فى ذكرى وفاته الواقعية السحرية فى زمن «ماركيز»

كتبت- مروة مظلوم

لا يولد البشر مرة واحدة يوم تلدهم أمهاتهم وحسب، فالحياة ترغمهم على أن ينجبوا أنفسهم».. عبرت كلماته عن زخم حياته الطويلة وازدحامها بالأحداث ربما لم يكن واقعها مثيرًا لكن قلمه جعلها تركب قطارًا سريعا، عربة تجر عدة عربات متسلسلة وراءها، تقف فى محطات، مغادرون ووافدون لا ينتظر أحد حتى صاحبه ولأن عقله البشرى استوعب هذه الحقيقة منذ طفولته فحاول أن يقبض على أيامه ولحظاته بحُلوهِا ومرها ولو كانت مئة عام من العزلة أبقاها حبيسة صفحات رواية.. قصة.. أو مقال يحمل اسم.. «ماركيز».
تشهد هذه الأيام الذكرى الرابعة لوفاة الأسطورة الكولومبية جبريال جارسيا ماركيز والذى جمع بين أكثر من لقب فهو روائى وصحفى وناشر وناشط سياسى وحاصل على جائزة نوبل عام 1982، الواقعية السحرية التى تميز بها أسلوب ماركيز والتى خلط فيها بين حياته الواقعية ودراما من وحى خياله جعلته الأكثر شعبية فقد نشر جارسيا روايتين هما (ورقة العاصفة عام 1955 م وفى ساعة الشر عام 1962 ورواية قصيرة بعنوان لا أحد يكتب إلى العقيد عام 1961؛ وبعض القصص القصيرة الأخرى. ثم جاء برواية مئة عام من العزلة، حيث يحكى جارسيا ماركيز قصة بلدة «ماكوندو» المعزولة والتى يشبه تاريخها تاريخ أمريكا اللاتينية. أحداث الرواية كانت أقرب للواقعية مطعمة ببعض الخيال، حيث استمد ماركيز أسلوب خلط الحقائق التاريخية والقصص الخيالية من الكاتب الكوبى AlejoCarpentier، أحد مؤسسى مدرسة الواقعية السحرية فى الكتابة.
استمر ماركيز فى إنتاج لهذه النوعية من الأدب حيث أصدر «خريف البطريرك» عام 1975، «وقائع الموت المنصب» عام 1981، «الحب فى زمن الكوليرا» عام 1985؛ وتم تصوير فيلم عنها عام 2007، واعتبرت رواية مئة عام من العزلة واحدة من أهم الأعمال فى تاريخ اللغة الإسبانية، وذلك من خلال المؤتمر الدولى الرابع للغة الإسبانية الذى عقد فى قرطاجنة فى مارس عام 2007. بالإضافة إلى كونها أهم أعمال ماركيز، كانت أيضا أكثر الأعمال تأثيرا على أمريكا اللاتينية. واشتهر أيضا بالأعمال الأخرى مثل ليس للكولونيل من يكاتبه، وخريف البطريرك والحب فى زمن الكوليرا. وهو مؤلف للكثير من القصص القصيرة، إضافة إلى كتابته خمسة أعمال صحفية.