الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هنا دمشق من القاهرة

هنا دمشق من القاهرة
هنا دمشق من القاهرة




كتبت - خلود عدنان

 

لن تكفى الكلمات لوصف معاناة سوريا، تلك الارض المغدورة التى انصهرت فيها حضارات العالم، اليوم أصبحت الإنسانية بها جثة هامدة تتراقص فوقها اطماع المعتدين، والتى تكشفت نواياهم منذ «الخريف العربي» حيث بدأ نزيف السوريين تحت سيوف «داعش» لـ»جبهة النصرة» لـ«فصائل المعارضة» للقصف الإسرائيلى مرورا بالغزو التركي، حتى وصل الأمر للعدوان الثلاثى الغربى الذى شن هجماته فى فجر السبت بموافقة «تنظيم الحمدين»، حيث هزت انفجارات ضخمة العاصمة السورية دمشق، بحجة استهداف مواقع الكيماوي، ليتكرر المشهد العراقى مرة أخرى بعد ٧ سنوات.
هذا الجنون الغربى الثلاثى الذى انطلق من داخل الأراضى القطرية، بقيادة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا وبمباركة تركية، أعطى ترامب أوامره بضرب سوريا، ردا على هجمات كيماوية مزعومة، اتهم الغرب النظام السورى بشنها فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
عبر صفحات التاريخ سيلاحق العار قطر وتركيا، إذ ان تميم بن حمد امير قطر هو أول من خذل الشعب السوري، إذ لعبت دويلته دورا فى ضرب دمشق، حيث تتمركز بها قاعدة العديد الجوية أكبر قاعدة عسكرية لدى واشنطن فى الشرق الأوسط، والتى سمح من خلالها للقوات الجوية الأمريكية بهبوط قاذفات بي-52 التى تستخدم فى الغارات الجوية على سوريا.
وبينما يبكى اهل سوريا، كان الرئيس التركى رجب طيب اردوغان يبارك سفك دماء الشعب السوري، ويهنئ العدوان الثلاثى على ضرباته لدمشق، ولا عجب فتركيا هى الحليف العسكرى الأبرز لواشنطن، وأقرب الأماكن لاستخدام جنرالات البنتاجون قاعدة انجرليك الجوية التركية، فى ضرب أهداف سورية.
وقالت وكالة «فرانس برس»، إن «قصف التحالف الغربى استهدف بـ 13 صاروخا مراكز البحوث العلمية وقواعد عسكرية عدة ومقرات للحرس الجمهورى والفرقة الرابعة فى دمشق ومحيطها استهداف الغارات مطار المزة ومركز البحوث فى برزة وجمرايا ومصياف، واستهدفت صواريخ بريطانية ضربت مركزاً «كيمياوياً» غرب حمص.
وفى ملاحظات سريعة على القصف الثلاثى الصاروخى ضد سوريا فجر اليوم، قال الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية والمستشار القانونى السابق لحلف الناتو فى البلقان فى تصريح خاص لـ»روزاليوسف»، تحت عنوان «مشارط جراحية ثلاثة لكنها ضربة واحدة فى ليلة واحدة وهدف واحد رئيسي»  اولها : القصفات الصاروخية الثلاثية الجراحية الامريكية البريطانية- الفرنسية لم تكن متعجلة لكنها استغرقت الدراسة والتمحيص للأهداف السورية وردود الأفعال الروسية - الإيرانية، وذلك تم قبل ان يصدر تقرير اللجنة الدولية حول استخدام كل من النظام السورى للسلاح الكيميائى بدوما، والمضحك أن دول الحلف الثلاثى لم تنطق شفاهها بكلمة واحدة تجاه استخدام داعش لذلك السلاح المحظور بقرية خان شيخون.
واستكمل سلامة أن الكلفة العالية جدا للصواريخ الذكية المستخدمة فى العملية الجراحية من الجو لاول مرة فى العمليات العسكرية الأمريكية تعنى ان هناك تحولا فى النهج الاستراتيجى العسكرى لاستخدام الطائرات القاذفة من القلعات الجوية الحصينة مثل العملاقة بي52 الاستراتيجية فى مثل هذه العمليات، فلم يستخدم هذا الأسلوب إطلاقا فى العراق 1990 و العراق 2003 و أفغانستان 2001و يوغوسلافيا 1999و ليبيا 2011و السودان 1998  و رابعها توخى الدقة المتناهية بإسقاط الدمار ( الصواريخ ) من فوق الهدف مباشرة وليس من مئات  آلاف الأميال.
وأكد سلامة، انه حتما تمت مراجعة وتدقيق الأهداف السورية المستهدفة مع جيش الدفاع الإسرائيلى واسع الخبرة فى مثل هذه العمليات، فهى شبيهة بهجماته على الاراضى الفلسطينية، كما تم إعداد قواعد الاشتباك لكل العناصر الأمريكية- الفرنسية -البريطانية المشاركة لضمان تجنب الحاق أى ضرر مباشربالقوات الروسية أو الإيرانية، لذا الحديث عن حرب عالمية ثالثة بين العدوين اللدودين الدب الروسى واليانكى الأمريكى حديث عربى خالص، إذ ان الذكاء السياسى وحقن النزيف المعنوى للرئيس الروسى بوتين يكبحهانه من أى مناطحة، أيضا امريكا لن تقصى الأسد لكنها ستقوم بإخضاعه سياسيا بشكل كبير بمثل هذه المشارط التخديرية الإخضاعية للمريض المتمرد سياسيا من وجهة نظر الإدارة الأمريكية.
وحول الموقف التركى المتخاذل، قال يافوز اجار المحلل السياسى التركى رئيس تحرير جريدة الزمان التركية لـ«روزاليوسف»، إن أردوغان بات اليوم مضطرا للبقاء بين برزخى واشنطن وموسكو، وتبنى سياسة التوازن بين البلدين إلى أن يحسم أحد الطرفين موقفه من الأزمة السورية، مشيرا إلى ان اردوغان قد يغير موقفه من روسيا حسب التوجه الامريكي، فكلما وجهت امريكا ضربات لأهداف النظام السورى فإن أردوغان سيضطر إلى الاقتراب منها أكثر والابتعاد عن روسيا أكثر، ذلك بسبب خوفه من ورقة الدعم الأمريكى للأكراد من جهة ومن جهة اخرى خوفه من العقوبات الثقيلة التى ستترتب على خرقه عقوبات واشنطن على إيران.. وقضية رضا ضراب سيحسم الأمر فيها الشهر المقبل.