قيصر روما.. راجع

كتب - وليد العدوى


لم تعد علاقة البطل الأسطورى المصرى محمد صلاح بأى مكان يذهب إليه عادية بكل مقاييس الكلمة، بعد أن وجه الحساب الرسمى لنادى روما عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» رسالة إلى نجم ليفربول، بعدما أسفرت القرعة عن مواجهة الفريقين فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، وكتب روما «سنكون متنافسين لـ180 دقيقة لكن مهما يحدث سنكون أصدقاء مدى الحياة.. نتطلع إلى رؤيتك مجددا»، ويرد لاعب روما السابق قائلا: «100%»، فى انعكاس لمدى الروح الرياضية والحضارية التى يتمتع بها صلاح فى أوروبا، ومع ناديه السابق الذى ساهم فى صناعة جزء كبير من نجوميته فى القارة الأوروبية العجوز، حيث سيذهب له قريبا متنافسا، بعدما أسفرت قرعة دور نصف النهائى لدورى الأبطال عن وقوع روما أمام ليفربول ليعود صلاح إلى ملعب فريقه القديم لمواجهته مرة أخرى، ولعب صلاح فى صفوف روما لعامين قبل أن يرحل عنه الصيف الماضى وينتقل إلى ليفربول ويتألق مع الفريق الإنجليزى ويساهم فى تأهله لنصف نهائى دورى الأبطال، كما توج صلاح قبل الإعلان عن نتائج قرعة دورى أبطال أوروبا، الجمعة، بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى لشهر مارس ليصبح أول لاعب يظفر بها عبر التاريخ ثلاث مرات خلال الموسم ذاته.
أوقعت القرعة ايضا ريال مدريد الاسبانى حامل اللقب فى مواجهة نارية مع بايرن ميونيخ الالماني، ويقام ذهاب نصف النهائى فى 24 و25 أبريل والاياب فى 1 و2 مايو المقبل، أما المباراة النهائية فتستضيفها العاصمة الأوكرانية كييف فى 26 مايو، وبموجب القرعة سيستضيف بايرن الذى توج مؤخرا بلقب الدورى الالمانى للمرة السادسة تواليا، مباراة الذهاب على ملعبه أليانز أرينا، على ان يحل ضيفا على ملعب سانتياغو برنابيو فى الاياب، فى المقابل، يستضيف ليفربول مباراة الذهاب على ملعبه أنفيلد، وتقام مباراة الاياب على الملعب الأوليمبى فى العاصمة الايطالية.
مواجهة ليفربول وروما ستكون بين فريقين حققا نوعا من المفاجأة فى مسابقة هذا الموسم، اذ تأهل ليفربول بقيادة الفرعون محمد صلاح فى الدور ربع النهائى على حساب متصدر ترتيب الدورى الانجليزى الممتاز مانشستر سيتي، وفاز ذهابا على ملعبه (3- صفر)، و(2-1) ايابا، ويبحث ليفربول عن لقبه السادس فى دورى الأبطال والأول منذ 2005، ويعول بشكل أساسى على صلاح الذى يتصدر ترتيب هدافى الدورى الانجليزى الممتاز هذا الموسم، وسجل 39 هدفا فى مختلف المسابقات، أما روما هو الوحيد بين الفرق الأربعة الذى لم يحرز اللقب الأوروبى فى تاريخه، وتأهل للنهائى مرة واحدة فى نسخة 1983-1984 عندما خسر أمام ليفربول حيث كانت البطولة تقام تحت مسمى «كأس أوروبا»، لكنه حقق هذا الموسم مفاجأة كبرى فى ربع النهائى بإقصائه برشلونة متصدر ترتيب الدورى الاسباني، وبعد تأخره الكبير ذهابا على ملعب كامب نو (1-4)، قلب نادى العاصمة الايطالية الطاولة وفاز (3-صفر) فى الإياب، وتعود آخر مواجهة بين ليفربول بقيادة المدرب الألمانى يورجن كلوب وروما بقيادة المدرب أوزيبيو دى فرانشيسكو فى دورى أبطال أوروبا إلى دور المجموعات موسم 2001-2002، وتعادل الفريقان سلبا فى روما، بينما تفوق ليفربول على ملعبه بنتيجة (2-صفر).
