الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«قمة التحديات» تشهد أكبر حضور عربى منذ اجتماع «أنشاص»

«قمة التحديات» تشهد أكبر حضور عربى منذ اجتماع «أنشاص»
«قمة التحديات» تشهد أكبر حضور عربى منذ اجتماع «أنشاص»




كتبت - أمانى عزام


عقدت القمة العربية الـ29 بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية،  وسط تحديات كبيرة تواجه منظقة الشرق الأوسط وتهدد الأمن القومى العربي، نجحت خلالها بالاستحواذ على اهتمام العالم، إذ شهدت أكبر حضور للقادة العرب منذ قمة قصر «أنشاص» بمصر عام 1946.
فيما أكد عدد من الدبلوماسيين فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، أن فلسطين هى الرابح الأكبر من القمة التى أطلق عليها اسم «القدس»  للتأكيد على أنها القضية المحورية للعرب فى هذه المرحلة، لافتين إلى أن كلمة الرئيس السيسى كانت الأكثر توازنًا بين كلمات الوفود إذ أظهرت السياسة المصرية التى تتمتع بالمصداقية وعدم الازدواجية.
وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن القمة العربية عقدت فى ظروف عصيبة وفى خضم تحديات وجودية وتهديدات للأمن القومى العربي، لذا كان حرص القادة العرب على الحضور بهذا العدد الكبير، وتبنى لغة خطاب واضحة وصريحة تدعو لضرورة استعادة الأمن القومى العربى وأواصره، ومواجهة التحديات الرئيسية خاصة فيما يتعلق بالقدس، ونصرتها.
وأشار «حجازى»، إلى إن اطلاق اسم القدس على القمة دليل على مكانة القضية، وترجمة هذا الموقف فى كلمات الوفود، ومشروع البيان الختامي، والقرار الخاص بفلسطين ، مشيرًا إلى أن ما أعلن عن تقديمه من دعم ومساندة سياسية واقتصادية للقضية الفلسطينية سيصبح  أداة من أدوات الضغط  والتأثير المستقبلى لصالح القضية.
وأشاد «حجازى» بإدانة القمة للتوغل والتدخل الإيرانى والتركى فى معظم كلمات الوفود، فضلًا عن مناقشة الوضع السورى الذى استدعى التعامل بواقعية مع التباين فى الموقف العربي، متمنيًا أن يكون ذلك مدخلًا لحراك عربى باتجاه استعادة الملف السورى حتى لا يترك نهبًا للقوى الإقليمية والدولية  بعيدًا عن القرار العربى فى هذا الشأن، تمهيدًا لاستعادة الدور والمكانة  العربية فى قضايا النزاع بالمنطقة.
وأكد «حجازى» أن كلمة الرئيس السيسى كانت الأفضل على الإطلاق إذ تناولت كل القضايا العربية والمخاطر التى تواجهها ولخص أهمها فى التوغلات الإقليمية، وضرورة استعادة دور الدولة القومية فى شكل مواجهة شاملة للإرهاب واستعادة الأمن القومى العربى لركائزه وعناصر قوته، كما شدد على خطورة الإرهاب وضروة التصدى للدول التى تدعمه وتسانده لتحقيق أغراضها فى تفتيت المنطقة والإضرار بمصالح الأمن القومى العربى.
فيما قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية جاءت تقليدية باستثناء القضية الفلسطينية، التى حظيت بتأييد كبير من الوفود العربية، وخاصة الدولة المضيفة، مشيرًا إلى أن  كل متحدث من الزعماء عبر عن سياسة دولته وتجنب القضايا التى لا يريد تناولها  بغض النظر عن أهميتها عربيًا، لافتًا إلى أن العدوان الثلاثى على سوريا كان يجب أن يكون فى المقدمة.
وأشاد «حسن» بالاهتمام الذى حظيت به القضية الفلسطينى خلال القمة، والدعم الذى قدمته المملكة العربية السعودية، لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية بالقدس لقيمة 150 مليون دولار، بالإضافة إلى 50 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللائجين «الأونروا»، فضلًا عن تسمية القمة باسمها، والتأكيد على أن القدس الشرقية هى عاصمة دولة فلسطين.
وأكد «حسن» أن كلمة الرئيس السيسى كانت أفضل الكلمات لأنها تناولت جميع القضايا العربية بوضوح شديد يتوافق مع السياسة المصرية التى تتسم بالمصداقية وعدم الازدواجية  مثل التأكيد على وحدة سوريا وعدم التدخل فى الشئون الداخلية السورية وإدانة استخدام الكيماوى لكل الأطراف، وإشارته إلى أن إثبات ذلك يحتاج إلى تحقيق شفاف، بالإضافة إلى باقى القضايا كالإرهاب، والتدخل فى شئون الدول الأخرى، والتمدد الإقليمي، والأمن القومى العربى، والموقف فى ليبيا واليمن، والقضية والمصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن جميع موضوعات الكلمة جاءت مركزة وموجزة وواضحة.
وبدوره قال السفير عزمى خليفة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة أقيمت فى ظل فوضى عارمة تجتاح المنطقة العربية، وتهدد استمرار الأمن القومى العربي، وتتطلب وضع حد لها.
وأكد «خليفة»، أن كلمة الرئيس السيسى كانت مليئة بالرسائل المهمة الموجهة للعالم، شملت كل ما يتعلق بالمنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وحملت قدرا كبيرا جدًا من التوازن، إذ شملت إدانة استخدام الأسلحة الكيماوية وإدانة استخدام القوة لتغيير النظام السوري، كما طرحت بوضوح تام الموقف المصرى فى مختلف القضايا العربية مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق.