الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دماء سوداء فاسدة




 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 24 - 10 - 2009

لا يريد السيد أيمن نور أن يرتاح و"يكفي" علي الخبر "ماجور".. فهو مصمم حتي آخر لحظة من صحته العليلة التي حصل بسببها علي إفراج صحي يتمم به محكوميته بعد صدور أحكام إدانته بتهمة التزوير من كل الدوائر القضائية.. وفي حيثيات هذه الأحكام القضائية ما يكفي ويزيد بما يجعل السيد نور مختبئا مختفيا مبتعدا عن أول لمحة نظر بالآلاف من الأميال.
 

السيد نور يفترض أن هناك غشاوة تغطي ذاكرة البسطاء في هذا الوطن تمنعهم من تحديد الأخيار من الأشرار.. الصادقين من الكذابين.. الشرفاء من المزورين.. من هم مهمومون بالارتقاء بتفاصيل حياة البسطاء اليومية فيقدمون الأعمال الحقيقية بشكل تراتبي ممنهج تتحقق بها إضافات ومكاسب ملموسة هي بين أيديهم وحولهم.
ومن يستخدمون متاعبهم ومشاكلهم وأيضا طموحاتهم كأبواب مزايدة ومتاجرة تدلس علي الحقيقة وتطلق سحب الدخان الأسود في تشويش وتشكيك وادعاء بما ليس موجوداً والركون إليه.. لتتم صناعة صور زائفة وكيانات جوفاء لشخوص هلامية تبحث عن غسل السمعة وتبييض الوجه . البسطاء أذكياء ويفهمونها وهي "طايرة".. ويعرفون أن السيد نور يحتاج إلي ما هو أكثر من المصافحة والتنقل والهرتلة بكلمات هنا أو هناك عن نظرية ضبابية دخانية اسمها "التوريث" أطلقها هو ومن يسانده من صحف خاصة وتيارات معروفة تبحث عن دماء تضمن لها عناصر التواجد في الحياة السياسية حتي ولو كانت دماء سوداء فاسدة .

ومع ذلك رفضت الأخيرة أن يكون السيد نور ضمن مجموعتها.. ليس لأنها لا سمح الله تدافع عن منطق صحيح.. وإنما لأنها خافت علي نفسها من وجود السيد نور بين صفوفها.. وبالطبع لم تكن هذه الخشية ايديولوجية أو سياسية.. وإنما هي خشية علي مصداقية تحتاجها وهي تحارب طواحين الهواء الافتراضية.

يعرف السيد نور جيداً إلي ما هو أكثر من اللف والدوران والمصافحة والهرتلة ليتحول من سجين يقضي ما تبقي من محكوميته في ظل قرار إفراج صحي بعد أن قضي معظمها داخل السجن.. لارتكابه جريمة التزوير وهي جريمة مخلة بالشرف.. إلي مواطن عادي له كل الحقوق.. لم يرتكب جرما مخلا بالشرف تجري في عروقه دماء سوداء فاسدة.

[email protected]