الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اختفاء الأنسولين يهدد مرضى السكر

اختفاء الأنسولين يهدد مرضى السكر
اختفاء الأنسولين يهدد مرضى السكر




كتب - محمود جودة


أزمة كبيرة ومتكررة يواجهها مرضى السكر خلال الشهر الأخير، وخاصة أولئك الذين يحصلون عليه من المستشفيات الحكومية بموجب قرار علاج على نفقة الدولة لصرف علاج دوائى سكر فقط أو ضغط وسكر «الأغلبية»، لمدة 180 يوما، حيث إن العلاج غير متوافر فى المستشفيات فى كل المحافظات، ولم يتم توفيره من مخازن التموين الطبى بوزارة الصحة والسكان، ولا أحد يعلم السبب فى ذلك.
يضطر المرضى لشراء الأنسولين 100 وحدة المستورد من الصيدليات بسعر 55 جنيها للأمبول الواحد، بينما توفر لهم الوزارة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة أنسولين مصرى يباع بسعر أقل فى الصيدليات، ويضطر المرضى لشرائه من السوق السوداء بأسعار أعلى من المسعر به جبريا، فى حالة عدم توافره فى الصيدليات الأهلية هى الأخرى.
رصدنا الأزمة فى عدد من المستشفيات فى محافظات مختلفة، ففى محافظة الغربية، يعانى مرضى السكر بمركز زفتى والذى يضم أكثر من 53 قرية، ويحصلون على الأنسولين من مستشفى زفتى العام فقط بموجب قرارات العلاج على نفقة الدولة الصادرة من المجالس الطبية المتخصصة.
ويشكون من عدم توافر الأنسولين المستورد 100 وحدة، واستبداله بالأنسولين المصرى «أنسولين جيبت» 70/30 ، لأنه أقل جودة من الذى يتناوله مرضى السكر خلال السنوات الماضية.
وقبل أسبوع واحد، أحضر المستشفى كمية من الأنسولين من مخازن التموين الطبي، ووقتها فرح المرضى باعتبار أن صبرهم طوال أسابيع بات مثمرا، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث إن ما وفره المستشفى لا يتعدى 2 كرتونة فقط مليئة بأمبولات الأنسولين المصري، وبالتالى سوف يحصل بعض المرضى بموجب أسبقية الحضور والدور على العلاج، بينما يحرم الباقين، وفوجئوا بأن مسئولى توزيع العلاج على نفقة الدولة، يعطون المرضى 50% فقط من الكمية المحددة لكل منهم حسب التحاليل والفحوصات، طبقا للوصف الطبى المحدد من الطبيب بالمستشفى، وبالتالى يتطلب من المريض استكمال باقى الكمية بنسبة 50% من السوق السوداء أو الصيدليات الأهلية فى حال توافره بها، بسعر 33 جنيها للمصري، و 55 للمستورد.
والأدهى من ذلك، أن إدارة المستشفى طلبت من مرضى الضغط والسكر، الذين يرغبون فى صرف علاج الضغط لحين توفير الأنسولين، أن يوقعوا على إقرارات بالتنازل جبرا عن علاجهم من الأنسولين لشهرين مقبلين، حيث تم ربط صرف علاج الضغط بتوافر علاج السكر، فى سابقة لم تحدث فى التاريخ، وكارثة محدقة تتسبب فى موت الآلاف.
«روزاليوسف» نقلت أنين المرضى للدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، والذى أكد أنه لم يتلق أى شكوى من مواطن ولا مدير مستشفى بالغربية خاصة بنقص الأنسولين، وأن الأنسولين متوافر فى مخازن المديرية، وأن المستشفيات بها كفايتها من العلاج لتوزيعه على المرضى.
الغربية ليست أفضل حالا من باقى محافظات الوجه البحري، ولا مدن القناة، فى الوقت الذى تؤكد فيه وزارة الصحة وجود مخزون استراتيجى بها من الأنسولين يكفى لـ 4 شهور قادمة.
من جانبها أكدت د. رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة والسكان، أن المخزون فى شركات التوزيع الحكومية والخاصة مقسم على النحو التالى 850 ألف فيال من صنف أنسولين مخلوط  مستورد بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، و870 ألف فيال منه بشركة توزيع أخري، بالإضافة إلى توزيع 100 ألف فيال مستورد تم توزيعها الأسبوع الماضى على الصيدليات، وأن هناك مخزونا من الإنتاج المحلى الذى وصل إنتاجه الى 4.5 مليون فيال العام الماضي، لافتة إلى أنه من المقرر زيادة إنتاجه هذا العام إلى 150%.