سبق أن واجه صلاح فرقه القديمة فى 4 مباريات، بينما واجه روما فى مباراتين، قبل أن يلعب لصفوفه، حيث واجه صلاح روما أثناء لعبه بالدورى الأوروبى مع فيورنتينا فى موسم 2014-2015، ولعب مباراتين فى دور الـ16 انتهت الأولى بالتعادل الإيجابى (1-1)، وفاز الفيولا فى الإياب بنتيجة (3-صفر)، ولم يخسر صلاح أمام روما، فقبل الانتقال لصفوفه لعب فى المباراتين 180 دقيقة وصنع هدفا دون أن يسجل، وبعدما قضى نصف موسم بين صفوفه انتقل صلاح من فيورنتينا إلى روما وواجهه فى ثلاث مناسبات، انتهت المباراة الأولى بفوز فريقه الجديد بنتيجة (2-1)، وسجل حينها هدفا لكنه تعرض للطرد، وهى البطاقة الحمراء الوحيدة فى مسيرته الأوروبية، ولعب خلال هذه المباراة لمدة 86 دقيقة، والمباراة التالية انتهت لصالح روما بنتيجة (4-2)، وسجل صلاح هدفين وصنع ثالثا، وغادر الملعب قبل 4 دقائق من نهاية المباراة، وفى المباراة الثالثة خسر صلاح برفقة روما من فيورنتينا بهدفين فى مباراة شارك فيها لمدة 68 دقيقة، ولم يواجه صلاح تشيلسى بعد الرحيل عنه سوى فى مباراة الدور الأول هذا الموسم، حيث تعادل مع ليفربول إيجابيا بهدف، وكان هو من سجل هدف فريقه فى اللقاء.
من جانبه تعهد المدرب الألمانى لليفربول يورجن كلوب بإبقاء الهداف المصرى المتألق محمد صلاح مع «الريدز»، وعدم خسارة لاعب جديد طامح الى إحراز الألقاب مع فريق آخر، ويقدم صلاح فى موسمه الأول مع ليفربول أداء استثنائيا بعد انتقاله اليه الصيف الماضى من روما الإيطالى مقابل 48 مليون دولار، إذ سجل 39 هدفا فى مختلف المسابقات، بينها 29 فى الدورى الممتاز، وساهم فى قيادة فريقه الجديد الى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، وأصبح صلاح أول لاعب فى تاريخ الدورى الممتاز الإنجليزى «البريميرليج» يفوز بجائزة لاعب الأسبوع ثلاث مرات فى موسم واحد، الا ان الأداء اللافت الذى يقدمه جعل جمهور ليفربول متخوفا من إمكانية الانتقال الى فريق آخر على غرار ما حدث مع الإسبانى فرناندو توريس أو الأوروغويانى لويس سواريز والبرازيلى فيليبى كوتينيو، حيث خسر ليفربول جهود توريس فى يناير 2011 لصالح تشلسى فى صفقة قدرت بـ50 مليون جنيه استرليني، وكانت فى حينه أغلى صفقة انتقال فى تاريخ الكرة الإنجليزية، ثم تكرر الأمر مع سواريز الذى انتقل فى صيف 2014 الى برشلونة الإسبانى مقابل 64,98 مليون جنيه استرليني، وفى يناير الماضى انضم كوتينيو الى سواريز فى برشلونة بصفقة خيالية وصلت قيمتها مع الحوافز والمكافآت الى 142 مليون جنيه استرليني، وذلك رغم رغبة كلوب فى الاببقاء على خدمات اللاعب البرازيلى إلا أنه رفض وتمسك بالانتقال إلى «البارسا»، وفى ظل فشل ليفربول فى احراز لقب الدورى الإنجليزى منذ 1990، يتخوف جمهور الفريق من ان يكون صلاح على درب سابقيه.