص على صلة بالتنظيم الإرهابى فى باكستان والصين وتركيا.
وتعد الـ«زكاش» هى العملة الجديدة المفضلة لدى تنظيم داعش حاليا فكما ليس لها وجود فى الواقع إلا أنها تمثل واقعا جديدا فى العالم الافتراضى تستغله داعش بمهارة لـ«تمويل» أعمالها الإرهابية وذلك بعد الحرب الشرسة من قبل المجتمع الدولى على التنظيم الدموى وخسارته للأراضى التى احتلها فى سوريا والعراق ومصادر تمويله الرئيسية التى كانت لا تنضب، ولكنه سرعان ما استطاع أن يجدد دماءه التمويلية من خلال فتح جبهة لمعركة من نوع مختلفة وهى العالم الافتراضى، ووسائط الإنترنت وتعد زاكاش ZCash، العملة الرقمية المشفرة على بلوكشين لامركزية هى الأنسب للتنظيم وذلك لتمتعها بخاصية عدم الكشف عن هوية مستخدميها والمعاملات الخاصة بهم وهى أيضا بديل آمن لعملة البيتكوين التى يحاصرها العالم حاليًا بالإضافة إلى أنها عملة مفتوحة المصدر وتتميز بسرعة تحويل القيمة المالية بمستوى خصوصية عالية .
فبعد أن مهد نجاح البيتكوين الذى أطلق فى عام ‭2009‬ الطريق لمئات من العملات المشفرة البديلة، بدأ مستخدمو العملات المشفرة فى البحث عن عملات رقمية أخرى يمكن أن تملأ حفرة الخصوصية التى لم يتمكن البيتكوين من تحقيقها.
العملات الرقمية مثل زاكاش توفر تقنيات إخفاء الهوية المعقدة التى تحجب المعاملات والأطراف المعنية فى تلك المعاملات وتم تصميمها لتوفر مستوى أكبر من الخصوصية التبادلية للقيمة من خلال السماح لمستخدميها بالبقاء مجهولين تماما وهو ما تريده داعش.
ويعتبر زاكاش، دفتر سندات مفتوحا مشفرا وهذا يعنى أنه على الرغم من تسجيل جميع المعاملات على البلوكشين، إلا أنها تبقى مشفرة، ولا يمكن الوصول إليها من طرف أى شخص، فقط للذين لذيهم مفاتيح الوصول إلى تلك المعاملات المسجلة على البلوكشين كما أن معظم العملات الرقمية التي توفر عدم الكشف عن الهوية مثل عملة مونيرو، تعتمد على المفاتيح الخاصة التى يتم بناؤها بأحرف أبجدية رقمية.
وبدأت داعش بالفعل فى إيجاد مصادر تمويل لها من خلال التحول نحو العملات الرقمية لضمان استمراريته ويرصد ليفى ماكسى فى تقرير نشره مؤخرًا مركز «ذو سيفر بريف» كيف أن العملات الافتراضية دخلت أيضًا مجال الإرهاب، خاصة العملات المشفرة التى يكون المتعاملون بها شبه مجهولين مثل بيتكوين وزكاش ومونيرو وإثيريوم، وهى عملات قادرة على حجب هويات القائمين بالعمليات وتحويل الأموال فى كافة أنحاء العالم بطرق ناجحة ويمكن التحقق منها.
كما أن التنظيمات الإرهابية تجد فى العملات الإلكترونية وعلى رأسها «بيتكوين» و«زاكاش مصدرا جيدا للتمويل، فى ظل سعى هذه الجماعات لاستغلالها من أجل جمع تبرعات من مجهولين تستخدم لاحقا فى تمويل العمليات الإرهابية.
 وقد تم الكشف مؤخرًا عن جماعة تدعى «الصدقة»، تجمع تمويل للجماعات الجهادية فى سوريا، نشرت على حسابها بموقع تويتر، فيديو يظهر أرض غير نظيفة وأغطية وحقائب مليئة بالخبز القديم وصاحبه رسالة «تبرع فى الخفاء بالعملة الإلكترونية مصحوبا بعنوان إلكترونى للتبرع وأن الجماعة تلقت ما يقارب 1000 دولار خلال ساعات.