الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قطار الزواج يدهس «العوانس»

قطار الزواج يدهس «العوانس»
قطار الزواج يدهس «العوانس»





كتب - خالد كرم

 


«هنفرح بيكى أمتى، السنة الجاية تكونى فى بيت جوزك، عقبال ليلتك» عبارات انتهكت خصوصية الفتاة، وكلمات كالحجارة تقذف بها بمجرد وصولها سن التحاق الجامعة من القريب والغريب، لتجد الفتاة ذاتها تحت ضغط عادات وتقاليد خاطئة للبعض كـ«الزواج ستر للفتاة» هذه الفئة المحرضة تغافلوا عن تأخر سن الزواج بشكل عام سواء للشاب أو الفتاة يرجع إلى الظروف المعيشية الطاحنة، ورغبة الفتاة فى استكمال دراستها، وقد تدفعها هذه الكلمات إلى مصير مجهول، بعد تكرار واقعة انتحار الفتيات خوفًا من الحصول على لقب «عانس»، رصدت «روزاليوسف» عددا من الحالات المماثلة.

 

«فتاة البساتين» أقدمت على الانتحار، بعد أن ألقى الجميع اللوم بعبارات «هنفرح بيكى أمتى وغير ذلك» وكأنها هى المتعمد فى تأخر سن زواجها قررت التخلص من هذه الضغوط، قفزت من الطابق الرابع، البداية عندما تلقت مباحث قسم البساتين، بلاغًا يفيد بقيام «علياء.ا، 38 سنة» بالقفز من شرفة عقار بدائرة القسم، ما أسفر عن وفاتها فى الحال. على الفور تم جمع المعلومات والتحريات من قبل قوات الأمن، وتبين أن المجنى عليها انتحرت بسبب تأخر زواجها، وبسؤال أسرتها لم يتهموا أحدا بارتكاب الحادث. تم تحرير المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيق.
 «فتاة إمبابة» سارة. ح، 32 سنة، مشرفة بدار أيتام اطفال الرعايا والحنان، هى الأخرى راودها شبح العنوسة فقررت التخلص من حياتها الانتحار بشنق نفسها، كان قد تلقى العميد محسن كامل، مأمور قسم إمبابة، إخطارا من شرطة النجدة يفيد بوجود حالة انتحار داخل احدى دور الأيتام التابعة للقسم، وبعد التحريات اللازمة أوضح المقدم محمد ربيع عثوره على جثتها بإحدى الغرف بالطابق الثانى بالدار، وترتدى ملابسها كاملة، وبها «حز» دائرى ملفوف حول الرقبة، وبمناقشة «ريهام .م» زميلة المتوفية من قبل قوات مباحث القسم قالت: سارة صعدت لإعداد الطعام للأطفال بالدار، وأخبرت مالكة الدار بصعودها للطابق الثانى للنوم، إلا أنهما اتصلا بها عدة مرات دون رد، فصعدت للاطمئنان عليها، واكتشفت عدم تواجدها، وأن باب دورة المياه مغلق من الداخل «فكسرته» وتبين أنها معلقة بحبل مربوط «بماسورة ستارة»، واستغاثت بالعاملين بالدار، الذين أنزلوها فى محاولة لإسعافها إلا أنها فارقت الحياة، وتابع شقيق المتوفية «أحمد.ح، 36 سنة، نقاش» :كانت تعانى من حالة اكتئاب منذ عام بسبب تقدمها فى العمر، وعدم زواجها، واضاف بأنها كانت تمر بحالة نفسية سيئة و تعالج منها فى احدى العيادات النفسية الخاصة.

 

من جانبه قال الدكتور محمد الخطيب، طبيب نفسى: إن لقب عانس لا يقتصر على من تجاوزت سن الزواج والمعروف بتخطى سن الـ «30 عاما»، ولكنه فكرة مرسخة داخل عدد من الفتيات وتشعر بالعنوسة لو لم تكن مرغوبة، أو لم يتقدم لخطبتها أحد، فيصبح لديها فراغ عاطفى يدفعها لحالة من الاكتئاب تظهر لدى البعض بالعصبية فى التعامل، أو الأكل بشره، أو العكس بفقدان الوزن، وتابع: لابد للجوء لطبيب نفسى يتعامل مع الحالة بتوصيلها إلى الاهتمام بأشياء أخرى وبدائل أخرى تستحق أن تحيا لها، وأن الزواج ليس الحياة.