الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الوادى الجديد» تقتحم السوق الأوروبية بـ«عسل التمر»

«الوادى الجديد» تقتحم السوق الأوروبية بـ«عسل التمر»
«الوادى الجديد» تقتحم السوق الأوروبية بـ«عسل التمر»





الوادى الجديد - محمد محروس

 


تعتبر صناعة عسل البلح أو كما يطلق عليه «دبس البلح» من أحدث الصناعات التى تبنتها محافظة الوادى الجديد فى الآونة الأخيرة، بهدف استغلال محصول البلح فى صناعات حديثة وإدخال خطوط إنتاج جديدة للمصانع الحكومية وتعظيم العائد المادى من هذا المحصول، فضلا عن فتح أسواق جديدة له فى الدول الأوروبية.


أولى الخطوات التى وضعتها المحافظة لتطوير صناعة التمور محاولة استغلال البلح فى إنتاج العسل، وهى تجربة تنفذ لأول مرة باستثمارات كبرى وبخطوط إنتاج متطورة بعد أن كان لفترة طويلة يتم إنتاجه بكميات محدودة وانحصر تصديره وبيعه على الأسواق المحلية دون تحقيق أى تقدم فى هذه الصناعة التى ستفتح مجالات كبيرة لتصنيع واستخدام البلح فى أكثر من مجال، خاصة أن الواحات يوجد بها 1.9 مليون نخلة موزعة على مدن وقرى الداخلة والخارجة وبلاط وباريس والفرافرة بأصناف متعددة، كما يصدر جزء كبير منه إلى الخارج دون تصنيع.
ويعتبر الدبس أحد منتجات البلح ذو القيمة الغذائية المرتفعة، فهو عبارة عن سائل لونه بنى داكن يتم استخلاصه من خلاصة البلح وهو أخف لزوجة من العسل الأسود وعسل النحل، ومفيد لحالات كثيرة، خاصة الذين يعانون الضعف الجنسي، كما أنه يؤدى إلى زيادة نسبة الخصوبة للحيوانات المنوية، ويساهم فى رفع كفاءة هرمونات التبويض لدى السيدات، علاوة على أنه يحتوى على نسبة فيتامينات عالية تؤدى إلى تنشيط الدورة الدموية وعضلات القلب وتقضى على تصلب الشرايين، بل تقوية النظر والقضاء على فقر الدم.
الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، أكد أن دبس البلح أحد الصناعات الحديثة التى بدأت المصانع الحكومية الخاصة بالمحافظة فى إنتاجها بشكل كبير، فهو فى الأساس مكمل غذائى وشراب طبيعى فى المقام الأول، ويتم تصنيعه فى الواحات بجودة عالية جدا، مشيرا إلى أنه تم تجهيز خطوط إنتاج جديدة للنهوض بهذه الصناعة، بعد أن وجد عليه طلبا كبيرا، خاصة خلال الفترة الأخيرة.
ولفت المرسى إلى أن طريقة تصنيعه تبدأ بجمع البلح وغسله جيدا ويتم انتزاع النوى منه يدويا وفرزه، ثم بعد ذلك ينقع فى الماء ويتم غليه جيدا فى غلايات كبيرة بدرجات حرارة معينة وبمواصفات مخصوصة حتى يتم استخلاص جميع السوائل التى توجد به، ثم يتم بعد ذلك رفعه من على النار ويترك ليبرد وتتركز جميع السوائل التى تم استخلاصها منه التى تختلط ببعضهما البعض مكونة الدبس الذى يكون عبارة عن سائل لونه بنى داكن أو أسود يتم تعبئته فى برطمانات لحين الاستخدام.
وأشار وكيل زراعة الوادى الجديد إلى أن الدبس يتم تصنيعه فى مصنع التمور الحكومى بمدينة الخارجة، فضلا عن أنه يصنع أيضا بكثرة فى المصانع الخاصة المنتشرة بربوع المحافظة.
 ولفت إلى أن دبس البلح لا يحتوى على أية إضافات صناعية أو خامات أخرى، ويتحمل الحفظ لمدة طويلة داخل الأوعية الزجاجية التى يحفظ بها، مشيرا إلى سعر الكيلو منه يصل إلى 21 جنيها، وأغلب الذين يقومون بشرائه يستخدمونه كمكمل غذائى وعلاج لعدد الأمراض، حيث إن كثيرا من الأطباء ينصحون باستخدامه بدلا من استخدام العقاقير الطبية.
أما المهندس محمد الشريف، مدير مجمع تمور الوادى الجديد، فأكد أنه يتم حاليا الإعداد لتطوير المجمع لتشغيله بالطاقة الشمسية وإضافة خطوط جديدة للإنتاج تشمل تصنيع دبس البلح، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة الصناعة لتتولى تصدير دبس البلح المنتج من مجمع التمور بالمحافظة إلى دول أوروبا خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: إن الوزارة أرسلت عينات مبدئية من منتجات مجمع التمور تمهيدًا لاعتمادها لدى الدول المستوردة وعقد اتفاقات تجارية لتصدير منتج الدبس، لافتا إلى أن المجمع جار تطويره وتحديثه بالتعاون مع دولة الإمارات بمبلغ 18 مليون جنيه، من خلال تركيب معدات حديثة وإضافة خطوط إنتاج.