الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ضرب سوريا يعيد للأذهان العدوان الثلاثى على مصر

ضرب سوريا يعيد للأذهان العدوان الثلاثى على مصر
ضرب سوريا يعيد للأذهان العدوان الثلاثى على مصر





كتبت- وسام النحراوى - أمانى عزام

 


تتجه أنظار العالم إلى دمشق عقب العدوان الثلاثى الذى شنته أمريكا بريطانيا وفرنسا، على أهداف حيوية  تابعة للحكومة السورية، ردا على مزاعم  نفتها السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية فى مدينة دوما بغوطة دمشق الأسبوع الماض.
الأزمة السورية أعادت إلى الأذهان مشهد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ففى لقطة تاريخية أعاد الزمان نفسه مرة أخرى إذ عبر الشعب المصرى عن تضامنه مع أشقائه فى سوريا باستدعاء جملة  الإعلامى السورى عبدالهادى بكار الشهيرة «من دمشق هنا القاهرة» عبر  أثير إذاعة دمشق عندما  أغار الطيران البريطانى والفرنسى والإسرائيلى على أبراج الإرسال الإذاعى وتم قطع الإرسال من إذاعة القاهرة، لتقف الإذاعة السورية كالطود مع عروبة مصر.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى  فى معظم أنحاء العالم تضامنًا مع سوريا، كما اندلعت المظاهرات فى دول عدة للتنديد بالعدوان الثلاثي، إذ نظم العشرات فى تشيلى مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بـ«سانتياجو»، تأييداً لسوريا ورفضا للهجوم عليها،  ورفع المتظاهرون الأعلام السورية وشعارات تندد بالعدوان على سوريا، ورددوا هتافات ضد الدول المعادية لها.
فيما انتشرت قوات الأمن بمحيط السفارة عقب اندلاع المظاهرة واشتبكت مع المحتجين وألقت القبض على عدد منهم.
كما تظاهر المئات من عرب إسرائيل، أمام القنصلية الأمريكية فى حيفا بشمال إسرائيل ضد ضرب سوريا، ولوح المشاركون بأعلام سوريا وأطلقوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة، كما دعا المحتجون إلى وحدة سوريا الغارقة فى حرب مدمرة أودت بحياة أكثر من 350 ألف شخص منذ العام 2011، بحسب ما قالت مراسلة وكالة فرانس برس.
وكان من بين المشاركين النائب عايدة توما سليمان، من القائمة الموحدة، بالإضافة إلى العديد من الزعماء الدينيين من المناطق العربية فى شمال إسرائيل.
ورغم الإدانات العالمية لم تتراجع أمريكا عن موقفها الهمجى إذ أعلن نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، أن سوريا يتعين عليها دفع الثمن إذا نفذت المزيد من الهجمات بأسلحة كيميائية.
وقال «بينس» خلال قمة دول أمريكا اللاتينية التى انعقدت فى ليما: إن «الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة مسعاها لإعادة إرساء إطار الردع القائم حتى يعلم النظام السورى ورعاته، أن هناك ثمنا يتعين دفعه أن استخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخرى ضد رجال ونساء وأطفال».
من جهتها، اتهمت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إدارة دونالد ترامب بالـ»النفاق»، ففى الوقت الذى أدان فيه ترامب ما يحدث فى سوريا ووصفه بالعمل الطائش والكارثة الإنسانية، قام بفرض ضوابط صارمة على الهجرة وانخفض عدد طالبى اللجوء إلى 11 لاجئ سورى فقط هذا العام حتى الآن، ليس ذلك فقط بل قام بشن ضربات جوية تعمق من جراح السوريين.
وأشارت «الإندبندنت» إلى أنه فى عام 2015، وفى ظل فترة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، استقبلت الولايات المتحدة 192 لاجئا سوريا، حسب أرقام وزارة الخارجية الأمريكية، وارتفع هذا بشكل كبير فى العام التالى، عندما تم السماح لـ 479 فى الولايات المتحدة.
فيما فشلت روسيا فى الحصول على دعم مجلس الأمن الدولى لإدانة الضربات العسكرية التى شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على دمشق ردا على هجوم كيميائى مفترض، حيث طلبت موسكو فى جلسة طارئة لمجلس الأمن إدانة «العدوان» وقدمت مشروعا إلى المجلس بهذا الخصوص.
وحظى المقترح الروسى بتأييد 3 أصوات فقط، أى أقل بكثير من الأصوات التسعة المطلوبة لتبنى مشروع القرار، وصوتت ثمانى دول أعضاء فى المجلس ضد المشروع بينما امتنعت 4 دول عن التصويت.
فى السياق ذاته أفاد المكتب الصحفى للكرملين، بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحث هاتفيا مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، تطورات الأوضاع فى سوريا بعد الضربات التى شنتها الدول الغربية.
وقال الكرملين فى بيان: «تمت مناقشة الوضع المتفاقم فى سوريا، نتيجة الضربات الصاروخية على هذا البلد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
وشدد الرئيس الروسى على أن إجراءات مجموعة من الدول الغربية تنتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير والمبادئ الأساسية للقانون الدولي».
وأكد البيان أن الجانبين الروسى والتركى «ينطلقان من حقيقة أنه فى ضوء ما حدث، من الضرورى تكثيف التعاون الثنائى بهدف تحقيق تقدم حقيقى فى عملية التسوية السياسية فى سوريا».
كما الرئاسة التركية عن الاتصال الهاتفى بين الرئيسين الروسى والتركي، وقالت إنه جرى الاتفاق خلاله على العمل للحد من التوتر ومواصلة الجهود للتوصل إلى حل سياسي.
ونقلت صحية «الاندبندنت» البريطانية عن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إن الحكومة اتخذت قرار المشاركة فى ضربات صاروخية على سوريا دون انتظار موافقة البرلمان لأن تركيزها انصب على سرعة وفاعلية العملية، داعيا بريطانيا لاتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية نفسها من الانتقام الروسى.