الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شارع «أبوطبق».. كان صاحبه يعزل الوالى بالأمر «انزل يا باشا»

شارع «أبوطبق».. كان صاحبه يعزل الوالى بالأمر «انزل يا باشا»
شارع «أبوطبق».. كان صاحبه يعزل الوالى بالأمر «انزل يا باشا»




كتب - علاء الدين ظاهر

إذا كانت الحواري المصرية تتميز بروح شعبية من عبق التاريخ، فإنها أيضا تتميز في كثير منه بأسماء ربما تبدو غريبة لكنها لها أصل في التاريخ، ومنها حارة سيدى عمرالركن» أبوطبق سابقا»بالناصرية، والتي كشف لنا حكايتها وأصل اسمها أبو العلا خليل الباحث والمؤرخ المتخصص في الآثار الإسلامية.
قال أبوالعلا: كان سيدى عمر الركن المنسوب إليه هذه الحارة من تلاميذ العارف بالله تعالى سيدى شمس الدين محمد بن حسن بن على الحنفى، والمعروف بين العامة بالسلطان الحنفى لنفوذ كلمته على سلاطين زمانه، وكان دأب السلطان الحنفى أن يزوج بناته من أحب مريديه فزوج سيدى عمر الركن من ابنة له، وزوج مريده سيدى شمس الدين بن كتيلة المحلى ابنة أخرى.
وتابع: يذكر الشعرانى فى «الطبقات الكبرى» قول السلطان الحنفى»ظفرت فى زمانى كله بصاحبين ونصف صاحب، فأما الصاحبان فهما أبوالعباس السرسى والشيخ شمس الدين بن كتيلة المحلى، أما الأول فأنه أنفق على جميع ماله وأما الثانى فأنه تمسك بطريقتى واتبع سنتى، وأما نصف الصاحب فهو صهرى سيدى عمر الركن»
وأشار إلي أنه لسيدى عمر الركن مدفن بداخل مسجد شيخه السلطان الحنفى يسار الداخل من باب المسجد الرئيسى بشارع السلطان الحنفى، أما أصل»أبوطبق»كشفته د.سعاد ماهر فى كتابها»القاهرة القديمة وأحياؤها»، حيث قالت إنه منذ نهاية القرن 17 ضعف نفوذ الوالى العثمانى حاكم البلاد، وعظم إزاءه نفوذ رئيس المماليك المسمى شيخ البلد.
حتى كان إذا أراد عزل الوالى يرسل إليه رسولا يسميه العامة» أبوطبق»، لأنه كان يلبس فوق رأسه قبعة لها حافة واسعة تشبه الطبق، ويدخل أبوطبق على الوالى فى القلعة فيحييه ويثنى طرف السجادة الجالس عليها ويتلو عليه أمر العزل بقوله: انزل يا باشا، وبذلك يصبح الوالى معزولا ويغادر البلاد»، ولعل ربط العامة بين سيدى عمر الركن وبين أبوطبق، من تلك المهابة والنفوذ التى اكتسبها من شيخه السلطان الحنفى عند السلاطين والتى امتدت لزوج ابنته سيدى عمر الركن.