الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ملك «التيكى تاكا»

ملك «التيكى تاكا»
ملك «التيكى تاكا»




كتب - محمد أبوالليل

 

خلال موسم بيب جوارديولا الأول فى إنجلترا، تساءل الكثير من النقاد عما إذا كان بوسع المدرب الإسبانى أن يحول النجاح الذى حققه فى إسبانيا وألمانيا إلى أسلوب قادر على التعامل مع القوة البدنية للدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم، دون التغيير فى فلسفته الكروية.
وأمس الاول أحرز مانشستر سيتى لقب الدورى الممتاز قبل خمس جولات على النهاية، بعدما بات يتقدم بفارق 16 نقطة على أقرب منافسيه مانشستر يونايتد، وبعدما سجل 93 هدفا لكن الأرقام تروى جزءا فقط من القصة.
وربما يظهر سيتى بشكل مختلف عن برشلونة وبايرن ميونخ، تحت قيادة جوارديولا، لكن طريقة الفوز باللقب أثبتت أن بوسع هذا المدرب المتمكن أن ينجح بطريقته الخاصة فى إنجلترا.
وانتهى موسم جوارديولا الأول فى سيتى بتأخر فريقه بفارق 15 نقطة عن تشيلسى البطل، وبالكثير من علامات الاستفهام حول الفريق.
لكن نجاحه فى تحويل سيتى ليصبح الأفضل فى البلاد، ليس سببه الوحيد نشاطه بقوة فى سوق الانتقالات بدعم من ملاك النادى القادمين من أبوظبى فى الإمارات.
فقد واصل جوارديولا الاعتماد على أسلوب لعبه الخاص الذى لا يعتمد فقط على الاستحواذ طويلا على الكرة، كما احتاج إلى بعض الوقت حتى يستوعب اللاعبون كيفية استغلال المساحات فى صفوف المنافس وحسن التوقيت.
وورث برشلونة، بقيادة الراحل يوهان كرويف، طريقة اللعب الشهيرة للكرة الهولندية فى سبعينيات القرن الماضى والتى يطلق عليها «الكرة الشاملة»، وانتهج جوارديولا هذا الأسلوب وطوره أيضًا بطريقة التيكى تاكا ولا يحتاج ذلك إلى مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية فقط بل إلى تغيير فى عقلية اللاعبين أيضًا.
ويعتقد جوارديولا أن لاعب الكرة المميز يستطيع اللعب فى أى مركز فى الملعب، بغض النظر عن مركزه الفعلى وينتظر من المدافعين اللعب بكل ارتياح وثبات، ومن المهاجمين بذل المجهود الكبير ليكونوا فى المكان المناسب.
وهذا الموسم نجح جوارديولا فى ما هو أكثر من تشجيع المدافعين على تمرير الكرات إلى الزملاء بدلا من تشتيت الكرات الطويلة، وتعاقد من أجل ذلك مع الحارس إيدرسون لتصبح تشكيلة الفريق تتكون من 11 لاعبا بوسعهم التمرير وبصورة دقيقة فى أى مكان بالملعب.
ومن ضمن صفقات سيتى الصيفية التعاقد مع كايل ووكر، الذى أثبت بالفعل نجاحه فى مركز الظهير وكذلك الجناح أثناء لعبه مع توتنهام هوتسبير، لكنه بات الآن يشغل مركزا دفاعيا أكبر فى تشكيلة جوارديولا مع رغبة المدرب فى اتجاه الظهير إلى الاضطلاع بدور لاعب الوسط المدافع أثناء الاستحواذ على الكرة.